الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

كوب 27 في ذاكرة التاريخ بأحرف ذهبية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كيف نجح كوب 27؟ وكيف تحولت شرم الشيخ إلى بقعة خضراء صديقة للبيئة، تلك المدينة الهادئة التي استطاعت أن تحتفظ بسلامها وسط عالم ملتهب بصراعات وحروب وقضايا لا حصر لها؟
تلك القضية الوجودية ،جمعت البشرية جمعاء على طاولة واحدة من كافة أنحاء المسكونة، وكأن العالم لا يجتمع على تلك الطاولة الموحدة إلا باستشعار الخطر الوجودي، فكما جمعت مصر العالم كله أثناء جائحة كورونا وقالت لا للعزلة أثناء الخطر، جمعت كل تلك الدول - أيضًا- تحت مظلة إنقاذ الأرض وقمة التنفيذ.
عوضًا عن الحالة الخضراء المسالمة التي خلقها كوب 27 ، وهي واحدة من الأسباب التي كانت سببًا في نجاح كوب 27، فمصر استطاعت أن تكون همزة وصل بين الدول الصناعية الكبرى والدول النامية لمقاربة الرأي بين دول لا ترى سوى أنها تقيم نهضة صناعية وتبيع تلك التكنولوجيا للعالم، وأن العالم كان ليصبح صحراء جرداء دون تلك النهضة الصناعية غير مهتمين بالتداعيات المُناخية التي حدثت جراء ذلك وبين دول تأثرت مُناخيًا،وتهجر مواطنوها قسريًا بسبب الفيضانات والحرائق وهي لا تملك الميزانية لدرء المخاطر عنهم.

 بالطبع لا أحد يريد أن يتكبد مبالغ مالية في ظل هذا الركود الاقتصادي ولا أحد يريد أن يلتزم بالتمويل، ولكن على الأقل نجحت الدبلوماسية المصرية في مناقشة نقطة التمويل بشكل رسمي  تمهيدًا وتسلميًا لـ " كوب 28"، فضلا عن الشراكات التي حدثت بين الطرفين على هامش انعقاد المؤتمر ذلك سببًا أخر في نجاح قمة المناخ.
في ظل الأزمات تولد الحلول المبتكرة والمبدعة، فربما تراءى لأصحاب الصناعات في ظل كوب 27 فرصة ربط بين التكنولوجيا والعودة إلى المواد البكر الخام في أفريقيا خاصة في ظل أزمة الطاقة التي تشهدها أوروبا، أو إقامة تلك الصناعات مستخدمًا طاقة نظيفة  فيعود الحق لتلك القارة التي دفعت الثمن مرتين كما قال الرئيس، تارة اثر الاستعمار وتارة اثر الأزمات المُناخية.
السبب الأهم في نجاح كوب 27 ، هو تواجد الحكومة المصرية ومنظمات المجتمع المدني المصرية بل تواجد رأس الدولة المصرية واهتمام كل وزارة مصرية بالملفات المطروحة في المؤتمر وتقديم الرؤية المصرية، مما أضفى على تلك الملفات أهمية، فعندما يتناول الناشط المناخي أو المتطوع ملفًا بعينه ليس كما يتناول ذلك الملف مسؤول حكومي، فهذا يعنى أن القيادة المصرية تثمن على هذا الملف بشكل جدي وتدرجه ضمن الرؤية الوطنية.
سيذكر التاريخ " كوب 27"، بأنه كان القمة الناجحة بل المتميزة في تاريخ قمم المُناخ ويقترن باسم مصر التي قال عنها بايدن أنها أم الدنيا ،وذكرها سيمون ستيل الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية  بالأديب نجيب محفوظ، لأنها مصر.