تعتبر "كاهن-سم" هي رتبة ووظيفة دينية مصرية يقوم فيها الكاهن بطقوس جنائزية مثل شعيرة فتح الفم، وبينما كان المحنطون يلفون الجثة المحنطة، كان "كهنة-سم" يتلوون التعويذات التي تضمن الحياة الأبدية للميت، ويمكن التعرف على "كهنة-سم" من خلال رداءه المصنوع من جلد الفهد وشعر مستعار قصير يرتديه مع خصلة شعر جانبية مميزة.
لقد فتنت جلود الفهود المصريين القدماء لدرجة أنهم أدرجوها في معتقداتهم الدينية الحيوية، وتحاول بردية چوميلاك التي يرجع تاريخها إلى العصر البطلمي (حوالي 300 قبل الميلاد) شرح أهمية جلد الفهد عبر أسطورة تتعلق بأفعال "ست" الشريرة، حيث تذكر كيف أن هذا الأخير قد هاجم الرب "أوزيريس" ثم حول نفسه إلى فهد إلا أن الرب "أنوبيس" قد هزمه ووسم جلده بالبقع، ومن ذلك الحين أصبح الرداء يحيي ذكرى هزيمة "ست"، وهكذا في اللغة المصرية القديمة، تستخدم علامة رأس الفهد كمخصص أو اختصار لكلمات تتعلق بالـ"قوة".
وعن جدارية بيد إيميل پريس داڤين يظهر فيها الملك رعمسيس العظيم وقد لبس رداء "كاهن-سم" بجلد الفهد الشهير وهو يمسك بالبخور ليحرقه الشريط الهيروغليفي أعلاه يقرأ: "نسو بيتي (وسر ماعت رع ستپ ن رع) سا رع (رع مسس-سو مري إمن) عنخ چت"، أي "ملك القطرين (قوة عدالة رع، المختار من رع) ابن رع (رعمسيس محبوب أمون)) ليحيا إلى الأبد".