افتتحت اليوم السفارة الأمريكية في القاهرة بالشراكة مع مركز الأبحاث الأمريكي في مصر (ARCE) وممثلين عن منظمات يهودية أمريكية ومصرية مقابر ليشع ومنشا التي تم ترميمهم حديثًا في القاهرة، وهم يعدوا الجزء الوحيد المتبقي من مقابر اليهود القرائين أو مقابر البساتين التي تعتبر من أقدم المقابر اليهودية الصالحة للزيارة في العالم.
وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية منحة قدرها 150 ألف دولار (أي ما يعادل 2.25 مليون جنيه مصري) كجزء من صندوق السفراء الأمريكيين للحفاظ على التراث الثقافي إلى مركز الأبحاث الأمريكي ARCE والمؤسسة الشريكة Drop of Milk Foundation لتمويل ترميم المقبرة. وتم تقديم تبرع خاص من اليهود القرائين في أمريكا مما أضاف وسائل راحة إضافية ومناظر طبيعية للحديقة التذكارية - حديقة الذكرى - في الموقع.
وقال بيان السفارة إنه في حفل الافتتاح، سلط القائم بالأعمال الأمريكي السفير دانيال روبنستين الضوء على التزام الولايات المتحدة بالحفاظ على ذكرى الدور الجوهري الذي لعبته الجالية اليهودية في التاريخ المصري، وأضاف: "لقد خدمت مقبرة البساتين الجالية اليهودية في مصر منذ إنشائها عام 1482 من قبل سلطان المماليك الأشرف قايتباي. وستظل حكومة الولايات المتحدة الشريك الملتزم لمصر في الحفاظ على المواقع الثقافية والدينية القيمة في مصر وترميمها وحمايتها، مثل مدافن ليشع ومنشا، والتي تساهم في ثراء التاريخ المصري وتنوعه. "
وانضم إلى السفير روبنستين في الحدث ديفيد عوفاديا، رئيس يهود أمريكا القرائين، والدكتورة لويز بيرتيني، المديرة التنفيذية لـمركز الأبحاث الأمريكي في مصر، وماجدة هارون، رئيسة الجالية اليهودية في القاهرة، وإيلي التشان، رئيس الجالية القرائين، بالإضافة إلى العديد من الضيوف الكرام وكبار الشخصيات الأخرى.
وقد ساهمت الحكومة الأمريكية على مدار الـ 25 عامًا الماضية بأكثر من 100 مليون دولار (حوالي 2.4 مليار جنيه مصري) للحفاظ على مواقع التراث العالمي في مصر، مثل تمثال أبو الهول بالجيزة، ومعبد كوم أمبو في أسوان، وضريح الإمام الشافعي في القاهرة، وسراديب الموتى بكوم الشقافة في الإسكندرية. وأيضا تولت الولايات المتحدة مؤخرا ترميم منزل هوارد كارتر في الأقصر وأعلنت عن شراكة مع مؤسسة فاكتوم لتطوير تجربة الواقع الافتراضي (VR) لغرفة دفن الملك توت عنخ آمون لأطفال المدارس المصرية.