تختتم اليوم الأحد، أعمال الدورة الـ18 من القمة الفرنكوفونية، التي تستضيفها الدولة التونسية في جزيرة جربة، ومن المقرر أن تصدر القمة بنهاية اليوم "إعلان جربة" فيما يخص مواقف الدول الأعضاء حول عدد من القضايا السياسية والاقتصادية.
وأكد الكاتب والمحلل السياسي التونسي نزار الجليدي، أن القمة تأتي في مرحلة دقيقة، خاصة بعد انحسار إشعاع الدور الفرنسي في عدة مناطق من القارة الأفريقية لصالح قوى دولية حديثة الحضور في القارة مثل روسيا والصين، رغم أن القارة السمراء بها عديد الدول التي ترفع راية الفرنكوفونية والتي شهدت ميلاد المنظمة.
وأضاف "الجليدي" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن القمة مهمة في مرحلة صراع دولي حول إعادة تقسيم العالم من جديد، وهي مرحلة تجعل من البلدان المنتمية لهذه المنظمة الإقليمية العريقة حكمًا يمكن له ترجيح الكفة في هذا الصراع الدولي الجديد.
ولفت "الجليدي" إلى الدور الذي تحاول تلعبه فرنسا من خلال حضورها، فمثلا كندا وفرنسا يتخذان موقفا مساندا لأوكرانيا ومعاديا لروسيا في الأزمة الحالية، وسوف يبحثان على اصطفاف المنظمة في نفس الخندق، وهذا واحد من الأهداف التي جعلت فرنسا تقنع كندا بالحضور على أعلى مستوى (رئيس الوزراء ترودو) كترفيع مستوى الحضور لبقية الدول، حتى تعطي للقمة أهمية وتستغلها لتمرير عملية الإصطفاف.
وحول موقف تونس والدول الأعضاء، قال "الجليدي"، أنه من المنتظر ألا تنخرط الدول الإفريقية والدولة المضيفة "تونس" في هذا المسار، ولا يمكن لفرنسا وكندا الضغط أكثر حتى تحافظ على وحدة المنظمة وبقائها.
يشار إلى أن الرئيس التونسي قيس سعيد ألقى كلمة في افتتاح مؤتمر القمة، أكد فيه أنه على الرغم من كل العراقيل والظروف الصعبة والدقيقة في تونس والجهود لإلغاء القمة، فإن تونس تلتزم بتعهداتها وتنظم هذه القمة.