على مدى النسخ الـ21 السابقة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم، ومنذ انطلاقتها الأولى عام 1930، وحتى نسختها الأخيرة في روسيا 2018، شهدت البطولة منافسة شرسة بين المنتخبات الأوروبية وبين نظيرتها في أمريكا الجنوبية، انتهت حتى الآن لصالح الأولى التي توجت بـ 12 لقبا، مقابل 9 ألقاب للثانية.
وكان آخر عهد لمنتخبات أمريكا الجنوبية للفوز بكأس العالم تتويج منتخب البرازيل بلقب نسخة عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، كآخر منتخب غير أوروبي يتوج باللقب، ومنذ ذلك الحين، فرضت المنتخبات الأوروبية هيمنتها على ألقاب كأس العالم، وفازت بالنسخ الأربع التالية (2006 بألمانيا و2010 بجنوب أفريقيا و2014 بالبرازيل و2018 بروسيا) منتخبات إيطاليا وإسبانيا وألمانيا وفرنسا على الترتيب.
ومع انطلاق منافسات مونديال قطر 2022 اليوم (الأحد)، يتوقع الكثيرون أن تخرج الكأس هذه المرة من "القارة العجوز"، وتعود أدراجها لأمريكا الجنوبية وبالتحديد إلى البرازيل أو الأرجنتين أبرز المرشحين للفوز باللقب، معتبرين أن المنتخبات الأوروبية الكبرى ليست في أفضل حالاتها، وفي المقابل يعيش المنتخبان البرازيلي والأرجنتيني انتعاشة، وتعلق عليهما الجماهير آمالا كبيرة بالعودة إلى منصات التتويج الغائبة منذ 20 عاما.
وعلى مدار تاريخ بطولة كأس العالم، تمكنت 8 منتخبات من حصد اللقب العالمي، بينها 3 منتخبات من أمريكا الجنوبية (البرازيل والأرجنتين وأوروجواي)، مقابل 5 منتخبات أوروبية هي (إيطاليا وألمانيا وفرنسا وإنجلترا وإسبانيا).
ويعد المنتخب البرازيلي الوحيد الذي شارك في جميع نسخ كأس العالم منذ انطلاق أول بطولة عام 1930، كما أنه صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة بواقع 5 مرات، (أعوام 1958 بالسويد، 1962 بتشيلي، 1970 بالمكسيك، 1994 بالولايات المتحدة، 2002 بكوريا الجنوبية واليابان).
يأتي منتخب الأرجنتين في المركز الثاني في قائمة منتخبات أمريكا الجنوبية الفائزة بلقب كأس العالم بعد منتخب البرازيل، وهو من المرشحين البارزين لإحراز لقب مونديال قطر.
وتوج "راقصو التانجو" بلقب كأس العالم في نسختين، الأولى عام 1978 عندما استضاف النهائيات، وفاز على هولندا في النهائي (3 ـ1)، والثانية في 1986 بالمكسيك بعد فوزه على ألمانيا في النهائي (3 ـ2)، غير أنه خسر النهائي في 3 مناسبات، أعوام 1930 أمام أوروجواي و1990 أمام ألمانيا، و2014 أمام ألمانيا أيضا.
أما منتخب أوروجواي صاحب التاريخ العريق في نهائيات كأس العالم، فقد توج باللقب الأول في تاريخ البطولة عندما استضافها عام 1930، كما حقق اللقب للمرة الثانية والأخيرة على حساب البرازيل عام 1950.
على المستوى الأوروبي، يعد منتخبا إيطاليا وألمانيا أكثر منتخبات القارة العجوز تتويجا بلقب كأس العالم على مر تاريخها برصيد 4 ألقاب لكل منهما، وتأتي فرنسا في المركز الثالث أوروبيا بلقبين، ثم إنجلترا وإسبانيا بلقب واحد لكل منهما.
وتوج المنتخب الإيطالي "الآزوري" بلقب كأس العالم لأول مرة في تاريخه عام 1934 في النسخة التي استضافتها إيطاليا، ثم فاز بلقب مونديال 1938 بفرنسا للمرة الثانية على التوالي، وعاد إلى منصة التتويج بعد 44 عاما بالفوز بلقب مونديال إسبانيا عام 1982، وحقق اللقب الرابع والأخير في تاريخه في نسخة 2006 بألمانيا.
غير أن منتخب إيطاليا صاحب التاريخ العريق في النهائيات أخفق في التأهل إلى مونديال 2022 في قطر، ليغيب عن النهائيات العالمية للمرة الثانية على التوالي بعد غيابه عن مونديال روسيا 2018، والرابعة في تاريخه بعدما غاب عن مسابقتي 1930 بأوروجواى و1958 بالسويد.
وتوج منتخب "المانشافت" الألماني باللقب العالمي 4 مرات أعوام (1954 و1974 و1990 و2014)، وخسره 4 مرات أيضا أعوام (1966 و1982 و1986 و2002)، وهو سجل لا يضاهي فيه حتى البرازيل حاملة الرقم القياسي في عدد الألقاب العالمية (5 مرات).
منتخب فرنسا توج باللقب لأول مرة عام 1998 بفرنسا، وبعدها بعشرين عاما أحرز لقب المونديال الأخير 2018 بروسيا بعد فوزه على كرواتيا في النهائي 4 - 2 .
ويسعى منتخب "الديوك" الفرنسي في مونديال قطر لأن يكون المنتخب الثالث الذي ينجح في الحفاظ على لقب كأس العالم مرتين متتاليتين، بعد منتخبي إيطاليا (عامي 1934 و1938)، والبرازيل (عامي 1958 و1962).
أما منتخب إنجلترا "الأسود الثلاثة"، فقد توج ببطولة كأس العالم مرة وحيدة عام 1966، عندما استضافت إنجلترا المونديال، ومنذ ذلك التاريخ لم يحصد أي لقب سواء كأس العالم، أو حتى كأس الأمم الأوروبية التي فشل الإنجليز في التتويج بها من قبل.
ومثله منتخب إسبانيا، الذي حقق لقب المونديال مرة واحدة في تاريخه في نسخة عام 2010 بجنوب إفريقيا بعد فوزه على نظيره الهولندي بهدف الأسطورة أندريس إنيستا الشهير.
