أكد الأمين العام لمركز الملك عبدالله لحوار الأديان "كايسيد - kaiciid"، الدكتور زهير الحارثي، أن استدامة أي مسار حواري وتفعيل عملية بناء السلام مرتبط بشكل أساسي بمشاركة مختلف فئات المجتمع وخاصة النساء والشباب والقيادات الدينية كقوى تغييرية مؤثرة في مجتمعاتها.
جاء ذلك على هامش الاحتفال الذي أقامه مركز الحوار العالمي "كايسيد"، بتخريج دفعة جديدة من برنامجه للزمالة في المنطقة العربية والمشاركات في برنامجه "هي للحوار" في العاصمة البرتغالية لشبونة، بحضور نائب الأمين العام السفير انطونيو كارلوس ريبيرو، بالإضافة إلى عدد من السفراء والممثلين الدبلوماسيين للدول العربية المتواجدين في البرتغال.
وأضاف الحارثي، أنه "بناء على هذه الرؤية تم بناء استراتيجية المركز في المنطقة والعالم من خلال برامج نوعية تسعى إلى تعزيز التعايش السلمي والمواطنة المشتركة ومواجهة خطاب الكراهية، واليوم، نحن نعتز بتخريج هذه الدفعة المتميزة التي عملنا معها في الأشهر الماضية في برنامجي هي للحوار والزمالة العربية لتكون رافداً جديدا لشبكة متينة ومؤثرة تعمل في مناطق متعددة من العالم العربي لأجل بناء مجتمعات سلمية وأكثر استدامة".
وسبق حفل التخريج سلسلة من الورشات التدريبية التي امتدت لفترة ٥ أيام، ركّز المدرّبون فيها على تطبيق مفاهيم الحوار بين أتباع الأديان في المنطقة العربية، وترسيخ مفاهيم المواطنة المشتركة و التعايش واحترام التنوع وقبول التعددية.
ونظم المركز فعاليات الورش التدريبية لبرنامجي "كايسيد للزمالة العربية" و"هي للحوار" بالتعاون مع منصة الحوار والتعاون بين القيادات والمؤسسات الدينية المتنوعة في العالم العربي. ويعد هذا التدريب الثالث لكلا البرنامجين، حيث امتد كل منهما لعام كامل، وجمع ثلة من قيادات المؤسسات الدينية والأكاديمية والمدنية الرائدة في المنطقة العربية.
وتهدف مبادرة "هي للحوار" إلى تمكين مجموعة من القيادات النسائية في المنطقة العربية من تطبيق مهارات الحوار بين اتباع الأديان، بتمتين الوفاق الاجتماعي وتعزيز قيم المواطنة المشتركة ومكافحة خطاب الكراهية. ويتم ذلك عبر إطلاق مبادرات في مجتمعاتهن المحلية. وبلغ عدد المشاركات 17 مشاركة من خمسة بلدان عربية، وهي السعودية والعراق وسوريا ولبنان ومصر.
أما "برنامج كايسيد للزمالة العربية" فهو امتداد لبرنامج الزمالة الدولية، ويهدف إلى تعزيز مفاهيم الحوار بين أتباع الأديان في العالم العربي وزيادة الوعي، ومكافحة خطاب الكراهية وغرس قيم المواطنة المشتركة في المجتمع، وذلك عبر تنفيذ الزملاء لمبادرات في مجتمعاتهم المحلية.
يذكر أن مركز الحوار العالمي (كايسيد) هو منظمة حكومية دولية أسست من قبل الدول الأعضاء، وهي جمهورية النمسا والمملكة العربية السعودية ومملكة إسبانيا والفاتيكان بصفة مؤسس مراقب. ويعد المركز جهة ميسرة ومنظمة للاجتماعات؛ إذ تجمع القيادات الدينية وصناع القرار والخبراء حول طاولة الحوار سعيًا منها لإيجاد حلول مشتركة للمشاكل المشتركة. وتتمثل رؤية المركز في الإسهام في إيجاد عالم يسوده الاحترام والتفاهم والتعاون والعدالة والسلام والمصالحة بين الناس، وإنهاء إساءة استخدام الدين لتبرير القمع والعنف والصراع.