- أستاذ الطاقة الذرية:
- نجاح المؤتمر يتوقف على اتفاق 197 دولة وليس "مصر" فقط
- إنشاء معمل دولي لرصد مخاطر الغازات الدفيئة للدول في أنحاء العالم
- التقنيات النووية لها دور كبير في مجابهة التغيرات المناخية"
- "الطاقة الذرية" عملت طفرات جديدة لمحصول "القمح" ضاعفته بنسبة 40%
اتجهت أنظار العالم إلى مدينة شرم الشيخ، حيث قمة المناخ cop27، وما تناقشه من قضايا تهم العالم، وما تسفر عنه من نتائج تساهم في الحد من التغييرات المناخية والمحافظة على البيئة.
وحول القمة والقضايا البيئية والمناخية التقت "البوابة نيوز" عددا من الخبراء والعلماء، فحاورت الدكتور مجدى عبد الله، الأستاذ المتفرغ في هيئة الطاقة الذرية، حيث تناول دور التقنيات النووية في مجابهة التغيرات المناخية، ومشاريع الهيئة للطاقة المتجددة والنظيفة، وتعاونها مع "الفاو" لتقديم الخدمات للدول الأفريقية المتضررة، والتكنولوجيا الذرية العالمية وغيرها من الملفات.
وأكد الدكتور مجدى عبد الله، الأستاذ المتفرغ في هيئة الطاقة الذرية المصرية، أهمية دور التقنيات النووية في مواجهة التغيرات المناخية، وقال إن العالم حاليا أصبح لديه العلم والمعرفة الجيدة بخطورة الانبعاثات الكربونية والتى تشمل غاز الميثان، وغاز ثانى أكسيد الكربونCO2.
وكشف عبدالله، في حواره لـ"البوابة نيوز"، أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قامت بالتنسيق مع منظمة الفاو لإنشاء معمل كبير دولي على مستوى العالم، من أجل مساعدة الدول في استخدام التقنيات النووية لتحديد ورصد المخاطر والتهديدات المرتبطة بالغازات الدفيئة، مشددا على أنه إذا تم استخدام تكنولوجيا المحطات النووية للحد من التغيرات المناخية فإنها سوف تساعد وبشدة في التخلص من الانبعاثات الكربونية الخطيرة.. وإلى نص الحوار
ماذا عن استخدام الطاقة النووية في إنتاج الكهرباء؟
يوجد حوالى 400 مفاعل على مستوى العالم، تقوم بإنتاج 11% من كهرباء العالم، مؤكدا أن الـ11% بإمكانها توفير حوالى 400 مليون طن كربون، لم تستطع دخول الغلاف الجوى، لأن التكنولوجيا النووية “0” كربون، أي عديمة الكربون.
ماذا عن استخدامها في تحقيق الأمنين الزراعي والغذائي؟
التغيرات المناخية التى يشهدها العالم حاليا لها تأثير كبير جدا على مختلف الشعوب، لذلك فإنه بواسطة استخدام التقنيات النووية تم تطوير 3 آلاف نوع نبات باستخدام تقنيات استيراد الطفرات النباتية، وهذا يعنى إنشاء طفرة نباتية لأي محصول ينتج نوعا جديدا من نفس النبات، ولكنه يتميز بأنه يتحمل الظروف المناخية القاسية، من قلة مياه وملوحة والجفاف وارتفاع درجة الحرارة، ورأينا استعانة دولة السودان بجمهورية مصر العربية، بعد أن اجتاحت التغيرات المناخية والجفاف محصول “الفول السودانى” الذي يعد من أهم المحاصيل الرئيسية والأساسية والاستراتيجية بدولة السودان الشقيقة والذي يقوم عليه أحد أهم اقتصاديات البلد، وبسبب التقلبات المناخية تدهور هذا المحصول، وقامت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتعاون مع “الفاو” لعمل طفرات جديدة لمحصول “الفول السودانى” بدولة السودان، واستطعنا إنتاج حوالى 10 أصناف جديدة، قامت تلك الأصناف بتحسين الإنتاج بنسبة 27% وهذا أحدث فرقا كثيرا معهم.
كما أن الوضع الزراعى بدولة بنجلادش، وبالتحديد في مدينة كامبوديا تقهقر بشكل كبير جدا بسبب التغيرات المناخية، لذلك قامت الوكالة الدولية بتقديم المساعدات لهم، حيث تم تطوير 40 نوعا نباتيا جديدا من محاصيلها، على رأسها محصول الأرز وإنتاج 13 نوعا من الأرز، وأصبحت “بنجلادش” دولة تصدر تصدر محصول الأرز بفعل هذا، فهناك مشاكل بمعظم دول العالم بفعل التغير المناخي حتى بجمهورية مصر العربية، وقامت مصر بعمل طفرات جديدة لأهم المحاصيل الدولية بالجمهورية، حيث تم عمل خمس طفرات جديدة للأقماح، حيث تم "استيراد" طفرات جديدة لهذا المحصول من خلال تعرض البذور لعملية إشعاع خفيفة جدا "نشع البذور"، بحيث تعدلها هندسيا لزيادة الإنتاج، وأن الطفرات من محصول القمح التى تتعرض "للإشعاع" زادت بنسبة تقدر بـحوالى 40% عن المحصول العادى والبذور الأصلية.
ما رؤيتك للطاقة المتجددة ومحطة الضبعة؟
المحطة النووية بالضبعة، سوف تسهل الحصول على أربعة آلاف و800 ميجا/وات في العام الواحد، ومن المقرر افتتاح أول مفاعل جديد ينتج 1200 ميجا/ وات سنويا، عام 2027.
والطاقة النووية تعد أرخص أنواع الطاقة وأقواها وأنظفها والأمن بيئيا، مثلها مثل الطاقات المتجددة الأخرى مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من الطاقات، ولكن يرتكز صعوباتها في التكلفة العالية أثناء إنشائها أول مرة فقط، ولكن العائد لها كبير جدا، في ظل ندرة طاقة المياه بالبلاد، حيث لا تحصل البلاد على الطاقة من خلال المياه إلا بواسطة السد العالي فقط، حيث إنه يتم تبخير المياه من أجل عمل تيار، بواسطة إرسالها عبر التوربينات، والتى تعمل بدورها "الدينامو"، فيقوم بإنتاج الكهرباء، ولكن ما يتم استخدامه لتحريك المياه، سيكون عن طريق شقين الأول منهما يتمثل في ارتفاع منسوب المياه ويولد طاقة نظيفة، والشق الثانى يتمثل في استخدام الوقود الأحفورى أو الغاز الطبيعي من وصول المياه لحالة من الغليان ثم التبخير، ثم تعمل التوربينات، ويعمل الدينامو ويولد كهرباء، مشددا على أن الوقود الأحفورى والغاز يعدان من العوامل الأساسية التى تعمل على تسخين الجو، بفعل تصاعد غاز ثانى أكسيد الكربون، و"اليورانيوم" الذي يعمل بالطاقة الذرية لا ينتج أي وقود نهائي، ولا عائد مضر بالبيئة، بل تنتج "0" كربون مقارنة بالمصادر الأخري، وإذا تم تشغيل الـ440 مفاعلا على مستوى العالم نستطيع منع حوالى 400 مليون طن من ثانى أكسيد الكربون من الوصول إلى الغلاف الجوي، وتوجد إمكانية عمل وحدات مرافقة بالمحطات النووية وإنشاء محطات لتحلية المياه.
ماذا عن طاقة الهيدروجين؟
طاقة الهيدروجين تنقسم إلى ثلاث طاقات، الأولى تدعى “طاقة الهيدروجين الرمادى، وهي تولد غاز ثانى أكسيد الكربون، بينما الأكسين الأزرق، وهي كذلك تولد كربون ولكن يتم عزله، بينما الهيدروجين الأخضر، الذي يعد ثالث أنواع طاقات الهيدروجين، والذي يتم إنتاجه بواسطة طاقة جديدة ومتجددة كالشمس والرياح أو الطاقة النووية”.
والطاقة النووية تفيد في إنتاج الهيدروجين الأخضر الذي يمكن البلاد في الحصول على طاقة والعمل من خلالها، دون الإضرار بالبيئة أو إحداث أي تغيرات بيئية تكون سببا في التقلبات المناخية، ودول العالم أجمع تسعى جاهدة لإنتاج الطاقة المتجددة، وكثير من الدول الأوروبية تسعى إلى شراء طاقة الهيدروجين الأخضر وإنتاجه بمنطقة شمال أفريقيا، لقربها من أوروبا، حيث تمتاز تلك المنطقة بسطوع الشمس بها طوال ساعات النهار، ومتوسطها يتراوح ما بين 14 إلى 15 ساعة في اليوم الواحد، بالإضافة إلى أن مشاكل النقل سوف تكون أقل.
حدثنا عن مشاركة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في قمة المناخ بشرم الشيخ cop27؟
الوكالة الدولية للطاقة الذرية سوف تشارك بقمه المناخ بشرم الشيخ المقرر عقدها من 6 إلى 18 نوفمبر، حيث إن رئيس الوكالة شريك أساسي في الحدث، والوكالة لها يوم خاص أثناء انعقاد مؤتمر التغير المناخي، وسوف يتم عرض الجهود التى تبذلها الوكالة بشأن مكافحة التغيرات المناخية والحد منها، والتأقلم معها، بالإضافة إلى أن استخدام التقنيات النووية في مكافحة ملوحة التربة لضمان "الأمن الغذائي" للمواطنين، حيث إن كثرة استخدام الدورة الزراعية الواحدة لمحصول واحد للتربة تعمل على زيادة ملوحة التربة.
ماذا عن مشاكل انصهار الجليد بسبب التأثيرات السلبية للتغير المناخي؟
من ضمن مشاكل التغيرات المناخية وارتفاع درجة حرارة الأرض، التأثير على انصهار الجليد والذي ينتج عنه ارتفاع مستوى سطح البحر، ويؤدى إلى وجود أكثر من تهديد يتمثل في هجوم مياه البحر على المياه الجوفية، وغرق الأماكن الأقل انخفاضا، وعلى مستوى العالم يوجد حوالى "101" دلتا على مستوى العالم، والدلتا تكون على مستوى أقل من البحر دائما، وتقوم بابتلاعها وتعرضها للغرق.
وهناك العديد من الدراسات التى قام بإنشاؤها مجموعة من علماء الدول المختلفة سواء إن كان بالصين أو روسيا، وإنجلتر، توضح عمل العديد من "السيناريوهات"، بشأن غرق الدلتا حيث إنه بعام 2050 احتمالية ذوبان كمية معينة من المياه وارتفاع مستوى سطح البحر، وعام 20100 احتمالية غرق أماكن معينة مع ارتفاع درجات الحرارة وهكذا، فدرجة الحرارة تصل حاليا 1.2 درجة مئوية، عما كانت وقت النهضة الصناعية لأوروبا، حيث من المنتظر أن تصل إلى 1.5 درجة مئوية ما بين 2030 و2040، وأن جميع المؤتمرات العالمية تجاهد حاليا وبكل قواها، وتضع خططا ومشاريع رؤى حتى تصل إلى درجة ونصف مئوية، وأن هناك آراء عالمية تتضمن عما دام العالم والدول الكبرى تسعى في طريقها وفي غيها نحو ممارسة الأنشطة البشرية والصناعية التى تعمل على زيادة درجة حرارة الأرض، والانبعاثات الكربونية.
كيف ترى تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على المناخ؟
بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، ومنع الوقود الروسي عن أغلب الدول الأوروبية وبسبب الخلافات السياسية وغيرها، فقد بدأت دول العالم مرة أخرى إلى السعى وراء البديل في الحصول على الطاقة باستخدام "الفحم"، وقامت دولة كبرى مثل ألمانيا باستخدامه في إنتاج "الكهرباء"، رغم كوارثه البيئية وأضراره الجسيمة وتأثيره على زيادة الاحتباس الحرارى والغازات الكربونية الضارة بالمناخ، وهذا بالإضافة إلى زيادة درجة حرارة الأرض، وأن غاز ثانى أكسيد الكربون يستمر ويظل بالجو حتى أربعين عاما، والثورة الصناعية وعصر النهضة الصناعية بأوروبا منذ منتصف القرن الثامن عشر، وحتى الآن نعانى من بقايا جزيئات غاز ثانى أكسيد الكربون، ولم تتحلل، ومستمرة درجة الحرارة في الزيادة بفعل ذلك.
ماذا عن حقيقة غرق إسكندرية بمصر و"ميامي" بأمريكا بفعل التغيرات المناخية؟
أكد العلماء ودراسات تمت أنه بفعل التغير المناخي من المحتمل غرق "الإسكندرية"، وميامى "بالولايات المتحدة الأمريكية"، وذلك بعام 20100، مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة حتى تصل إلى 4 مئوية، لذلك يجاهد العالم حاليا إلى عدم وصول درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية، وجميع دول العالم حاليا تسير في اتجاه تحقيق مصالحها ومصالح شعبها المؤقتة، على حساب ارتفاع درجة حرارة الأرض تدريجيا وتصاعد الاحتباس الحراري والغازات الدفيئة الكربونية على كوكب الأرض، والدليل على ذلك رجوعها مرة أخرى إلى استخدام "الفحم"، حيث بدأت الصناعة قديما بعصر "الفحم" ثم "البترول" وتسعى للوصول للطاقة المتجددة والتوسع فيها، ولكن الآن فإنها تسعى إلى العودة مرة أخرى إلى الوراء واستخدام "الفحم" بسبب مشكلة دولتى روسيا وأوكرانيا، وعدم وصول "الغاز الروسي" لها.
هل تعتقد أن الطبيعة بدأت تكشر عن أنيابها؟
كوكب الأرض بدأ في التكشير عن أنيابه، ويتضح ذلك من خلال غرق وهجوم السيول بمناطق، وجفاف بمناطق أخرى، وحريق غابات وموت حيوانات وكائنات نباتية وحيوانية على صعيد آخر، وهلاك الأطفال العنصر البشري الأضعف على الصعيد الآخر، هذا بالإضافة إلى تهديد الأمنين المائي والغذائي بدول العالم سبب الحياة على كوكب الأرض، والطبيعة عندما تكشر عن أنيابها لن تفرق بين دولة صناعية وأخرى نامية.
ما رؤيتك لرئاسة جمهورية مصر العربية لقمة المناخ؟
رئاسة جمهورية مصر العربية لقمة المناخ السابعة والعشرين، ليس معناه بالضرورة وجود وتحقيق نتائج قوية، لأن الأمر يرجع إلى ضرورة اتفاق حوالى 197 دولة على القوانين والقرارات والتوصيات التى يتم اتخاذها بقمة التغير المناخى 27، ومصر ليست صاحبة قرار، وبأمرها يوافق دول العالم على توصيات القمة، بل تسعى بكل جهدها وعمل ما في وسعها من أجل إنجاح القمة، وتحقيق الالتزامات المرجوة منها.