أطلقت قيادة العمليات المشتركة العراقية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، المرحلة الثامنة من العملية الأمنية "الإرادة الصلبة" بمحافظة نينوى، بهدف ملاحقة العناصر الإرهابية والمطلوبين، وكذلك تطهير الأراضي من مخلفات عصابات داعش وتدمير أوكاره. ومؤخرا نجح جهاز مكافحة الإرهاب بمحافظة صلاح الدين تصفية أربعة عناصر إرهابية خطرة تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، بينما أوقفت الاستخبارات العامة عنصرا خطرا في محافظة كركوك عمل ضمن ما يسمى "ديوان الجند لولاية نينوى" إبان سيطرة التنظيم الإرهابي.
وفي سوريا، نشطت خلايا التنظيم الإرهابي في عدة مناطق متفرقة، وفي أقل من شهر شهدت البادية السورية نحو 12 عملية إرهابية للتنظيم ضد قوات النظام السوري، ونحو 21 عملية في مناطق الإدارة الذاتية التابعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة من قوات التحالف الدولي، بينما رحلت "قسد" عددا من النساء والأطفال "عوائل التنظيم"، حاملي الجنسيات الأجنبية وسلمتهم لوفود من بلدانهم.
وفود أجنبية تتسلم مواطنيها
من جانبه، قال الدكتور جاسم محمد، رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب بألمانيا، إن "قسد" تحاول الحصول على دعم دولي للتخلص من عبء مسئولية مخيمات شمال وشرق سوريا وأبرزها مخيم الهول، أو على الأقل التخفف من المسئولية الخطرة.
وأضاف رئيس المركز في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن قسد تحاول تسليم العراق رعاياها، وهنا يجب الإشارة لدور الولايات المتحدة الأمريكية في دفع هذا الملف وحث الدول الأجنبية على استلام مواطنيها من المخيمات، وهي خطوة إيجابية في سبيل مواجهة التطرف والإرهاب.
وحذَّر "جاسم" من بقاء هؤلاء المحتجزين في المخيمات، لأن حجم المسئولية أكبر من حجم قسد، وما في ذلك من النزوع للتطرف أكثر من السابق ما يجعلنا أمام نسخة جديدة من تنظيم داعش.
بدوره، فإن المرصد السوري في إحصائية أصدرها، قبل أيام، قال: إن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا سلمت نحو 12 امرأة و37 طفلا لوفدين ألماني وهولندي بموجب وثائق رسمية وقعت بين الطرفين.
ونقلا عن المرصد، فإن ما يقرب من 53 ألف نسمة غالبيتهم من الأطفال والنساء، يتواجدون في مخيم الهول بينهم 8 آلاف امرأة وطفل من عوائل تنظيم داعش الإرهابي، وأن دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية تعمل على التنسيق لترحيل الأطفال والنساء إلى بلدانهم بموجب وثائق رسمية.
وأشار إلى أن الإدارة الذاتية سلمت، 49 شخصا هم 12 امرأة، و37 طفلا، من جنسيات أوروبية، كانوا ضمن مخيمات شمال شرق سوريا، إلى مسئولين في حكومة ألمانيا وهولندا، حيث تم تسليم امرأة وأربعة أطفال إلى وفد ألماني، و11 امرأة و33 طفلا للوفد الهولندي، بموجب وثائق رسمية وقعت بين الإدارة الذاتية والوفدين، وبذلك يرتفع العدد إلى 120 من الأطفال والنساء، بينهم شاب واحد، الذين جرى نقلهم من مخيمات شمال شرق سورية إلى بلدان أوروبا بينهم 4 من جنسية كندية، و17 من جنسية أسترالية، وذلك في أقل من شهر، تحديدا منذ 6 أكتوبر الماضي.
وفي 18 أكتوبر الماضي، خرجت نحو 161 عائلة عراقية كانت ضمن عوائل التنظيم الإرهابي، وتضم 659 شخصا من مخيم الهول إلى العراق، كما رفضت الحكومة العراقية إخراج عوائل عراقية أخرى بحسب ما أوضحه المرصد السوري.
أما الجانب الروسي فقد تسلم نحو 38 طفلا كانوا ضمن مخيم الهول، حيث تم تسليمهم إلى مفوضة الرئيس الروسي لحقوق الطفل، من أجل إعادتهم إلى بلدانهم.
ووثق المرصد السوري 28 جريمة قتل شهدها مخيم الهول منذ مطلع العام الجاري، أفضت إلى مقتل 30 شخصا من بينهم 8 من الجنسية العراقية بينهم سيدتان، و12 من الجنسية السورية بينهم 8 سيدات، و8 نساء مجهولات الهوية بالإضافة إلى مسعف ضمن نقطة خدمية بالمخيم.
يشار إلى أن مخيم الهول السوري الذي تحتجز فيه القوات الكردية شمال سوريا عوائل تنظيم داعش الإرهابي، يمثل مشكلة دولية وأزمة حقيقية، بعدما أصبح مصدرا لعمليات قتل وعنف، إلى جانب تسهيل تحويلات مالية لعناصر التنظيم الهاربة إلى كونه يعمل بنشاط في مجال الاستقطاب والتجنيد.
نشاط خلايا داعش الإرهابية
ولا تتوقف خلايا داعش الإرهابية عن النشاط في أي منطقة يستطيع من خلالها أن يعلن عن تواجده عن طريق نصب أكمنة أو شن هجمات أو تفجير ألغام.
وذكرت إحصائية المرصد السوري، أن التحالف الدولي شارك في 7 عمليات مشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية، خلال الشهر الماضي، تمثلت بمداهمات وإنزال جوي، وأسفرت العمليات تلك عن اعتقال 10 أشخاص من خلايا التنظيم الإرهابي.
كان التنظيم الإرهابي نفذ أكثر من 21 عملية قامت بها خلايا التنظيم في مناطق نفوذ قسد، تمت عبر هجمات مسلحة واستهدافات وتفجيرات، ووفقا لتوثيقات المرصد السوري، فقد بلغت حصيلة القتلى جراء العمليات المذكورة، 11 شخصا هم: 8 من المدنيين، و3 من العسكريين.
بهذه العمليات، يكتمل عدد ما نفذه التنظيم الإرهابي من عمليات ضد قوات سوريا الديمقراطية منذ مطلع العام الجاري 163 عملية إرهابية تمت عبر هجمات مسلحة واستهداف وتفجيرات، وقد بلغت حصيلة القتلى جراء العمليات 124 قتيلا، هم 47 مدنيا بينهم سيدتان وطفل، و77 من قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي وتشكيلات عسكرية أخرى عاملة في مناطق الإدارة الذاتية.
وفي مناطق النظام السوري، خاصة البادية السورية، شهدت المنطقة الشهر الماضي عددا من العمليات وصل إلى 12 عملية لعناصر التنظيم، حيث خلفت 29 قتيلا من عناصر قوات النظام والقوى الموالية له.
ملاحقات صارمة في العراق
أعلن جهاز مكافحة الإرهـاب تصفية أربعة عناصر من عصابات داعـش في العملية التي نُفذت في قضاء طوز خورماتو بمنطقة بير أحمد بمُحافظة صلاح الدين.
وجاء في البيان أن العناصر هي: الإرهابي فراس شكر محمود العجيلي المُكنى (أبو هند) والذي يشغل منصبا أمنيا ضمن ما تعرف بولاية صلاح الدين، وأجود جاسم محمد صالح العجيلي المُكنى (أبو سيف) الإداري العام لما تعرف بولاية صلاح الدين، وأحمد علي حمود عياش الفلاح المُكنى (أبو مسلم) مسئول المفارز الأمنية في قاطع طوز خورماتو، ويحيى عبد الرحمن محمد وليد البياتي (عُنصر حماية في العصابات الإرهابيـة).
كما أكد جهاز مكافحة الإرهاب أنه تجري عملية التعرُف على باقي الإرهابيين من خلال جمع أشلاء الجثث وفحص الحمض النووي للعناصر المقتولة.
تنسيق أمني عراقي فرنسي
في ذات الإطار، استقبلت قيادة العمليات المشتركة العراقية وفدا فرنسيا، بمقر القيادة، لبحث التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين على المستويين العسكري والأمني، والتصدي لخلايا تنظيم داعش الإرهابي وضرب تحركاته بشكل استباقي لإفقاده أي قدرات تمكنه من شن أي عمليات إرهابية.
وجاء في بيان، أن الفريق الأول الركن قيس المحمداوي، نائب قائد العمليات المشتركة، التقى الفريق الاستشاري الفرنسي، حيث جرى بحث تعزيز التعاون والتنسيق بين القيادة والفريق الاستشاري.
كما جرى بحث الإسناد والمشورة التي تقدمها فرنسا للعراق في مجال مكافحة وملاحقة بقايا عصابات داعش الإرهابية، فضلاً عن مناقشة الدور الكبير الذي قامت به فرنسا في تحقيق النصر على داعش، بالإضافة إلى مناقشة مراحل التدريب وبناء قدرات للقوات الأمنية والجيش العراقي.
يشار إلى أن فرنسا كانت قد عززت من دعمها العسكري والأمني إبان حرب العراق ضد تنظيم داعش الإرهابي، حيث تمثل فرنسا الشريك الثاني من حيث عدد الأفراد في التحالف الدولي ضد التنظيم الإرهابي، كما أنها حشدت جهودها لتلبية الاحتياجات الأساسية للمناطق المحررة من سيطرة التنظيم بهدف إرساء الاستقرار، مع إعادة تأهيل المراكز الصحية ومحطات مياه الشرب وأماكن تقديم الخدمات العامة للسكان.