الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوادث وقضايا

حكاية تعذيب "ياسين" حتى الموت على يد والدته وزوجها فى عين شمس.. ضعف جسد الطفل وحداثة سنه حال دون الدفاع عن نفسه.. والسجن المشدد ينتظر المتهمين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا تزال قضية الاعتداء على الأطفال وتعذيبهم من قبل زوج الأم عرض مستمر، فدائمًا ما يدفع الأطفال ضريبة الخلافات الزوجية بين والديهما، حيث يلجأ الطفل فى تلك الحالة إلى الإقامة مع زوجة الأب التى تحاول التفرقة بين زوجها وأبنائه من خلال إيقاع المكيدة بينهما، أو يضطر الطفل للإقامة مع زوج والدته الذى يكون أشد قسوة وغلظة ويكون جلادًا لأطفال زوجته ليس لسبب معلوم، ولكن لأنهم ليسوا أبناءه من صلبه ولا يرى حاجة له فى تربية أبناء رجل آخر.
هذا ما حدث مع الطفل «ياسين»، الذى لم يكمل عامه السابع، ولم يتحمل جسده النحيل وصلات التعذيب اليومية على يد زوج والدته المدعو «حسين. م»، على مرأى ومسمع من والدته «سهير. ع»، بل وشاركت السيدة زوجها فى قتل نجلها ضربًا حتى فاضت روحه البريئة بعد حفل تعذيب إلى خالقها تاركًا حياة انتهت قبل بدايتها منذ انفصال والديه واضطراره للإقامة مع زوج والدته.
بدأت الواقعة منذ ما يقارب العامين عندما انفصلت «سهير. ع» عن زوجها وتقدم لها عاطل يدعى «حسين. م»، لتبدأ رحلة عذاب الطفل حتى موته، حيث انتقل الطفل مع والدته إلى شقة مستأجرة كائنة بإحدى الحوارى فى منطقة عين شمس بمحافظة القاهرة، لتكتب داخل جدران تلك الشقة نهاية مأساوية للطفل «ياسين»، منذ الوهلة الأولى علم الطفل بداخله كره زوج والدته له دون سبب معلوم لدى الطفل.
وانتهى الأمر بجريمة قتل مفجعة للطفل «ياسين»، حيث تعدى عليه زوج والدته بالضرب بسلك الشاحن والكى بالنار حتى لفظ أنفاسه الأخيرة خلال ذلك.
حمل الزوج الطفل جثة هامدة وتحرك به إلى المستشفى ليسمع خبر وفاته، غافل الزوج العمال والأطباء بالمستشفى عقب علمهم بأن هناك شبهة جنائية ووجود علامات تعذيب بجسد الطفل النحيل، وحمل جثته ولاذ بالفرار هاربًا رفقة زوجته ليقوما بالتخلص من جثة الطفل بأحد مواقع تجميع القمامة بمكان غير مأهول بالسكان وعادا إلى شقتهما، فى تلك الأثناء تجمع الأهالى وقاموا بالاتصال بقسم شرطة عين شمس ليخبروهم بأن الطفل «ياسين» قتل وتخلص والدته وزوجها من جثته وعادا إلى شقتهما من دونه.
دقائق قليلة حضرت خلالها قوة أمنية من ضباط مباحث قسنم شرطة عين شمس بمديرية أمن القاهرة إلى محل البلاغ وبالتقابل مع أحد الجيران أفاد برؤيته الطفل «ياسين» متوفى على يد زوج والدته وذهبا به إلى المستشفى وعقب علمه بوفاته غافل الجميع وهرب بالطفل وتخلص من جثته بمساعدة والدة الطفل فى أحد الأماكن ثم عادا إلى الشقة مرة أخرى دون الطفل.
وتمكنت القوة الأمنية من ضبط الأم وزوجها وبمواجهتهما أنكرا فى بادئ الأمر وبتضيق الخناق عليهما أقرا بارتكاب الجريمة وقتل الطفل «ياسين» خلال وصلة تعذيب وتم بإرشادهما الاستدلال على مكان التخلص من جثة الطفل وانتقل فريق من النيابة العامة بعين شمس إلى محل العثور على الطفل لمعاينة الجثة، وتم نقلها إلى ثلاجة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة، وتم اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.
دعاء عباس المحامية والباحثة بمجال حقوق الإنسان ورئيس الجمعية القانونية لحقوق الطفل، قالت إن المادة ٢٣٠ من قانون العقوبات تنص على أنه «كل من قتل نفسا مع سبق الإصرار على ذلك أو الترصد يعاقب بالإعدام»، كما جاء نص ٢٦٣ من القانون بأنه «كل من جرح أو ضرب أحدا أو أعطاه مواد ضارة ولم يقصد من ذلك قتلا ولكنه أفضى إلى الموت يعاقب بالأشغال الشاقة أو السجن من ثلاث سنوات إلى سبع سنوات وأما إذا سبق ذلك إصرار أو ترصد فتكون العقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة أو السجن».
وأضافت رئيس الجمعية القانونية لحقوق الطفل أن المادة ١١٦ مكرر من القانون رقم ١٢ لسنة ١٩٩٦ والمعدل برقم ١٢٦ لسنة ٢٠٠٨، تنص على أنه «يزداد مقدار المثل الحد الأدنى للعقوبة المقررة لأى جريمة إذا وقعت من بالغ على طفل أو إذا ارتكبها أحد والديه أو من له الولاية أو الوصاية عليه أو المسئول عن ملاحظته وتربيته أو من له سلطة عليه أو كان خادما عند من تقدم ذكرهم».
وأوضحت المحامية بأن الواقعة صدد الطرح يضاعف بها العقوبة المقررة على المتهمين لاستخدامه العنف ضد الطفل حتى تسبب فى وفاته، حيث يتم فى القضايا المشابهة تطبيق العقوبة على المتهمين وفقًا لقانون العقوبات وستضاعف العقوبة وفقا لما أقره قانون الطفل فى المادة ١١٦ مكررا، وذلك لضعف جسد الطفل وحداثة سنه وعدم قدرته على الدفاع عن نفسه، مشيرة إلى أن زوج الأم للطفل يعد بمثابة ولى أمره وإقامة الطفل معه بذات السكن أمر طبيعى لزواج والدته منه، وبالتالى فإن الطفلة تعطى له الأمان وهو هنا فى تلك القضية خان الأمانة لذلك كان المشرع حريصا جدا على مضاعفة عقوبة من له الولاية أو السلطة على الطفل إذا كان القتل أو العنف بواسطة أحدهما.