لم يتخيل«محمد.أ» الشاب صاحب الـ ١٧ ربيعا، أن الفصل الأخير من حياته سيكتب بطريقة بشعة، بسبب تهور شقيقه وقيامه بمعاكسة إحدى السيدات بمحل سكنهم، الأمر الذى دفع أحد أفراد أسرتها للانتقام منه، إلا أنه خشى منه بسبب ضخامة جسده، ليقرر وضع خطة بديلة حتى يحرق قلب الشاب المتهور، فلم يجد أمامه سوى استدراج شقيقه الأصغر وقتله فى إحدى المناطق البعيدة عن النطاق السكني، ثم لاذ بالفرار، على أمل ألا ينكشف أمره، لكن كانت عدالة السماء تقف له بالمرصاد، ليتم ضبطه من قبل رجال المباحث.
كواليس الجريمة المأساوية كما دونتها سجلات ومحاضر الشرطة، بدأت عندما تلقى قسم شرطة بدر بمديرية أمن القاهرة بلاغا من أحد المستشفيات باستقبالها جثة شخص "دون إصابات"، مقيم بدائرة القسم، وبصحبته شقيقيه.
الأمن يستجوب أسرة الضحية
عقب وصول رجال المباحث، كلف اللواء علاء بشندي، مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن القاهرة، رئيس مباحث قسم شرطة بدر، بمناقشة أسرة الضحية، والوقوف على وجود خلافات بينهم وآخرين ترتقى إلى ارتكاب الجريمة، وبسؤالهم قرروا أنه عقب قيام شقيقهما المتوفى بالخروج من مسكنهما متجهاً إلى أحد المحلات ، وحال التواصل معه هاتفياً فوجئ بغلق هاتفه المحمول.
وفى وقتٍ لاحق حضر أحد أصدقائهما وقرر لهما بعثوره على جثة شقيقهما بمنطقة جبلية بدائرة القسم، فقاموا بنقله للمستشفى إلا أنهما اكتشفا وفاته، ليتم إخطار النيابة العامة، والتى أصدرت قراراً بنقل جثة المجنى عليه بالمشرحة ووضعها تحت تصرفها، وكلفت بعرض الجثة على الطبيب الشرعي، وإعداد تقرير واف عما بها من إصابات.
خيط الجريمة
بالعودة لقسم شرطة بدر، أجرى اللواء محمد عبد الله، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، اتصالا هاتفيا مع رئيس المباحث، وطالبة بوضع خطة محكمة للوصول للمتهم ووضع إجابة للسؤال الأبرز "من الجاني؟"، أو طرف خيط يقوده إلى حل القضية، كما وجهه بضرورة الاستماع لأقوال العديد من قاطنى المنطقة وتفريغ كاميرات المراقبة المُثبتة بالمحلات فى المنطقة، حيث أكدت التحريات أن المجنى عليه يتمتع بدماثة الخلق وحب واحترام الجميع.
وعقب تكثيف التحريات وجمع المعلومات ومن خلال استخدام التقنيات الفنية الحديثة أمكن التوصل إلى مشاهدة المجنى عليه صحبة (أحد الأشخاص) تبين أنه وراء ارتكاب الواقعة.
عقب تقنين الإجراءات تم استهدافه وأمكن ضبطه.. وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وأقر بأنه نظراً لقيام شقيق المتوفى بمعاكسة زوجة شقيقه قرر الانتقام منه، ولعدم قدرته على قتل شقيق الضحية، لقوة بنيانه اختمرت فى ذهنه فكرة قتل شقيقه، وفى سبيل ذلك قام باستدراجه ، واصطحبه بالدراجة النارية "ملكه" لمحل العثور عليه ، وقام بخنقه حتى فارق الحياة واستولى منه على هاتفه المحمول.
تم بإرشاده ضبط الهاتف المحمول المستولى عليه بمسكنه، كما أرشد عن الدراجة النارية المستخدمة فى ارتكاب الواقعة
تم اتخاذ الإجراءات القانونية، وبعرض المتهم على النيابة العامة أمرت بحسبه ٤ أيام على ذمة التحقيقات.