في حديقة بيتي الصغير أصبح ركني المفضل تلك المقبرة الصغيرة؛ حفرتها أصابعي بعنف فراق وثلاث خيبات، وضعت فيها ورقة كتبت عليها عبارة لصديقي الأكثر حكمة، دفنت فيها قطاً أمريكياً، كان هدية صديقي المغامر إلى حد الطيش، واحتفظت فيها بسلسلة من الفضة الإيطالية، أهدتني إياها صديقتي الأقرب للصمت.
للسلسة قلبان، لا أعرف من كانت منا صاحبة القلب الأكبر، زرعت على أرضها شجرة جاردينيا، رغم أنني أقطن بقعة إفريقية لا تلائم طبيعة النبتة الآسيوية، كلما جلست أمامها أتساءل عن أسباب وحدتي، فاح عطرها الغامض؛ لعلها رائحة أشياء ظننت أنني أفهمها!