توافد العديد من أهالي قرية نزلة عليان بمركز الصف إلى مكان انعقاد القافلة الثقافية بالقرية، للحضور والمشاركة بالفعاليات الثقافية والفنية التي أقيمت تحقيقا لأهداف المبادرة الرئاسية "تنمية الأسرة المصرية" والمنعقدة بقرى حياة كريمة، والتي نظمتها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الفنان هشام عطوة، وتحت إشراف الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى، بإقليم القاهرة الكبرى برئاسة لاميس الشرنوبي، وثقافة الجيزة برئاسة د. نهى نبيل، بالتعاون مع ماجدة محمود مقرر المجلس القومي للمرأة بالجيزة.
بدأت الفعاليات بورشة فنون تشكيلية للأطفال أقامها الفنان عبد الفتاح أحمد لتعليم فن الرسم وأساسيات تنسيق الألوان، وعلى التوازي قدمت ليلى محمد مجموعة ورش لتعليم الحرف والأشغال اليدوية، شارك بها العديد من نساء وفتيات القرية لتعلم كيفية صناعة الحقائب اليدوية من خيوط المكرمية، وصناعة الاكسسورات من الخرز الملون، وتطريز الأقمشة والمفروشات المنزلية، وذلك في إطار خطة "قصور الثقافة" لتمكين المرأة المصرية اقتصاديا، وعلى هامش الفاعليات أقيم معرضا للفنون التشكيلية والمنتجات الحرفية اليدوية.
وحول الوعي الثقافي للمرأة ودوره في تقدم المجتمعات، دارت المحاضرة التي ألقاها جرجس يوسف، الذي أكد على أن تطور ورقي أي مجتمع يقاس بدرجة التطور الثقافي والاجتماعي للمرأة ومساهمتها الفعالة في البناء الحضاري للمجتمع، وأن الركائز الأساسية لبناء مجتمع متطور ومزدهر تأتي في المقام الأول بالقضاء على أمية المرأة المصرية، والتخلص من العادات والتقاليد البالية كالزواج المبكر والتسرب من التعليم وغيرها من الظواهر الاجتماعية التي لها آثار سلبية على التطور والبناء الحضاري لأي مجتمع.
بينما دارت ورشة الحكي التي قدمها كرم ربيع حول مفهوم العنف الأسري وأشكاله من عنف جسدي ونفسي، ودوافعه المختلفة سواء دوافع اجتماعية او نفسية أو اقتصادية، وآثاره السلبية على الفرد والأسرة والمجتمع، فقد يتسبب في نشوء العقد النفسية التي قد تتطور وتتفاقم إلى حالات مرضية أو سلوكيات عدائية أو إجرامية، كما يؤدي إلى تفكك الروابط الأسرية وانعدام الثقة وتلاشي الاحساس بالأمان، وربما نصل إلى درجة تلاشي الأسرة، ويؤدي بالنهاية إلى تهديد كيان المجتمع بأسره.
هذا وقد شارك أطفال القرية في أجواء تنافسية بمسابقة المعلومات العامة التي نظمها حسن محمد لتنمية القدرات المعرفية والعقلية لديهم، ليحصل كل فائز على عدد من مجلات قطر الندى كهدية تشجيعا على الإطلاع والقراءة.
قبل أن يستمتع الحضور من الأهالي بعرض لفرقة الغوري للتنورة التراثية التي قدمت باقة من الفقرات الفنية التي أضفت جوا استعراضيا شائقا على أنغام الآلات الشعبية.
ومن جانبها فقد استمعت مدير عام ثقافة الجيزة إلى مطالب أهالي القرية ورغبتهم الملحة في إقامة القوافل الثقافية بشكل دائم ومستمر، وإنشاء موقع ثقافي بالقرية ليقدم الخدمات الثقافية ويسهم في تشكيل وعي اطفال وشباب القرية، ونشر ثقافة قبول الآخر ونبذ الأفكار المتطرفة واكتشاف مواهب المتميزين منهم.