تحتفل الكنيسه الكاثوليكية اليوم بالقديسة روزا فيليبينا دوشيسني
ولدت روزا فيليبينا دوشيسني في 29 أغسطس 1769م في غرونوبل في فرنسا. وسميت روزا نسبة إلى القديسة روزا دي ليما أول قديسة في القارة الأمريكية.
تم تعميدها في كنيسة القديس لويس وسميت في العماد باسم فيليبينا نسبة إلى القديس فيليبس الرسول. وبعد سنوات الدراسة عاشت حياة التأمل والصلاة فى دير سانت ماري دين هوت.
عند اندلاع الثورة الفرنسية، أغلقت جميع الكنائس والأديرة، وعادت فيليبينا إلى عائلتها. لذلك كرست وقتها للتخفيف من معاناة الكثيرين وزيارة السجناء ومساعدة المرضى والفقراء والأطفال. حاولت مع بعض رفاقها إحياء دير سانت ماري دين هوت، حيث رحبت بالطلاب الداخليين.
وعندما استعادت الكنيسة حريتها، أنضمت فيليبينا لرهبنة القلب الأقدس التي اسستها الأم مادالينا صوفيا بارات. كانت تعيش حياة الصلاة والتأمل بكل تقوى وخشوع، وكانت تتوق بشدة إلى الحياة الإرسالية. وبعد إرشاد الأم بارات المرشدة الروحية لها بأنها ترغب في التبشير وتوصيل الرسالة المسيحية إلى الجميع.
تحققت رغبتها في عام 1818م، وتم إرسالها إلى إقليم لويزيانا بناءً على طلب الأسقف الذي كان يبحث عن جماعة من التربويين لمساعدته على إعلان الإنجيل للهنود والشباب الفرنسيين في أبرشيته. في سانت تشارلز، بولاية ميسوري، أسست فيليبينا أول منزل للجمعية خارج أوروبا.
يقع في كوخ خشبي، كانت تعيش فيه القديسة كل حياة التقشف والتجرد، وكان الكوخ شديد البرودة. وكانت الرسالة شاقة جدًا مع الظروف الاقتصادية الصعبة، كما واجهت صعوبة كبيرة في تعلم اللغة الإنجليزية.
كل هذه الصوبات لم يجعلها تيأس، كانت واثقة في مساعدة الرب لها في هذه الرسالة. وواصلت فيليبينا ورفاقها الأربعة الرسالة المسيحية بشجاعة. وأفتتحت ستة بيوت أخرى لإستقبال الفتيات الذين يرغبن فى الحياة الرهبانية.
بذلت فيليبينا قصارى جهدها لتعليم الفتيات حياة الصلاة والتأمل. كما ظلت الرغبة فى العمل في خدمة الهنود الحمر قائمة دائمًا لديها. وعندما كانت القديسة فيليبينا تبلغ من العمر 72 عامًا، ولم تعد صحتها تساعدها إلى الذهاب لخدمة الهنود. وتم افتتاح مدرسة للتعليم والتبشير فى مدينة شوجركريك لهنود البوتاواتومي.
أصر مرشدها الروحي الذي قاد هذه الرسالة على مجيئها، وقال إن لم تكن قادرة على القيام بالكثير من العمل، لكنها بصلواتها ومثالها الصالح سوف ننجح، وسيجذب تواجدها هنا كل نعم السماء إلى الرسالة. لكن شجاعتها الرائدة لم تتضاءل، وكانت تقضي ساعات طويلة في التأمل والصلاة. فقد نالت إعجاب الهنود لدرجة أنهم سموها " المرأة التي تصلي دائما ً
وعندماساءت صحتها، عادت إلى سانت تشارلز بولاية ميسوري، رغم أن شوقها للرسالة كان أكثر فأكثر في قلبها الشجاع. وتوفيت القديس العظيمة فيليبينا يوم 18 نوفمبر عام 1852م. وكان عمرها يناهز 83 عامًا. وتم تطويبها فىى 12 مايو 1940م على يد البابا بيوس الثاني عشر، وأعلنت قديسة فى 3 يوليو 1988م على يد البابا القديس يوحنا بولس الثاني.