استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني في المقر البابوي بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، اليوم الخميس، عدد من الأباء اساقفة الكنيسة القبطية، يأتي هذا اللقاء على هامش سيمينار المجمع المقدس الذي بدأ أمس بمركز لوجوس بوادي النطرون.
وبدأ بلقاء الأنبا بيشوي أسقف إيبارشية أسوان، الذي ناقش مع قداسته عددًا مع الملفات الرعوية الخاصة بالإيبارشية؛ واستقبل قداسته أيضاً الأنبا مارك أسقف إيبارشية باريس وشمال فرنسا، الذي عرض على قداسته بعض الموضوعات الرعوية الخاصة بالإيبارشية، بجانب لقاء مع الأنبا يوسف أسقف بوليڤيا، تم خلال اللقاء مناقشة عددًا من الملفات الرعوية الخاصة بالخدمة في بوليڤيا.
وبعدها أستقبل قداسته الأنبا أغاثون أسقف البرازيل، حيث استشار قداسة البابا في بعض الأمور الرعوية، وأستقبل أيضا الأنبا أنجيلوس أسقف لندن، الذي عرض على قداسته بعض الملفات الرعوية الخاصة بخدمته.
وأختمم قداسته بلقاء الأنبا أنتوني أسقف إيبارشية أيرلندا وإسكتلندا وشمال شرق إنجلترا، وتناول اللقاء مناقشة عددًا من الموضوعات الرعوية والخدمية بإيبارشية أيرلندا، كما قدم نيافته تقريرًا عن مؤتمر أساقفة أوروبا الذي أقيم في ضيافة إيبارشية أيرلندا في شهر أكتوبر الماضي.
يشار إلي أن قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ،أفتتح مساء الأربعاء الماضي، السيمنار التاسع للمجمع المقدس والذي تجري فعالياته لمدة أربعة أيام في مركز لوجوس بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، حيث يناقش سيمنار هذا العام موضوعًا بعنوان "الدور المجتمعي للكنيسة القبطية"؛ وألقى قداسة البابا محاضرة في الجلسة الافتتاحية التي حضرها مئة وخمسة من أعضاء المجمع المقدس.
تناول قداسته في محاضرته 5 ملامح يجب أن تميز الدور المجتمعي للكنيسة ليكون مؤثرًا وفعَّالًا، وهي:
١- تجديد الأذهان: مراجعة أفكارنا وأساليبنا والتطوير المستمر لهما.
٢- تقدير المكان والزمان: تقدير احتياجات المجتمع وفقًا لقاعدة "المكان والزمان" وأشار إلى الآية "وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ الْمُدُنَ كُلَّهَا وَالْقُرَى يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهَا، وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ، وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ فِي الشَّعْبِ." (مت ٩: ٣٥)، باعتبار أن السيد المسيح قدم لنا نموذجًا بكرازته في كل المدن.
٣- تخطيط للبنيان: ضرورة وجود خطط لأجل بنيان ونمو العمل.
٤- إعداد وإتقان: حسن اختيار كافة العناصر، والتجهيز اللائق واحترام التخصص، وذكر قداسته المقولة: "كنا نظن أن الثروة في بطون الأرض، ثم اكتشفنا أنها في فصول الدراسة!".
٥- تحرير الإنسان: إطلاق الطاقات الإنسانية في كافة المجالات.
وأكد قداسة البابا في بداية المحاضرة أن الدور المجتمعي للكنيسة هام جدًا ويأتي في المرتبة التالية مباشرة للدور الروحي الذي هو إعداد الإنسان للسماء.
وأشار قداسته إلى المبدأ الكتابي "اجْمَعُوا الْكِسَرَ الْفَاضِلَةَ لِكَيْ لاَ يَضِيعَ شَيْءٌ" (يو ٦: ١٢) ، واصفًا إياه بأنه كلمة السر في الدور المجتمعي، وأوضح أن جمع الكسر المقصود به الاهتمام بالإنسان بكل أشكال الضعف (صحيًا، ماديًا، نفسيًا.... إلخ).
وفي الجلسة الثانية عُرِض فيلم تسجيلي عن ملتقى الشباب الذي أقيم في أغسطس الماضي لشباب إيبارشيات خارج مصر، كما تضمنت الجلسة عرضًا للتوصيات الختامية لسيمنار العام الماضي، تلا ذلك عرض توضيحي لموضوع الكفالة وما يسمى بالرعاية البديلة.
ويعقد المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في شهر نوفمبر من كل عام سيمنارًا تتم خلاله دراسة موضوع رعوي واحد، بعد أن تعد له أبحاث ودراسات وتقارير على مدار العام.