نجح فريق طبي بمستشفى الأطفال التخصصي ببنها، من إنقاذ طفلة وصلت المستشفى وهي تبلغ من العمر ساعة واحدة فقط، حيث اكتشف الأطباء أنها تعاني من مشكلة خلقية نادرة والتي ثبت بالبحث أنها أول حالة من نوعها في مصر والوطن العربي، وضمن 10 حالات على مستوى العالم حيث عانت الطفلة من انسداد الحلق بالكامل، والتي تسمى بـ "Buccopharyngeal atresia"، منذ أول ساعات الولادة وحتى تماماها 6 أشهر.
قال الدكتور محمد سعدة استشاري أول جراحة الأطفال وجراحات المناظير بمستشفى الأطفال التخصصي ببنها، إن الفريق الطبي ظل يعمل في تنسيق كامل ومستمر على مدار 6 أشهر كاملة، كانت الطفلة تعاني خلالها من صعوبة في التنفس والرضاعة، حيث جرى إجراء جراحتين لها، قائلا "خلال الجراحة كادت تقف أنفاسنا أكثر من مرة وكذلك في الرعاية المركزة وبدعوات والديها استجاب لها الله وتحقق الحلم وعدت الطفلة مرحلة الخطر".
وأشار سعدة، إلى أنه عند استقبال الطفلة كانت الصدمة أن اللى أنت بتسأل عنه وبتوصفه لحالة الطفلة مفيش حد عارف اسمه العلمي فضلا عن أننا لم نجد حالة مشابهة أو سمع أحد عنها، مضيفا إلى أننا بدأنا رحلة البحث والاتصالات داخل مصر القاهرة الإسكندرية والمنصورة وطنطا، وخارج مصر من المختصين من التخصصات المختلفة، جراحة أطفال، أنف وأذن، جراحة وجه وفكين، وبدأت رحلة إجراء جراحة للطفلة.
من جانبه قال الدكتور محمد متولي أستاذ جراحة الأطفال بمستشفى الأطفال التخصصي ببنها، إنه بفضل الله سبحانه وتعالى، خرجت الطفلة من المستشفى مع والديها لبيتها، ولله الحمد أصبحت الآن ترضع من الببرونة بصورة طبيعية جدا، مؤكدا أن تلك الجراحة من أصعب الجراحات التي أجراها نظرًا لأن صعوبتها تكمن في كونها حالة نادرة جدا لم يتم إجراء أي أبحاث علمية عليها، مشيرًا إلى أن أنه بدأت أول مراحل الملحمة بفريق مكون من أطباء حديثى الولادة، وتمريض الحضانات، وأطباء التخدير، وجراحة الأطفال، وجراحة الأنف والأذن والحنجرة، وتمريض العمليات، ومسئولى وحدة المناظير بالمستشفى، وكلل الله سبحانه وتعالى مجهودنا بنجاح الجراحتين التي جرى إجراءها خلال 6 أشهر.
وأوضح "متولي"، أن والدة الطفلة تنقلت إلى جامعات فى "القاهرة والدلتا"، فى وجود خبراء من أمريكا وأوروبا ولم يتم التعامل مع الحالة نظرا لخطورتها، إلى أنها عادت لمستشفى الأطفال التخصصى ببنها مرة ثانية، واستقبلنا حالة الطفلة وكلنا إيمان وثقة بالله عز وجل بأنه سيلهمنا في إجراء ونجاح العملية قائلا "إيمان الأم وقوتها بأن طفلتها سيشفيها الله وستعود لحالتها الطبيعية كان كبير جدا حيث أنها كانت ترى طفلتها بين الحياة والموت ولم يتملكها اليأس ولو لمرة واحدة".
كان قد نجح فريق طبى بمستشفى الأطفال التخصصي ببنها في إنقاذ حياة طفلة عمرها 6 أشهر تعاني من مرض "نادر" يسمى (Buccopharyngeal atresia) أو "رتق البلعوم"، وهو أحد الاضطرابات التي تنتج بسبب عدم نمو المريء بشكل سليم، حيث يكون الجزء العلوي من المريء مسدودًا، كما قد يكون الجزء الخلفي منه مرتبطًا بالقصبة الهوائية.
وبحسب بيان أصدره مستشفى الأطفال، أن هذا المرض نادر جدًا وصعب التشخيص علاوة على أنها أول حالة فى مصر، وهي حالة من بين 10 حالات مصابة بهذا المرض على مستوى العالم، حيث يعتبر تشخيص هذا المرض نادر جدًا.
أوضح بيان المستشفى، أن أم الطفلة توجهت بها إلى مستشفي جامعة القاهرة ومستشفيات أخرى في الدلتا في وجود خبراء من أمريكا وأوروبا ولم يتم التعامل معها وفي النهاية حضرت بالطفلة إلى مستشفى الأطفال ببنها وهي مفوضة أمرها لله و ترى ابنتها بين يديها بين الحياة والموت.
على الفور جرى تشكيل فريق من تخصصات مختلفة "حديث الولادة، وجراحين، وأنف وأذن وحنجرة وعناية مركزة وتغذية"، للتعامل مع الحالة على مدار ستة أشهر كل له دوره المنوط به للحفاظ على حياة الطفلة مع تذليل ومواجهة كل الصعوبات.
وجرى إجراء جراحتين لها بالمستشفى بنجاح، بعدها بدأت الطفلة تتعافى وبدأت في الرضاعة بشكل طبيعي، كما جرى فصلها من على كل الأجهزة المساعدة للقلب والتنفس وسط فرحة عارمة من كل أعضاء الفرق المتعاونة.