أكدت الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي (CBD) إليزابيث مريما أن التنوع البيولوجي يسهم في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وأن فقدان التنوع البيولوجي له آثار كبيرة على تغير المناخ الإقليمي والعالمي، مشيرة إلى أنه بينما تلعب النظم البيئية الطبيعية دورا مهما في تنظيم المناخ ويمكن أن تساعد في عزل الكربون وتخزينه، فإن فقدان الغابات وتجفيف الأراضي الرطبة وغير ذلك من التدهور البيئي حول العالم قد ساهم بشكل كبير في تغير المناخ.
وشددت المسؤولة الأممية- بحسب بيان لمركز إعلام الأمم المتحدة- على ضرورة عدم التعامل مع أزمة المناخ وأزمة التنوع البيولوجي على أنهما قضيتان منفصلتان، ويجب النظر إلى القضيتين على أنهما على نفس الطول الموجي، وليس أن إحداهما أهم من الأخرى.
ووفقًا لمسؤولين أممين، فإن أجندات المناخ والطبيعة متشابكة، ومن خلال اتخاذ إجراءات عاجلة لفقدان الطبيعة والاستمرار في تكثيف الجهود لإزالة الكربون، يمكن تحقيق وعد اتفاق باريس.
وبحسب الوكالة الأممية، فإن الجهود المبذولة للحد من إزالة الغابات وتدهورها واستعادة النظم البيئية، على سبيل المثال، يمكن أن تسهم في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري السنوية.
بدورها.. قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إنجر أندرسن: "إذا استثمرنا في الطبيعة والبنية التحتية الطبيعية، والغابات، والشعاب المرجانية، وأشجار المانجروف، والغابات الساحلية، فهذا يحمينا من العواصف الشديدة، ولا يوفر موطنا للأنواع وحسب، بل يخزن أيضا الكربون، فلذلك بُعدٌ في مجالي التخفيف والتكيف".
وأضافت "يتأثر التنوع البيولوجي بظواهر الطقس المتطرفة ودرجات الحرارة، وخاصة في البلدان النامية، بسبب الموارد المحدودة لحمايتها، هذا أمر مقلق، لأن 15 دولة من بين الدول الـ 17 التي لديها أكبر تنوع بيولوجي تقع في الجنوب العالمي".
وأكدت أن تأثيرات تغير المناخ على التنوع البيولوجي واضحة بالفعل، خاصة مع اضطرار العديد من أنواع الحيوانات بالفعل إلى تغيير أنماط الهجرة، والنباتات التي تكافح من أجل التكيف مع التغيرات في درجات الحرارة، وبالطبع الدببة القطبية المعرضة للخطر بشكل خطير- الحيوانات الملصقة للاحتباس الحراري- التي يتضورون جوعا في القطب الشمالي؛ بسبب نقص الجليد البحري في عالم يزداد احترارا.
وأشارت إلى أنه في المحيط، يشهد علماء الأحياء مأساة أخرى، حيث تموت الشعاب المرجانية، التي توفر الغذاء والمأوى لأكثر من 7000 نوع آخر، بسبب ارتفاع درجة حرارة المحيط وتحمضه.
من جانبها.. أطلقت سفيرة النوايا الحسنة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إيلي جولديج- خلال مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (كوب 27)- مبادرة جديدة تهدف إلى حماية هذه الحيوانات الاستعمارية، وقادت رحلة استكشافية في البحر الأحمر قبالة ساحل شرم الشيخ.
وأضافت: أنه حتى عند 1.5 درجة مئوية من "الاحترار"، فإن من 70 إلى 90 في المائة من جميع الشعاب المرجانية ستضيع؛ يقفز هذا الرقم إلى نسبة مقلقة للغاية بنسبة 99 في المائة، إذا ارتفعت درجة حرارة كوكبنا بمقدار 2.0 درجة مئوية.
وأوضحت أن "هذه واحدة من أكثر الشعاب المرجانية تحملًا للمناخ في العالم، ويصادف وجودها في شرم الشيخ، وهذه ليست شعابا مرجانية عادية، مشيرة إلى أنها أحد أعظم عناصر الطبيعة التي نجت من التغيرات المناخية، ويمكن أن تكون المفتاح لتجديد الشعاب المرجانية الأخرى في المستقبل".