يترقب عشاق الساحرة المستديرة حول العالم، انطلاق النسخة الثانية والعشرين من بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها قطر خلال الفترة من 20 نوفمبر الجاري وحتى 18 ديسمبر المقبل، لأول مرة في فصل الشتاء ، بعدما كانت تقام النسخ السابقة خلال أشهر الصيف.
مونديال قطر ، الذي يشارك فيه 32 منتخبا سيكون أول نسخة من كأس العالم تقام في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، والثانية التي تقام في آسيا بعد النسخة السابعة عشر في كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 .
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" قد اعتبر أن الطقس خلال فصل الصيف في قطر سيكون شديد الحرارة ، ولذا قرر تأخير انطلاق البطولة بضعة أشهر لتقام خلال شهري نوفمبر وديسمبر .
ومنذ انطلاق النسخة الأولى لكأس العالم التي استضافتها أوروجواي ، وفازت بها عام 1930، تقام البطولة كل 4 سنوات، حيث استضافت إيطاليا نسخة 1934 وفازت بها للمرة الأولى في تاريخها .
وألقت الظروف السياسية في أوروبا بظلالها على البطولة الثالثة التي استضافتها فرنسا عام 1938 ، بعد أن احتلت ألمانيا بقيادة الزعيم النازي أدولف هتلر جارتها النمسا قبل انطلاق منافسات البطولة، التي شارك فيها 15 منتخبا ، بما فيها المنتخب الألماني، منها ثلاثة منتخبات فقط من خارج القارة الأوروبية، بعدما رفضت الأرجنتين المشاركة لمنح حق الاستضافة لفرنسا رغم مطالبها باستضافة البطولة التي أقيمت بنظام خروج المهزوم، ونجح المنتخب الإيطالي في الحفاظ على اللقب للمرة الثانية على التوالي.
وكانت البرازيل وألمانيا مرشحتين لاستضافة النسخة الرابعة من كأس العالم التي كانت مقررة عام 1942، ولكنها تأجلت لمدة 8 سنوات بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية (1939-1945) ، ليصبح هذا التأجيل هو الوحيد في تاريخ نهائيات كأس العالم.
ومن المفارقات أنه حينما كان الكأس بحوزة المنتخب الإيطالي الفائز بالنسخة الثالثة في عام 1938، نقل أوتورينو باراسي، نائب رئيس "فيفا" ورئيس الاتحاد الإيطالي للعبة الكأس العالمية سرا من بنك في روما وأخفاه في صندوق أحذية تحت سريره طيلة فترة الحرب، لمنع القوات المتحاربة من الاستيلاء عليه.
وتوقفت البطولة لمدة 12 عاما ، إلى أن عادت إليها الروح في عام 1950 ، بعد أن قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم ، تعويض بطولتي 1942 و1946، وتقدم البرازيل بطلب لاستضافة النسخة الرابعة من كأس العالم ، بشرط أن تقام عام 1950 وليس 1949، كما عرض "الفيفا".
وشهدت هذه النسخة الاستثنائية من البطولة غياب العديد من المنتخبات بسبب تداعيات الحرب العالمية الثانية، سواء بناء على رغبتها أو بقرار ضدها، وكانت أبرزها ألمانيا واليابان، كما اتسمت هذه البطولة بالفوضى بسبب سفر بعض الفرق لنحو ألف ميل داخل البرازيل لخوض مبارياتها في دور المجموعات.
وشارك في البطولة 13 منتخبا وزعت على أربع مجموعات ، ضمت اثنتان منها أربعة منتخبات ، وضمت الثالثة ثلاثة منتخبات، في حين ضمت المجموعة الرابعة منتخبين فقط.
ونجح منتخب أوروجواي في التغلب على منتخب البرازيل صاحب الأرض والجمهور، ليفوز باللقب الثاني والأخير في تاريخه ببطولات كأس العالم، بعدما توج بالنسخة الأولى في عام 1930.
وكان المنتخب البرازيلي بحاجة إلى نقطة التعادل في هذه المباراة للتتويج بلقب البطولة، وخاض المباراة أمام عدد قياسي عالمي من المشجعين تجاوز 199 ألفا، لكنه خسر بنتيجة 1-2 أمام منتخب أوروجواي.
