الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

وسط أزمات الداخل.. إيران تشتت الانتباه بتكرار الهجوم على كردستان.. والسفيرة الأمريكية بالعراق تدين الهجوم بالصواريخ والطائرات المُسيرة الإيرانية على كردستان العراق

ستاندر - تقارير
ستاندر - تقارير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

منذ بدء الاحتجاجات الإيرانية في ١٦ سبتمبر الماضي، وجهت إيران ثاني ضربة لإقليم كردستان العراق، مستهدفة مقار أحزاب كردية إيرانية معارضة في الإقليم، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة ٨ آخرين بجروح جراء قصف بـ٥ صواريخ استهدف مقرًا للحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي، وفق ما قاله قائم مقام قضاء كويسنجق طارق الحيدري.
وتحاول إيران أن تبرر ضرباتها بادعاءات تتمثل في حماية أمنها القومي، حيث قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن من سماها الجماعات الانفصالية الكردية في شمال العراق استهدفت بلاده، وإن إيران ردت باستهداف مقار هذه الجماعات في إطار حق الدفاع عن النفس، مضيفًا، «تابعنا الموضوع على المستوى الثنائي والدولي في الأمم المتحدة، ومع عدم اتخاذ الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان أي إجراء لوقف هذه التهديدات، فقد قمنا بمهاجمتهم».
وتأتي الضربات الإيرانية لإقليم كردستان، في ظل أزمات كثيرة يتعرض لها الداخل الإيراني، خاصة مع تنامي الموجات الاحتجاجية، والتي يأتي في القلب منها الشعوب غير الفارسية، حيث تسعى طهران إلى تشتيت الانتباه عما يجري في الداخل الإيراني، إضافة إلى ترهيب أكراد الداخل ومنع أي دعم عنهم من كردستان العراق.
وتأتي هذه الضربات في ظل توترات بين نظام طهران وحكومة الإقليم، خاصة بعد الدور الذي لعبته حكومة الإقليم في تشكيل الحكومة في العراق، الأمر الذي أزعج طهران باعتباره مخلًا بمحاولات الإطار التنسيقي لتشكيل حكومة مقربة من إيران، وهو ما سينعكس على العلاقات العراقية الإيرانية بشكل عام، خاصة في ظل اعتبار الحكومة العراقية أن مثل هذه الضربات هو انتهاك لسيادة العراق.
ومنذ ٢٤ سبتمبر الماضي، يكثف الحرس الثوري الإيراني ضرباته ضد إقليم كردستان العراق وصفها بـ«الإرهابية»، ويحاول مسئولون إيرانيون تبرير هذه الضربات بأنها إجراءات لحماية الأمن الإيراني، حيث نقلت تقارير عن مصدر عسكري إيراني، قوله: «لقد جاء الهجوم المدفعي للحرس الثوري ردًا على الاضطرابات وتصرفات العصابات وبهدف معاقبة وضرب هذه المجموعات، وستتواصل هذه الهجمات المدفعية، حسبما نقلت وكالة «فارس الإيرانية» عما وصفته بالمصدر العسكري المطلع.
ووفق بيانات الحرس الثوري، فإن الضربات بسبب الدعم العسكري من قبل جماعات كردستانية للمحتجين الأكراد في إيران، من أجل «زعزعة الأمن والاستقرار» في الضفة الشرقية من الحدود الإيرانية العراقية، حيث تستهدف هذه الضربات مقار أحزاب كردية إيرانية معارضة بينها «كومالا» والحزب الشيوعي الإيراني.
وتسببت الضربات الإيرانية المتكررة في إبداء العراق غضبه، وتلويحه باللجوء إلى إجراءات لمحاسبة النظام الإيراني، حيث أدانت بغداد القصف الإيراني على مناطق في إقليم كردستان العراق، كما جاءت الإدانة أيضًا من الولايات المتحدة وألمانيا والأمم المتحدة، بينما قالت طهران إن العملية جاءت بعد إخفاق جهود إخراج «الجماعات الإرهابية» من العراق.
وقالت وزارة الخارجية العراقية، في بيان: إن «هذا النهج الأحادي العدائي لن يكون عاملًا للدفع بحلول تفضي للاستقرار، وسيتسبب في إرباك المنطقة ورفع مستوى التوتر»، وأعلنت الوزارة أنها ستتخذ إجراءات دبلوماسية عالية المستوى إزاء هذا القصف الذي وصفته بأنه «انتهاك للسيادة»، كما أدان رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني الهجمات الصاروخية على مناطق في الإقليم، وقال إن هذه الاعتداءات تمثل تجاوزًا على سيادة الإقليم، وفق تعبيره.
من جهتها، قالت السفيرة الأمريكية في العراق ألينا رومانوسكي إن بلادها تدين بشدة الهجوم بالصواريخ والطائرات المُسيرة الإيرانية على كردستان العراق، ودعت رومانوسكي- في تغريدة على تويتر- إيران إلى التوقف عن مهاجمة جارتها العراق والشعب العراقي، وأكدت وقوف واشنطن مع القادة في بغداد والإقليم.
كما أدانت السفارة الألمانية في بغداد هذه الهجمات، وأكد حساب السفارة في تويتر أن على إيران احترام وحدة أراضي العراق وسيادته ووقف الهجمات فورًا، وفي الوقت نفسه، أدانت بعثة الأمم المتحدة في العراق هذه الهجمات الإيرانية الجديدة، وشددت على أن المخاوف الأمنية المشتركة بين العراق وإيران يجب أن تحل بالحوار.