أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب ليلة الثلاثاء أنه يترشح للرئاسة في الولايات المتحدة في عام 2024، ووضع أجندة محافظة بشدة تتضمن إعدام الأشخاص المدانين ببيع المخدرات.
ستكون الحملة الانتخابية الثالثة لترامب لمنصب الرئيس، لكن المرة الأولى التي يحاول فيها الفوز بالأصوات منذ رفضه قبول خسارته في انتخابات عام 2020 وجهوده للبقاء في السلطة أدى إلى هجوم مميت على مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021.
ووفقًا لشبكة “cncb”، قال ترامب في خطاب ألقاه في ناديه الخاص بفلوريدا: "نحن أمة في حالة انحدار. نحن دولة فاشلة لملايين الأمريكيين"، مهاجمًا سجل الرئيس جو بايدن في أول عامين من توليه المنصب، ومضيفًا: ″سأضمن أن جو بايدن لن يحصل على أربع سنوات أخرى".
قدم ترامب أوراقًا إلى لجنة الانتخابات الفيدرالية في وقت سابق من ليلة الثلاثاء أعلن فيها نفسه مرشحًا للرئاسة وأنشأ لجنة حملة جديدة.
وقال ترامب "هذه الحملة ستكون حول القضايا والرؤية والنجاح ولن نتوقف ولن نستسلم حتى نحقق أعلى الأهداف ونجعل بلادنا أعظم مما كانت عليه من قبل".
وقال ترامب إن "أخطر تهديد لحضارتنا" هو ما أسماه تسليح وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي، الذي يحقق حاليًا في تعامله مع الوثائق السرية ودوره في جهد هائل لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020 ومنع الكونجرس من التصديق على فوز بايدن.
ودعا إلى "إصلاح شامل وإزالة العفن والفساد المتفاقم في واشنطن العاصمة".
وقال ترامب أيضًا إنه سيطالب بقائمة شاملة جديدة من القيود الانتخابية، بما في ذلك طلب بطاقات الاقتراع الورقية فقط، والسماح للناخبين ليوم واحد فقط بالتصويت، وطلب بطاقة هوية تحمل صورة من أجل التصويت و"فرز جميع الأصوات بحلول ليلة الانتخابات".
قال "سوف أنجز هذه المهمة". ″هذا عمل شخصي للغاية بالنسبة لي. أنا آخذ ذلك على محمل شخصي للغاية".
ومع ذلك، فإن عملية التصويت في أمريكا تدار من قبل الولايات، وليس الحكومة الفيدرالية. حتى لو كان ترامب رئيسًا وكان يحظى بدعم الكونجرس الجمهوري، فإنه لا يستطيع تغيير طريقة إجراء الولايات الفردية للانتخابات.
خلال الدورة الانتخابية لعام 2022، قام ترامب بالترويج والتبرع لمجموعة من انتخابات عام 2020 التي حرمت المرشحين في الولايات التي تشهد ساحة معركة والذين كانوا يتنافسون على مناصب تشرف على انتخابات ولاياتهم. كانت السباقات في ميشيغان وأريزونا ومينيسوتا ونيفادا، وخسر كل مرشح من مرشحي ترامب.
من خلال إطلاق حملته الآن، بعد أسبوع فقط من خسارة الجمهوريين في سباقات منتصف المدة الرئيسية، كان ترامب يرفض أيضًا نصائح المستشارين الحاليين والسابقين الذين حذروه من إعلان نفسه مرشحًا للرئاسة بعد فترة وجيزة من هزيمة حزبه.
وبعد ترشحه لمنصب الرئيس، أطلق ترامب رسميًا الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري لعام 2024، وهي مسابقة تغيرت فيها الديناميكيات بشكل كبير في الأسبوع الماضي.
قبل يوم الثلاثاء الماضي، كان ترامب (76 عامًا) هو المرشح الأوفر حظًا بلا منازع في مسابقة الترشيح لحزبه، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن دعم الرئيس السابق بين الناخبين الجمهوريين بلغ في المتوسط أكثر من 20 نقطة مئوية على أقرب منافسيه، حاكم فلوريدا الجمهوري رون ديسانتيس.
ولكن كان ذلك قبل إعادة انتخاب "ديسانتيس" بهامش غير عادي من 19 نقطة، مما أثار الجمهوريين في جميع أنحاء البلاد ومنح الحزب نقطة مضيئة في يوم فاز فيه الديمقراطيون بمعظم سباقات مجلس الشيوخ والحكام.
الآن تظهر بعض الاستطلاعات المبكرة التي أجريت بعد الانتخابات أن حاكم فلوريدا يتقدم على ترامب.
وبحسب ما ورد التقى رون ديسانتيس بالمانحين وبدأ في تجميع حملته الرئاسية لتحدي ترامب لترشيح الحزب الجمهوري، كما وعد مؤيديه في خطاب فوز إعادة انتخابه: "لقد بدأت القتال للتو".
وستكون مشاكل ترامب القانونية المتصاعدة أيضًا عاملًا في أي معارك مقبلة في الانتخابات التمهيدية والعامة.
زتواجه إمبراطورية عائلة ترامب العقارية والفنادق دعوى احتيال كاسحة في ولاية نيويورك يمكن أن تعطل عملياتها بشكل دائم وتقلل من ثروته الشخصية، كما يواجه ترامب أيضًا تحقيقًا في جورجيا بشأن محاولاته لإلغاء نتائج انتخابات 2020 في الولاية.
ولا يُتَوقع أن يؤثر وضع ترامب الجديد كمرشح على دعوى الاحتيال أو قضية جورجيا.
ولكن الآن بعد أن أصبح ترامب الخصم السياسي الرسمي لبايدن في انتخابات عام 2024، سيحتاج المدعي العام ميريك جارلاند أن يقرر ما إذا كان سيعين مستشارًا خاصًا لتولي الإدارة اليومية للتحقيقات الفيدرالية بشأن ترامب.
يحرص البيت الأبيض على تجنب أي إشارة إلى أن التحقيق والمحاكمة المحتملة لأبرز خصم للرئيس لهما دوافع سياسية، أو أنه مصمم بأي شكل من الأشكال للإضرار بآفاق انتخابات ترامب لعام 2024.
من المرجح أن يواجه الرئيس جو بايدن، الفائز في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري أيًا كان.
ولم يطلق الرئيس بايدن حملته الانتخابية رسميًا بعد، لكن أفادت التقارير بأن خطط الحملة قد تعززت في الأسابيع الأخيرة.
يوم الثلاثاء، اتهم ترامب بايدن بسوء إدارة الاقتصاد. وقال "في غضون عامين، دمرت إدارة بايدن الاقتصاد الأمريكي. دمرت".
سيكون احتمال إجراء انتخابات تمهيدية طويلة بين ترامب وديسانتيس بمثابة أخبار رائعة للديمقراطيين، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن استراتيجيي الحملة الديمقراطيين يرون أنه منافس هائل.
على الرغم من نكساته، لا يزال ترامب هو الزعيم للحزب الجمهوري بلا منازع، وقاعدته الموالية من المحافظين من حملة "اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى - MAGA" لا يزالون أيضًا الناخبين الجمهوريين الأساسيين، مما يجعله منافسًا جادًا منذ البداية.
هذا الأسبوع، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن ترامب يخطط لبناء فريق حملة من المساعدين المخلصين الذين أداروا مسيرته لعام 2016، وأقل شبهًا بالعملية الضخمة التي نمت فيها محاولة إعادة انتخابه الفاشلة لعام 2020.
يدخل ترامب السباق بأكثر من 60 مليون دولار نقدًا تحتفظ بها منظمة "Save America PAC" التي يرأسها، وعملية جمع التبرعات الهائلة التي تفرغ التبرعات الصغيرة بالدولار بمعدل غير مسبوق.
تحظر قواعد لجنة الانتخابات الفيدرالية على ترامب استخدام أموال القيادة PAC لتمويل حملته الرئاسية مباشرة.
