أثيرت مؤخرًا، أزمة بين ألمانيا وقطر البلد المستضيف لبطولة كأس العالم 2022؛ بسبب دعم المثليين و«شارة الحب» التي ينوي قادة تسع منتخبات أوروبية ارتداءها في مباريات المونديال؛ لأن الألوان لا تتوافق مع علم قوس قزح الذي يستخدمه مجتمع الميم.
ويعد مانويل نوير، قائد المنتخب الألماني وهاري كين، قائد منتخب إنجلترا، وهوجو لوريس، قائد المنتخب الفرنسي، من بين هؤلاء الذين سيرتدون الشارات البيضاء في مباريات مونديال قطر 2022 وستتضمن الشارة كلمة «وان لاف» (حب واحد) وقلب به عدة ألوان.
ونددت منظمة حقوق الإنسان وحملة الدفاع عن حقوق المثليين؛ بسبب قول سفير كأس العالم قطر 2022 واللاعب السابق، خالد سلمان، بأن المثلية الجنسية «حرام».
وعبرت المنظمة عن قلقها بشأن معاملة المثليين في قطر، إذ يعاقب القانون على إقامة علاقات جنسية بين أفراد من الجنس الواحد بعقوبات تترواح بين الغرامة المالية والإعدام.
ليرد القائمون على تنظيم نهائيات كأس العالم، ورفعوا شعار "مرحبًا بالجميع"، ولن يتعرض أحد للتمييز، ولكن المدير التنفيذي في لجنة تنظيم كأس العالم، ناصر الخاطر، قال إن الحكومة لن تغير قوانينها المتعلقة بالمثلية الجنسية، داعيًا الزائرين إلى "احترام ثقافتنا".
ضغوطات أوروبية على قطر
وكانت هناك ضغوطات على دولة قطر من دول أوروبية، حول رفضها لدعم المثليين، ولكن انتصرت الدولة العربية للمبادئ والقيم، بإصرارها على عدم دعم المثلية خلال منافسات البطولة العالمية.
وكانت بعض المنتخبات المشاركة في المونديال القطري، تريد ارتداء شارة دعم المثليين، مثل الذي يحدث في الدوريات الأوروبية المختلفة في بعض الجولات، بارتداء قائد الفريق شارة الكابتن عليها علم قوس قزح، إلا أن قطر رفضت هذا التصرف وأصرت على التقاليد العربية.
وكان وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، قال إنه سيسافر إلى قطر لحضور فعاليات كأس العالم، في الوقت الذي واجه فيه انتقادات لطلبه من المشجعين المثليين عدم الاحتجاج أثناء زيارته للبلد الذي تعتبر فيه المثلية الجنسية غير مشروعة.
في المقابل، يرى سفير كأس العالم قطر 2022، خالد سلمان، أن المثلية الجنسية "تضر بالعقل"، وذلك في مقابلة مع قناة «ZDF» الألمانية، لافتًا في حديثه عن الأشخاص المثليين: «الأمر الأكثر أهمية، أن الجميع سيقبل بقدومهم، لكن عليهم أن يتقبلوا قوانين بلدنا».
وقوبل الأمر، بإدانة لاعب بايرن ميونخ الألماني ليون جوريتسكا، لتصريحات سلمان، وقال: «إنها تصريحات مجحفة جدًا، تعكس أفكار رجل جاء من الأزمنة الغابرة». مضيفًا: «لا تجد ما تقوله، عندما تسمع مثل هذا الكلام من رجل كان سفيرًا لكأس العالم، قبل انطلاق المباريات».
فرنسا تبدي احترامها لثقافة قطر
وأكد الحارس هوجو لوريس، قائد منتخب الديوك، أنه «يجب إظهار الاحترام» لقطر في ظل الجدل القائم حيال مسائل عدة لاستضافتها نهائيات كأس العالم.
وأضاف لوريس: «عندما نرحب بالأجانب في فرنسا، غالبًا ما نريدهم أن يمتثلوا لقواعدنا ويحترموا ثقافتنا. سأفعل الشيء نفسه عندما أذهب إلى قطر. يمكنني أن أتفق أو لا أتفق مع أفكارهم ولكن يجب أن أظهر الاحترام».
كما تحدث عن أزمة دعم المثليين، رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم نويل لو جريت في وقت سابق، قائلًا: «أرغب في ألا يفعل ذلك. سنلعب في بلد يجب أن نحترمه. ولكن إذا كان علينا أن نرتديها، فسنرتديها. الأمر لا يتعلق بأني أعارض هذه الشارة، لكن في بعض الأحيان أعتقد أننا نريد أن نلقي الدروس بدلاً من أن ننظر أيضًا إلى ما يحدث في بلدنا».
جدير بالذكر، تنطلق ضربة بداية الحدث الرياضي الأهم خلال العام الجاري، بافتتاح بطولة كأس العالم 2022، التي تقام خلال الفترة من 20 نوفمبر وتستمر حتى 18 ديسمبر المقبل، في نسخة استثنائية لأول مرة في دولة عربية، حيث تستضيف الأراضي القطرية البطولة العالمية في آخر نسخ المونديال التي تشهد مشاركة 32 منتخبًا، لتقام على 8 ملاعب ليصبح مونديال قطر ثاني أكثر البطولات استخدامًا للملاعب.
ويشارك في مونديال قطر 2022، 32 منتخبًا مقسمين على 8 مجموعات، وجاءت المجموعات كالتالي، المجموعة الأولى: (قطر - الإكوادور - السنغال – هولندا)، المجموعة الثانية: (إنجلترا - إيران - أمريكا – ويلز)، المجموعة الثالثة: (الأرجنتين - السعودية - المكسيك – بولندا)، المجموعة الرابعة: (فرنسا - أستراليا - الدنمارك – تونس)، المجموعة الخامسة: (إسبانيا - ألمانيا - كوستاريكا – اليابان)، المجموعة السادسة: (كرواتيا - بلجيكا - المغرب – كندا)، المجموعة السابعة: (البرازيل - صربيا - سويسرا – الكاميرون)، المجموعة الثامنة: (البرتغال - أوروجواي - غانا - كوريا الجنوبية).
وتبدأ المنافسات بالمباراة الأولى بين قطر والإكوادور على ملعب استاد البيت بمدينة الخور يوم الأحد الموافق 20 من الشهر الجاري، بينما يقام النهائي في 18 ديسمبر 2022، وهو اليوم الوطني لقطر
