تحتفل الكنيسه الكاثوليكية اليوم بالقديسة جرترودا الكبيرة العذراء . ولدت جرترودا يوم 6 يناير عام 1256م فى آيسليبـن فى مقاطعة تورنغن الألمانيـة، أودعها أهلها مدرسة فى دير للراهبات الكرتوزيات وهي طفلة منذ سن الخامسة، حيث قضت حياتها.
أظهرت ذكاء فريداً، فدرست الأدب والفلسفة. وصلت إلينا أخبار عن حياتها وخبرتها الروحية من خلال بعض الكتابات التي تركتهاو فيها تروى لحظة تغيير عميق طرأ على حياتها، عندما " أخذها الرب ورفعها إليه، وأقامها بالقرب منه “.
يوم 25 ديسمبر عيد ميلاد المسيح سمعت صوت المسيح يقول لها لا تخافي أنا أساعدك واحررك، وكانت هذه هى الرؤيا الأولي التي حولت حياتها.
فتقول: " منذ ذلك الحين بدأت أتبع عطر بلسم الرب، وسرعان ما أدركت أن نير حبه هو لين وخفيف". هكذا انكبت جرترودا على الصلاة، والتأمل العميق فى الكتاب المقدس، ومطالعة كتابات آباء الكنيسة. يتضح من كتاباتها أنها تدور حول مركز واحد هو المسيح، وخصوصاً المسيح المصلوب.
ابتدأت عبادة قلب يسوع مع القديسة جرترودا عام 1301م، المتأملة بقلب يسوع المطعون بالحربة.
وشكلّت رؤيا القدّيسة جرترودا ، في نهايات القرن الرابع عشر، دفعاً قويّاً لهذه الممارسة التقويّة. ففي عيد القدّيس يوحنّا الإنجيليّ، نالت هذه القدّيسة نعمة أن تتكئ رأسها، على مثال القدّيس يوحنا الحبيب، على صدر المخلّص، فراحت تستمع الى دقّات قلبه الألهيّ.
وسألت القدّيس يوحنّا إن كان قد سمع هو أيضاً هذه الدقّات ساعة أتكأ رأسه على صدر الفادي في العشاء الأخير، ولماذا لم يخبر في إنجيله عن جمال هذا الاختبار، فأجابها القدّيس أن هذا الإختبار قد تركه الله للأجيال الآتية، حين سوف يبرد الإيمان في العالم، فيكون هذا الاختبار لنموّ الحبّ من جديد.
هذا كان هو قائدها فى مسيرة الكمال المسيحي. تعتبر جرترودا من أعظم المتصوفات المسيحيات. القديسة جرترودا تميزت بتواضعها العميق وبغيرة وهاجة على خلاص الناس، وعاشت في شركة حميمة مع الله، مبدية استعدادا تاما لمساعدة المحتاجين والمعوزين. حققت ارتدادا مزدوجا، الأول حين انتقلت من العلوم الإنسانية إلى دراسة اللاهوت، والثاني عندما اعتنقت الحياة الرهبانية وغاصت في حياة تأمل وتصوف تحركها روح رسولية مميزة.
والقديسة جرترودا الإنسانة التي كرست وقتها للكتابة ونشر حقائق الإيمان المسيحي بوضوح وبساطة وخدمت الكنيسة بإخلاص وتفان، وطابقت حياتها ومشيئة الله. ودعا إلى التعلم منها حبَ المسيح وكنيسته بتواضع وإيمان، وإنماءَ الصلاة الفردية والاشتراك بتقوى في القداس وعيش الطقوس الدينية بعمق والتعرف أكثر فأكثر على الكتاب المقدس الي ان توفت في عام 1301م.
وقام البابا بولس الخامس بإعلانها طوباوية عام 1606م، وقام البابا إقليم نضس الثاني عشر في عام 1738م بإعلانها قديسة.