يوم حافل استضافه أمس مؤتمر المناخ COP27، وهو يوم الطاقة حيث تركزت جميع الجلسات والقضايا المطروحة على موضوع واحد ألا وهو الطاقة، والتحول إلى الطاقة النظيفة للتخلص من الانبعاثات الكربونية الضارة من أجل القضاء على المخاطر التي تسببت بها التغيرات المناخية في العديد من أرجاء العالم.
وناقشت جلسات يوم الطاقة أيضا كيفية استفادة القارة الأفريقية من التوزيع العادل للطاقة النظيفة، في الوقت الذي تعاني فيه الكثير من الدول بالقارة من عدم وجود مصادر لهذه الطاقة نظرًا لضعف الإمكانيات وقلة الموارد المتواجدة بها، علاوة على ضعف اقتصاديات تلك الدول، الأمر الذي يتطلب دعما دوليا لتوفير الطاقة النظيفة في هذه البلدان بالاعتماد على الموارد الطبيعية التي تزخر بها القارة السمراء، مما يتطلب نقل الخبرات بين الدول حول استخدام مصادر طاقة بديلة كالهيدروجين الأخضر إلى الدول غير القادرة ومساعدتها في تحويل اقتصادها للأخضر.
كما سلطت فعاليات يوم الطاقة ضمن مؤتمر الدول الأطراف باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27)، والذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ، الضوء على العديد من الموضوعات مثل الانتقال العادل للطاقة في إفريقيا وقضايا تأمين الطاقة في ضوء الأزمات الحالية والحلول المبتكرة والتكنولوجية وسياسات الهيدروجين الأخضر وآليات تمكين اقتصادياته وتمويل التحول في الطاقة النظيفة.
كل هذا بالإضافة إلى الربط الكهربائي بين الدول ودوره في استدامة الطاقة وكفاءة الطاقة كأداة فعالة للتحول في الطاقة، إلى جانب استخدام الطاقة النووية كطاقة نظيفة ومستدامة.
العديد من الخبراء والمتخصصين وصفوا اليوم بأنه "أهم أيام قمة المناخ COP27"، ففي هذا الشأن، قال الدكتور عادل بشارة، خبير الطاقة المتجددة، إن يوم الطاقة هو اليوم الأخطر ضمن مؤتمر المناخ، كما أنه يعد اليوم الأخضر نظرًا لأن الطاقة الخضراء هي القادرة على تخليص كوكب الأرض من الانبعاثات الكربونية الضارة، وتمثل الحل الأمثل لمشكلة تغير المناخ، من خلال القضاء على أكثر من 70% من الانبعاثات الضارة بالبيئة، والتي تكون السبب الرئيسي للكوارث البيئية في العديد من دول العالم.
وأضاف "بشارة" في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" أن اليوم تمت مناقشة التعهدات المالية لمكافحة آثار تغير المناخ، وفي السابق كانت تتم مناقشة هذه القضايا من جانب واحد وهو ضرورة الوفاء بالتعهدات من قبل المتسببين في التلوث، إلا أن القضية في COP27 أخذت منحنى أكثر تطورا من خلال التحول إلى مناقشة كيفية الاستثمار في الطاقة الخضراء، ولم يقتصر على الحديث عن المنح المجانية للدول الضعيفة، وتحول إلى تسويق فرص الاستثمار في الطاقة النظيفة.
وتابع: "الدول الإفريقية لديها ثروة من الطاقة النظيفة في شكل موارد طبيعية، إلا أنها تحتاج إلى نقل الخبرات الدولية والتقنية من أجل توفير وسائل للاستفادة بالموارد الطبيعية".
من جهته، قال الدكتور صابر عثمان، خبير تغير المناخ والمنسق العام لاتفاقية تغير المناخ الأسبق، إن مقدمات قمة المناخ COP27 تدل على الاهتمام العالمي بقضية التغيرات المناخية، وهذا ينعكس في المشاركة الواسعة من زعماء وقادة دول العالم والتمثيل الكبير في شكل وفود رفيعة المستوى، يدل على وجود تغير في الموقف العالمي واتخاذ إجراءات حاسمة في قضية تغير المناخ، وذلك بسبب ظهور آثار سلبية للتغيرات المناخية في العديد من دول العالم.
وأضاف عثمان في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" أن طريقة إدارة الملف من قبل الجهات المصرية ومخاطبة جميع الدول، ومناقشة القضية يؤكد أن هناك تحول في التوجهات العالمية، وإعادة هيكلة الاقتصاد العالمي، ليكون اقتصاد قائم على تقليل الانبعاثات الكربونية والاعتماد على الطاقة النظيفة، ليكون مرن وقادر على مواجهة التحديات.