احتلت الحرب الأوكرانية مركز الصدارة في قمة مجموعة العشرين المنعقدة في بالي، حيث ألقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كلمة أمام القمة، قائلا عبر الفيديو: "حان الوقت الآن لإنهاء الحرب المدمرة التي تشنها روسيا، وإنقاذ آلاف الأرواح"، مؤكدا أنه يمكن للمجتمع الدولي تحقيق هذا الهدف.
كما أضاف قائلا: "نرغب بإنهاء الحرب فورا وفق ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي". واقترح في الوقت عينه تبادلا شاملا لكافة السجناء بين كييف وموسكو.
إلا أنه أكد أن "تحرير الأراضي الأوكرانية يتطلب القتال لوقت أطول"، لافتاً إلى أن كييف لن تتجه إلى توقيع اتفاق مع موسكو شبيه باتفاقية "مينسك" 1 و 2، في إشارة إلى الاتفاقيات الدولية التي أبرمت سابقاً بين الجانبين لوقف الحرب في "دونباس" شرق أوكرانيا، قبل سنوات.
من جانبه، دعا الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو إلى الوحدة عندما افتتح قمة مجموعة العشرين ، قائلاً إن العالم يواجه "تحديات غير عادية" وأن إمدادات الغذاء والطاقة العالمية معرضة للخطر مع استمرار الحرب.
بدورها أكدت روسيا، أن تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام قمة العشرين حول رفضه إبرام اتفاق "مينسك 3" لإنهاء القتال، تثبت أن كييف غير مهتمة بإجراء محادثات سلام.
واعتبر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن قرار الأمم المتحدة بشأن التعويضات لأوكرانيا غير ملزم لموسكو ويعد محاولة للاستيلاء على الأصول الروسية، مؤكداً أن بلاده ستفعل كل ما يلزم لمنع تلك الخطوة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في كلمته خلال "قمة العشرين" إن شروط الأوكرانيين للتفاوض غير واقعية.
وأضاف لافروف، أن موسكو دائما ما عبرت عن رغبتها في التوصل إلى حل سلمي، مشيرا إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين عبر مرارا عن دعمه للمفاوضات.
في سياق ذلك، كشفت مسودة البيان الختامي للقمة أن البلدان المشاركة، بما فيها روسيا، ستندد بالتداعيات الاقتصادية لحرب أوكرانيا، فيما عبرت دول أخرى عن تحفظها بشأن هذه الحرب والعقوبات المرتبطة بها. ولم يتم اعتماد المسودة بعد.
وبحسب رويترز فأن المسودة تندد بالتداعيات الكارثية لحرب روسيا على أوكرانيا، داعية إلى تمديد اتفاق مع روسيا تنقضي مهلته السبت يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية.
وتسببت الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت قبل ثمانية أشهر بارتفاع كارثي في أسعار المواد الغذائية والوقود على مستوى العالم، ما أدخل ملايين الأشخاص الإضافيين في حالة فقر وزاد احتمالات المجاعة بالنسبة للبعض.
وتعد أوكرانيا من بين أكبر منتجي الحبوب في العالم وعلق على إثر الحرب 20 مليون طن من الحبوب في موانئها إلى أن رعت الأمم المتحدة وتركيا اتفاقا في يوليو يوفر ممرا آمنا للشحنات. وتنقضي مهلة هذا الاتفاق السبت. ودعت مسودة البيان إلى "مواصلة تطبيقه بشكل كامل وفي وقته".