توصل فريق من العلماء فى جامعة "ييل" الأمريكية إلى أن الأجسام المضادة المرتبطة بخلايا دماغية معينة تسمى "الخلايا العصبية الداخلية" يمكن أن تسبب الوسواس القهرى.
ويعتقد أن اضطرابات المناعة الذاتية العصبية لدى الأطفال، أو " PANDAS"، ناجمة عن عدوى بالمكورات العقدية، وهى مسؤولة عن جزء غير معروف من حالات " الوسواس القهرى" لدى الشباب، ولكن البيولوجيا التى يقوم عليها هذا الإطفال حيرت العلماء لسنوات طويلة.
ويعانى هؤلاء الأطفال من " الوسواس القهرى "، ولكن يمكن أن يكون لديهم أيضًا قلق شديد من الانفصال، وأعراض حركية خفية، ويظهرون الحاجة المتكررة للتبول.. يرفض الكثيرون الأكل.. فى حين أن مابين 1 إلى 3 % من الأطفال سيتم تشخيصهم بالوسواس القهرى فى سن 17 عامًا، فإن نسبة حالات الوسواس القهرى التى يمكن أن تُعزى إلى حالات " اضطرابات المناعة الذاتية العصبية لدى الأطفال " PANDAS " غير معروفة.
وقال بعض الأطباء إنه لا توجد أدلة كافية لدعم إضطرابات المناعة الذاتية العصبية لدى الأطفال " PANDAS"، كتشخيص متميز من الوسواس القهرى.. فيما يجادل آخرون، بما فى ذلك العديد من آباء الأطفال المصابين بالمتلازمة، بأنها قد تكون مسؤولة عن مجموعة فرعية كبيرة من الأطفال المصابين بالوسواس القهرى.
فى الدراسة الحالية، كشف الفريق بيولوجيا الإضطراب فى سلسلة من التجارب التى شملت 27 طفلًا استوفوا المعايير الأكثر صرامة لتشخيص اضطرابات المناعة الذاتية العصبية لدى الأطفال " PANDAS " و23 شخصًا خاضعًا للتحكم.. وجدوا أن العديد من الأطفال الذين تم تشخيصهم بمرض اضطرابات المناعة الذاتية العصبية لدى الأطفال PANDAS يمتلكون مستويات عالية من الأجسام المضادة التى يمكنها مهاجمة الخلايا العصبية الداخلية المحددة - الخلايا العصبية التى تعدل إشارات الخلايا الأخرى المجاورة.. تتركز هذه الأجسام المضادة فى المخطط، وهى منطقة من الدماغ مرتبطة بالتحكم الحركى الطوعى، من بين وظائف أخرى، ومن المعروف أنها متورطة فى الوسواس القهرى.. عندما يرتبط الجسم المضاد بهذه الخلايا العصبية، فإنه يقلل من نشاطها.. يفتقر البالغون المصابون بمتلازمة توريت، وهى متلازمة مرتبطة بالتشنجات اللاإرادية الصوتية والحركية، إلى نفس الخلايا العصبية الداخلية المحددة، مما يشير إلى أن مشاكل هذه الخلايا قد تلعب دورًا فى العديد من الحالات.. يهدف الفريق إلى استكشاف هذه البيولوجيا لدى الأطفال الآخرين الذين يعانون من الوسواس القهرى ومتلازمة توريت لمعرفة مدى انتشار الأجسام المضادة المرتبطة بالعصبونات فى هذه المجموعة من الحالات ذات الصلة.
