يشارك الدكتور عبد الراضي رضوان، العميد السابق لكلية دار العلوم في جامعة القاهرة، ورئيس قسم الفلسفة الإسلامية بالكلية، في ورقة عمل بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، تتناول التجديد من أجل رصد واستخلاص وبيان الأمور اللازمة لاستعادة الفلسفة الإسلامية لدورها الفاعل في مشروع النهضة بالعالم الإسلامي.
وأشاد رضوان بوعي جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية التي تنظم المؤتمر الدولي الأول للفلسفة، الذي يعمل عنوان: "الفلسفة والأخلاق"، مستهدفة تفعيل دور الفلسفة في معالجة المسألة الأخلاقية، وكذلك البحث عن تجديد تدريس الفلسفة بما يسهم في الإسراع بتفعيل دورها المنشود في النهضة المعاصرة.
وقال الدكتور عبد الراضي رضوان، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، إن هدف الورقة العلمية هو إلقاء الضوء على معوقات التواصل الفعال بين دارسي الفلسفة الإسلامية، والمحتوى الدراسي، بالإضافة إلى بيان السبل الكفيلة باكتساب دارسي الفلسفة الإسلامية للقدرة على التفلسف، وإنتاج الفكر النقدي والقيميّ الضروري لبناء الحضارة وتطورها.
وأشار الدكتور عبد الراضي رضوان، إلى أن الفلسفة الإسلامية التي لم تكن يوما لونا من الترف العقلي، تمثل دوما القوة الفاعلة التي تقدِّم للمجتمع التصور الأمثل لقضاياه ومشكلاته والمنهج الذي يجابه به تحدياته، مضيفا: "لكن حالات التراجع والجمود التي تعتري الحضارات، أصابت الفلسفة الإسلامية في مقتل، جراء نكبة فيلسوف قرطبة الفقيه أبي الوليد بن رشد، وفتوى ابن الصلاح في التحريم والتعتيم، الذي باتت أسيرته حتى بداية القرن التاسع عشر، عندما فطن جيل النهضة بريادة جمال الدين الأفغاني، والإمام محمد عبده مرورا بالعظيم الشيخ مصطفى عبد الرازق ومدرسته الفلسفية، إلى أنه لا سبيل للإصلاح والنهوض إلا بإحياء العلوم العقلية وإدراجها في المعارف التعليمية والترويج لها في الصحف وعقد الندوات النقاشية لتبسيطها للجمهور".
وشدد رضوان على أن جهود الإصلاحيين نجحت في العبور بالفلسفة الإسلامية إلى جداول حصص بعض أقسام الكليات الجامعية، وبعض الفصول الدراسية بالعالم الإسلامي، لكنها لم تكن كفيلة بتصحيح الصورة الذهنية والاعتقادية نحو المكانة العلمية للفلسفة الإسلامية.
وتابع: "أهمية الفلسفة الإسلامية تجعل من بحث التجديد في تدريسها يعد ضرورة دينية وحضارية تستهدف التخلية من ناحية، باجتناب المعوِّقات أمام التواصل الفعّال بين المحتوى الفلسفي وبين الدارس المتلقي، والتحلية من ناحية استجلاء واستخلاص السُبُل المنهجية والمعرفية والنفسية الكفيلة بإحالة الفلسفة الإسلامية إلى منهج تعايش حياتي منتج للفكر النقدي والقيميّ والأخلاقي لدى دارسيها، وللحيلولة دون سقوط أبناء الحضارة المأزومين في براثن التطرف والإرهاب بأطواره الثلاثة: التنفير، التكفير، التفجير".