قال الرئيس التونسي قيس سعيد في خطاب بمناسبة "عيد الشجرة" في تونس بجبل بوقرنين بضواحي العاصمة التونسية إن "تونس ستبقى خضراء"، متابعاً: "سيحترقون بألسنة النار التي أشعلوها هم يحرقون ونحن نزرع، وكل من بيده أعواد ثقاب وبنزين سيحترق بالنار التي يريد إشعالها".
وأكد ما حدث من سلسلة الحرائق خلال الأشهر الماضية، أكد إصراره على تتبع كل من يريد إحراق البلاد، في إشارة إلى حركة النهضة الإخوانية المتهمة بإشعال الحرائق في الجبال والمساحات الزراعية
واعتبر أنّ تواتر الحرائق واشتعالها في عدد من الأماكن ليس من قبيل المصادفة، مضيفاً: "النيران التي اشتعلت في عدة أماكن ليست من قبيل المصادفة، ثم يتحدثون عن انتقال ديمقراطي وديمقراطية، كفى تطاولاً على الدولة، كل من تطاول على الدولة التونسية يجب أن يتحمّل مسؤوليته".
يُذكر أنّ جبل بوقرنين شهد خلال الأيام الماضية موجة من الحرائق أكدت وزارة الداخلية التونسية أنّها حرائق مفتعلة، وتقف وراءها أطراف إخوانية
وبيّن سعيد أنّ تونس ستظل قوية بمؤسساتها، وأنّه "آن الأوان لوضع حدّ للتطاول على الدولة التونسية، والتعويل على القدرات الذاتية للخروج من الأوضاع الراهنة التي يسعى من أشعل النيران أن تبقى تونس فيها".
الرئيس التونسي شدّد أيضاً على ضرورة الحسم والبت في الملفات وإصدار الأحكام طبقاً للقانون ضد "العُملاء وضد الذين باعوا ضمائرهم وباعوا وطنهم من أجل الأموال"، مضيفاً: "هؤلاء العملاء يُتاجرون في المخدرات، ويتعاملون مع المخابرات، ثم يتحدثون عن الديمقراطية، ويوجهون الاتهامات بالديكتاتورية".
وتابع: "يذهبون ويلتقون في العواصم الغربية للتآمر على وطنهم، هم عُملاء، لماذا تركوا تونس إن كانوا صادقين؟ يلتقون مع الجهات المشبوهة، ويتلقون أموالاً مشبوهة".
وكانت تونس قد شهدت الصيف الماضي اندلاع مجموعة من الحرائق الغامضة والمتزامنة في عدد من ولايات (محافظات) تونس، أتت على سوق للمنتجات التقليدية في قابس، ومصنع مقفل للملابس المستعملة في بن عروس، ومستودع للحافلات القديمة في بنزرت، بالإضافة إلى جزء من أحد الفنادق السياحية في نابل، دون اعتبار المساحات الفلاحية والجبال.
من جانبه قال هشام النجار، باحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن فرع إخوان تونس يحاول بكل ما يمتلك من أوراق إفشال المسار الحالي وإعاقته ووضع العراقيل أمامه حتى لا ينجح في السيطرة على الأوضاع أمنيًا واقتصاديًا ليتسنى له استثمار ذلك أولا في سياق محاولة إنقاذ نفسه وإنقاذ قادته من مصير مجهول بالنظر لحجم القضايا المتهمون فيها وخطورتها وثانيا لأن نجاح المسار الحالي بقيادة قيس سعيد يُعد كارثة حقيقية لحركة النهضة حيث يجعلها إسما من ماضي ومن مرحلة لا يريد التونسيون العودة اليها لما شهدته من فوضى وفشل وافقار وفساد وتدخل خارجي وارهاب واهانة للمرأة وانتقاص لحقوقها.
واضاف النجار في تصريحات ل"البوابة"، أن المعادلة شبه صفرية وكلما وضحت المعادلات بهذا الشكل الصفري وتيقن الاخوان أنهم محكوم عليهم بالنسيان والاقصاء كلما ازدادت شراستهم ورغبتهم في الثأر والعنف والتخريب على طريقة اخوان مصر الذين انتهجوا نفس النهج وهو محاولة هدم المعبد وحرق وتخريب البلد رغم النجاح الذي حققه النظام لسبب وحيد فقط وهو أن الجماعة الارهابية باتت خارج المعادلة.
وأكد"النجار"، أن تونس تعيشتجاذبات سياسية حادة منذ 25 يوليو2021 بعد قرار الرئيس التونسي حل البرلمان، واتخاذ مجموعة من القرارات التي أدت إلى حل المجلس الأعلى للقضاء، والهيئة العليا المستقلة للانتخابات التي انتخب أعضاؤها من قبل البرلمان.