الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

اقتصاد

دراسة حديثة تبرز أهمية المسطحات الخضراء لتعزيز قدرة المدن على استيعاب الأمطار الغزيرة

الأمطار
الأمطار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

نشرت دراسة جديدة عن اسفنجية “القابلية الطبيعية لاستيعاب مياه الأمطار” مدينة القاهرة وأربع مدن أفريقية أخرى، ويأتي هذا التقرير بالتزامن مع اجتماع قادة العالم في COP 27 في مدينة شرم الشيخ وتركيزهم على يوم المياه.

وتعتبر هذه الدراسة عن اسفنجية المدن الإفريقية هي الأولى من نوعها حيث تم أخذ عينة مساحية حوالي 150 كيلومتر مربع لخمس مدن إفريقية مختلفة - القاهرة، ديربان، كيجالي، لاجوس ونيروبي، وقد أظهرت الدراسة أن اسفنجية القاهرة تقدر بحوالي 20% بينما تقدر اسفنجية كيجالي 43%، لاجوس 39%، ديربان 40%، ونيروبي 34%.

وتعتبر مدينة القاهرة واحدة من أكبر المدن الأفريقية وأكثرها كثافة سكانية حيث يتعدى عدد السكان 21 مليون نسمة والقاهرة مدينة أمطارها قليلة بمعدل 24 مللي على مدار العام باستثناء شهري ديسمبر ويناير حيث تتجاوز نسبة الأمطار 5 مللي في الشهر، مما يعني أن القاهرة عموماً غير معرضة لتهديد السيول باستثناء ربما ما حدث في مارس 2020 والذي أدى إلى العديد من الأضرار.

ويعود تقييم اسفنجية القاهرة (20%) إلى قلة المسطحات الخضراء والتي تغطي 29% من المساحة التي خضعت للبحث، حيث بلغت نسبة المباني 40% مع بعض المناطق الخضراء المتفرقة وبعض الأراضي الزراعية في الغرب، كما أظهرت الدراسة نسبة التشجير حوالي 5% من المساحة تحت الدراسة مقارنة بديربان 31%، كما تساهم تربة القاهرة والتي تتشكل من أقل من 50% رمال وحوالي 20% إلى 40% طين في اسفنجية القاهرة.

وتعليقاً على الدراسة قال ماثيو فيليبس، استشاري دولي، يتعرض الملايين لخطر الفيضانات كنتيجة للتغير المناخي وتسارع وتيرة التحضر بدون التخطيط المناسب وأن البقايا الطبيعية الموجودة في المدن الأفريقية تعتبر هامة جداً ويجب الحفاظ عليها والانتفاع بها، كما يجب الاستفادة من هذه الحلول الطبيعية استراتيجياً لمساعدة الدول على مجابهة تحديات المناخ وهذا ما حدث في العديد من الدول الغربية والتي تحولت إلى غابات من الأسمنت.

وتحث الدراسة المدن الأفريقية للسعي لحماية أراضيها وتوظيف استراتيجيات من شأنها المساعدة في تأهيلها لتحمل التحديات المناخية كالأمطار الغزيرة وهذه فرصة لتحقيق ما لم تستطع الدول النامية في الغرب تحقيقه خلال نموها المتسارع حيث اعتمدت على حلول الخرسانة الكربونية كبديل لذلك ومع ذلك فإن نتائج المدن الأفريقية هي الافضل اسفنجية مقارنة بالدول التي خضعت للدراسة أول العام الحالي، حيث كانت اسفنجيتها كالتالي لندن 22% وسيدني 28%.

ويأتي هذا النداء في الوقت الذي يتوقع ارتفاع عدد السكان في المدن الحضرية في أفريقيا ثلاثة أضعاف لتصل إلى 1.5 مليار نسمة بحلول 2050.

الجدير بالذكر أن حوالي 44% من الكوارث الطبيعية في العالم كانت مرتبطة بالفيضانات منها 676 فيضان في القارة الأفريقية بين عامي 2001 و2018 تسببت في ما قيمته 6.3 مليار دولار من الخسائر وبما أن أكثر من نصف السكان في العديد من المدن الأفريقية يعيشون في أماكن عشوائية فإن ذلك يشكل تحديات في التخطيط والتصميم حيث تعتبر الفيضانات تهديدا مباشرا لهم.