الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

حكاية "مبروكة خفاجي" فلاحة مصرية ربت أول عميد لكلية طب قصر العيني

مبروكة خفاجي
مبروكة خفاجي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

"مبروكة خفاجى" هي فلاحة مصرية بسيطة من إحدى قُرى محافظة كفر الشيخ ، تزوجت "إبراهيم عطا" فلاحا أجيرا بسيطا، وبسبب فقره وعدم قدرته الإنفاق عليها، قام بتطليق زوجته على الرغم أنها كانت فى الشهور الأخيرة من الحمل.

انتقلت مبروكة مع والدتها وأخوها إلى الإسكندرية، وفى ١٠ أكتوبر عام ١٨٨٠م أنجبت ابنها "على" وقررت أن تفعل كل ما بوسعها لتربيته وتعليمه على أحسن وجه.
عملت "مبروكة" بائعة جبنة فى شوارع الاسكندرية وأدخلت ابنها "عليًّ" مدرسة رأس التين الأميرية وبعد أن حصل على الإبتدائية، أراد الأب أن يضمه إلى حضانته، حتى يوظفه بالشهادة الابتدائية ، والتى كانت تضمن لصاحبها وظيفة محترمة آنذاك ، لكن مبروكة كان حلمها أكبر بكتير فقامت بتهريبه من سطح بيتها إلى سطح البيت المجاور وهربت به إلى القاهرة وأدخلته المدرسة الخديوية فى درب الجماميز.

حيث عملت لدى عائلة "السمالوطي" حتى تستطيع الإنفاق على تعليمه، وبعد رحلة طويلة من الشقاء، نال "علي" شهادة البكالوريا بتفوق عام ١٨٩٧م، واستطاع دخول مدرسة الطب، ولأن "علي" كان متفوقا، فكان يتلقى ثلاثة جنيهات شهريا كمنحة للطلبة المتفوقين، فكان "علي" يرسل الجنيهات الثلاثة إلى والدته، أما هو فكان يعيش بما يحصله من قراءته للقرآن على المقابر فى الأجازات. 

في عام ١٩٠١م تخرج "علي" من مدرسة الطب، وكان الأول وفي سنة الامتياز، أنشأ إتحاد المهن الطبية وتم اختياره رئيسا لجمعية الهلال الأحمر، هذا وقد بدأت شهرته عندما نجح فى علاج "السلطان حسين كامل" من مرض فشل الأطباء الأجانب فى علاجه، فمنحه السلطان لقب جراح استشاري الحضرة العلية السلطانية. 

استطاع "دكتور علي إبراهيم" اكتشاف سر وباء مرض الكوليرا الأسيوية التي كانت منتشرة في محافظة أسيوط، والذى قال إن مصدره الحجاج الذين حملوا معهم ميكروبه.
وكان لدكتور علي ابراهيم نشاطه السياسي حيث ساهم في ثورة ١٩، وقام بجمع جميع الأطباء في عيادته وجعلهم يشاركون في الثورة، كما تم انتخابه لعضوية مجلس النواب، واختير "عميدا لكلية الطب" عام ١٩٢٩م، ليكون أول عميد مصري لكلية طب قصر العيني وقد فتح الباب أمام الفتيات المصريات لدراسة الطب، وأسس نقابة أطباء مصر عام ١٩٤٠ ، وكان أول نقيب لأطباء مصر.

وأسهم فى تأسيس "جامعة الإسكندرية ومستشفى الجمعية الخيرية الإسلامية" وجمعيات أخرى لتنمية الريف وإنقاذ الطفولة، وتوفى "علي باشا إبراهيم" في إبريل عام ١٩٤٧م.
تلك هي قصة علي باشا إبراهيم أول نقيب للاطباء في مصر وأول عميد مصري لكلية طب قصر العيني ، ابن الفلاحة المصرية الأمية المكافحة.