أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين العساسي، وضمن سلسلة دراسات مستقبلية، كتاب «التخطيط الاستراتيجي المستقبلي للمكتبات العامة» من تأليف الدكتور أحمد محمد أمان، وتقديم السفير محمد رضا الطايفي.
يتناول الكتاب إطارا يمكن للمكتبات العامة استخدامه كأساس الاستراتيجي، فالمكتبات التي تغرس الاستشراف والتفكير المستقبلي في مؤسساتها مجهـزة بشكل أفضل لمسح البيئة المحيطة بها لتحديد نقاط القوة والضعف والفرص والتحديات خارج أبوابها وتسخيرها لإضفاء المزيـد مـن التطوير الفعال، فالخطة الاستراتيجية أكثر من مجرد أعمال ورقية، إنها عملية تخطيط وعمل وتفكير مستمر يمكـن مـن خلالها إشراك جميع أصحاب المصلحة في تخطيط العمل للمستقبل.
ويتناول المحتوى أهمية التخطيط الاستراتيجي بالمكتبات العامة، مع التعريف بمنظومة مكتبات مصر العامة من حيث التاريخ والتطور، واستعراض الخطط الاستراتيجية بالمكتبات العامة في العالم من حيث الرؤية، والرسالة، والأهداف، إلى جانب تدعيم المحتـوى مـن خـلال إجراء مقابلات متعمقة مع أكثر من عشرين مديرا وقائدا للمكتبات من متخصصي المكتبات إلى جانب تقديم نموذج مقترح لخطـة استراتيجية للمكتبات العامة في كافة عناصر العمل بالمكتبات العامة إلى جانب بعض التوصيات والمقترحات الخاصة بالتخطيط للمكتبات العامة.
تنبع أهمية هذه الدراسة من أهمية الدور الذي يلعبه التخطيط الاستراتيجي في مؤسسات المعلومات، وهذا لن يتحقق إلا عن طريق الاستعداد بأسلوب علمي لمواجهة متطلبات المستقبل وما يحمله من إشكاليات متعددة ومتشابكة تواجهه مؤسسات المعلومات، وهي إحـدى التوجهات الحديثة من الدراسات المتقدمـة فـي مجـال الإدارة، فبناء الخطط يحتاج إلى تفكير ابتكاري وتعمق، وقدرة على التحليل والتفسير، والربط بين العوامل والمتغيرات والمـوارد والإمكانات.
وتبرز أهميتها أيضا في كونها تقدم نموذجا لخطة استراتيجية لمكتبات مصر العامة يمكن من خلالها تحقيق أهداف المكتبات العامة، واحتياجات المستفيدين، ونشر الثقافة في المجتمع، فالخطة الاستراتيجية هي الخط المستقيم الذي تسير عليه المكتبة نحو تحقيق أهدافها، كما إنها المعيار الأول لقياس تحقيق الأهداف المرجوه، خاصة وأنه على حد علم الباحث لا توجد مكتبة عامة مصرية واحدة وضعت لنفسها خطة استراتيجية.
