رحل عن عالمنا منذ قليل الموسيقار محمد سلطان عن عمر يناهز الـ 85 عاما، بعد معاناه مع المرض، ظهرت موهبته منذ نعومة اظافره، اكتشفه موسيقار الاجيال في عمر 8 سنوات، يقول في أحد لقاءاته الصحفية، عندما قابلت محمد عبد الوهاب سألنى بتعرف تعزف، وجاب العود وقاللى سمعنى، فسعمته لحن من ألحانى، لأنى كنت ألحن منذ طفولتى وأنا فى سن 8 سنوات وعملت كذا لحن، وبعدما انتهيت احتضننى وسألنى عن عنوانى وقال لى عاوز أشوف ابوك وأمك، واصطحبنى اللى بيتنا وكان وقتها والدى ضابطا قبل أن يصبح مدير أمن الإسكندرية ومدير أمن للقاهرة، وفتحت أمى الباب، وأصابها الذهول عندما رأت موسيقار الأجيال أمامها.
وأضاف: عندما جاء والدى ووجده فى بيتنا ذهل، وقال له موسيقار الأجيال يا سلطان بك أهتم بالولد ده، وعلمه موسيقى ده هيبقى عبدالوهاب الثانى، وأنا لا أذهب لأى شخص لكن ابنك هزنى بموهبته وهيبقى حاجة كبيرة وموسيقار ذو شأن، فكرنى بطفولتى وأنا فى سنه كنت زيه أغنى وألحن وأعزف.
عرف محمد سلطان في البداية كممثل من مواليد الأسكندرية، حصل على ليسانس الحقوق عام 1960 بعد أن ترك الكلية البحرية ثم اتجه إلى التمثيل، شارك في بطولة عدة أفلام منها (عائلة زيزي، من غير ميعاد) قبل أن يتفرغ للتلحين.
قام محمد سلطان بوضع العديد من الألحان لأغاني الفنانة فايزة أحمد التي كانت زوجته، من أهم ألحانه أغنية (غريب يا زمان) و(رسالة إلى امرأة)، بالإضافة إلى ذلك قام بالاشتراك في الموسيقى التصويرية في عدد من الأفلام السينيمائية منها (الراقصة والسياسي) و(سمارة الأمير).
جمعت علاقه قوية بين الموسيقار محمد سلطان و الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ويقول عنه: كنت أحبه جدا، وفى البداية هو من طلب رؤيتى، حتى صارت بيننا علاقة صداقة قوية، وكنا نجتمع فى مزرعة القناطر، وأعزف أنا على العود وينطلق هو فى الغناء، فلقد كان يمتلك صوتا حلوا، ورأيت بداخله فنانا عظيما وحسًّا فنيًّا، وكان بإمكان السادات أن يصبح ملحنًا، لأنه كان موهوبا فى الطرب والتلحين.
كان الموسيقار الراحل محمد سلطان أول من حصل علي جائزة الدولة التقديرية، و تعرض لوعكة صحية شديدة بعد رحيل الفنانة فايزة أحمد التي أعتبرها حب عمره، حيث أنجب منها ولدان توأم، يعيشان في فرنسا بعد دراستهم الطب.
