الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوادث وقضايا

الخلافات الزوجية طريق عاجل للطلاق.. خبراء نفسيون: الضغوطات وتدخل الأهل وراء الأزمة.. 70% من حالات الانفصال تكون خلال العام الأول من الزواج.. والتوعية هي الحل الوحيد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا تزال الخلافات الزوجية قائمة، وأصبحت فى تزايد مستمر، وقد يتحول بعضها إلى جريمة فى نهاية المطاف، قبل أن يتم التوصل إلى حل.

فالطلاق ليس ليس حلا جذريا لإنهاء ذلك الخلاف، الذي يشتت أوصار الأسرة إذا كان هناك أطفال فيما بينهم، ففى الغالبا يكون الأهل هم أحد الأسباب الرئيسية لتلك المشكلة، وبعضها يكمن فى الوصول لحل بي الزوجين.

مع كثرة المشاكل  تزداد الضغوطات النفسية التي يتعرض لها كلًا الزوجين من مواجهة المجتمع أو من حتمية تبعية الأهل ما يخلف جريمة تنتهك الأسرة التي تبدأ حياتها، ففي اللحظات التي يبدأ فيها الزوجين رسم حياتهما المليئة بالود والمحبة،  يتفاجئ بأن الشوك هو سبيلهما، فمع تدخل أسرة أحدهما أو كلاهما في حياة الزوجين الخاصة، ينهي الحياة بينهما قبل بدايتها سواءًا بالانفصال خلال أيام أو أشهر قليلة من حفل الزفاف، أو بالدخول في حالة نفسية سيئة تقود صاحبها للاكتئاب ومن ثم جريمة في حق نفسه أو المحيطين به.

وفي هذا السياق تناقش "البوابة نيوز" تلك القضية التي تواجه الزوجين في بداية حياتهما، والعمل على تقديم حلول من خلال مناقشة خبراء النفس والاجتماع للوصول بالأسرة التي تعد نواة المجتمع إلي بر الأمان.

 

بعد 4 أيام زواج مع وقف التنفيذ.. هدتني بإنهاء حياتها قفزًا من الطابق الرابع بالهرم 
أنهت فتاة تدعى "هدى م أ" 21 سنة، حياتها قفزًا من الطابق الرابع بعد 4 أيام من حفل زفافها، وذلك على خلفية تعنيف أسرتها لها لوجود مشاكل في إقامة العلاقة الجنسية مع زوجها، فدخلت الفتاة العشرينية في حالة نفسية سيئة وغافلت زوجها وألقت بنفسها من الشقة، محل سكنها بحي الهرم غرب محافظة الجيزة لتنهتي حياتها بجثة وسط بركة من الدماء.

الفرح تحول إلي عزاء.. خالد يطعن نفسه بسكين لفشله في ليلة الدخلة بالبدرشين
أقدم "خالد ا" 26 سنة، علي إنهاء حياته طعنًا بسكين المطبخ بعد ساعة من إنتهاء مراسم حفل زفافه، الذي كان يمر بحالة نفسية سيئة، فقامت أسرته بزواجه لتغير حاله وفك كربه، ولكنه فور اختلائه بعروسه حاول الدخول بها عدة مرات، إلا أنه لم يوفق فقام بمغافلة العروس وذهب إلي المطبخ وأنهي حياته طعنًا بسلاح أبيض سكين ليلفظ أنفاسه الأخيرة وسط بركة دماء، لتتحول لحظات الفرح والسرور والبهجة في ليلة العرس، إلي صراخ وعويل وإنقلب الفرح لعزاء وسط حالة من الحزن الذي خيم علي أهالي قرية أبو رجوان القبلي التابعة لمركز ومدينة البدرشين جنوب محافظة الجيزة.

وقالت العروس أنه عقب اختلائهما داخل الشقة حاول المتوفي الدخول بها عدة مرات إلا أنه لم يوفق، فأوهمها بالدخول إلي الحمام ودخل إلي المطبخ وعند تأخره تتبعته فوجده غارقا في دمائه واستغاثت بأسرته، وأكدت العروس أن زوجها كان طبيعيا خلال مراسم حفل الزفاف.

المقبل على الزواج لابد أن يكون مؤهل نفسيا

وعلق الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، على تلك الحالات السابقة، قائلا: “إنه من الأهمية أن يكون الإنسان المقبل علي الزواج سواء شاب أو فتاة، أن يكون مؤهل نفسيًا وإجتماعيًا وخلقيًا، لكى يتحمل تبعات الزواج ولم يكن المقصود بالكفاءة الإجتماعية الجانب المادي كالشقة والمهر وغيرها، ولكن أن يكون يمتلك القوة النفسية لمواجهة الضغوط ويتمتع بقدر من الصلابة النفسية التي تؤهله لقيادة قواعد البيت الجديد في حياته الاجتماعية، والتي يمكن من خلالها تكوين أسرة مترابطة متماسكة يصعب فك أوصالها”.

 

الدكتور وليد هندي


 

70% من حالات الطلاق تكون خلال العام الأول من الزواج 

وأوضح هندي أن عدم التأهيل النفسي يعود بالسلب علي الحياة الزوجية، فمصر تحتل المركز الأول عالميًا في الطلاق، مشيرًا إلي أن 70% من حالات الطلاق تكون خلال العام الأول من الزواج نتيجة أن الطرفين غير قادرين على مواجهة المشكلات الإجتماعية، مشيرا إلى أن ذلك قد يؤدي إلي دخول أحد الطرفين أو كلاهما في حالات نفسية سيئة تصل بصاحبها إلي الإنتحار.

 

28 % من حالات الطلاق في مصر سببها تدخل الأهل
وأضاف أن تدخل الأهل سبب رئيسي في هدم الأسرة والمشاكل الزوجية التي تصل للطلاق، مفيدًا بأن 28% من حالات الطلاق التي تحدث في مصر سببها تدخل الأهل في العلاقة بين الرجل وزوجته والعكس، حيث يريد بعض الأهالي تبعية أبنائهم لهم تبعية مطلقة حتي عقب زواجهم وتلك التبعية تحمل الأبناء ضغوط نفسية كبيرة تقود إلي نهاية كارثية.

 

60 % من حالات الطلاق في مصر سببها مشاكل جنسية
وأشار الدكتور وليد هندي، إلي أن 60 % من حالات الطلاق في مصر سببها مشاكل جنسية عند الزوج نتيجة عادات وعيوب وراثية تجعل صاحبها حبيس المنكبين لعدم قدرته علي إرضاء الطرف الآخر الذي أيضًا يصاب بأمراض نفسية، لعدم قدرته علي أن يخبر أحد بمشكلته أو مشكلتها، الأمر الذي يؤدي فى نهاية الأمر إلى الانتحار.

 

وتابع: وكذلك عدم مراعاة الزوجة خلال العام الأول من الزواج سبب من الضغوطات النفسية لمرورها بما يسمي بإكتئاب ما بعد الزواج، واكتئاب ما بعد الحمل وهو ما يزيد من ضغوطاتها وقد تقدم علي انهاء حياتها أو إنهاء حياة أقرب الناس لها لعدم قدرتها علي السيطرة علي ضغوطها.

 

الظروف المادية.. والوحدة تؤدي إلى الأكتئاب

وأضاف إستشاري الصحة النفسية، أن العصبية المفرطة من قبل أحد الزوجين أو كلاهما تسبب الضغوط النفسية والعصبية التي تؤدي إلي عواقب وخيمة تصل لقتل أحدهما للاخر أو الانتحار للهروب من تلك العصبية، مشيرا إلي أن الظروف المادية قد تؤثر علي الزوج بصفة خاصة فتجعله أما عصبي أو انطوائي وكلاهما خطير يقود صاحبه للهلاك، وأيضًا الشعور بالوحدة وتغيب أحد الزوجين لفترة كبيرة يوميًا خارج المنزل وترك الآخر يعيش وحيدا بين أربع جدران هي أمرا يولد ضغوطات وأفكار غير سوية وإكتئاب وهلاوس يصل إلي ارتكاب صاحبها للجرائم أو التخلص من حياته، ومن هذا لابد أن يكون الزوجين المقبلين علي الزواج يتمتعان بالكفاءة النفسية ووضع مخطط لحياتهما للوصول بها إلي بر الآمان.

 

ومن جانبه قال الدكتور أحمد فخري أستاذ علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس، أن الزواج هو شراكة بين طرفين "الرجل والمرأة"، ونجد أن فترة الأحلام الوردية مثل "الرحلات والآكل فى المطاعم، التنزه على ضفاف النيل، الخروج فى أماكن جديدة، التزين، العطور، أحاديث الحب على ضوء القمر والخروج فى الأماكن الخضراء والمشمسة، وغيرها، تجعل الطرفين فى حالة من الحب وفى نهاية اليوم يذهب كلا منهم إلى بيت أسرته دون تحمل أى أعباء أو مسؤوليات، هذا هو واقع الحب وقصص الحب الرومانسى قبل الزواج.

الدكتور أحمد فخري 

 

العام الأولى من الزواج من أصعب السنوات

وأضاف أستاذ علم النفس، نجد أن العام الأولى من الزواج من أصعب السنوات لأن طرفى الشراكة ينصدموا بالواقع وتحمل المسؤولية، وأعباء الحياة من مأكل ومشرب وتوفير مستلزمات المنزل وغيرها، لذا نجد أن العام الأول يحتدم فيها الصراع مع الواقع وتتوقف حل الصراعات والبقاء على مقدار تحمل الزوجين وقدرتهم على التعامل مع المشكلات ووضع الحلول المناسبة ومقدار الحب ودرجه تمسك كل طرف بالاخر.


وتابع: نجد أن أغلب الشباب ينظر لفكرة الارتباط والزواج بنظره سطحية فالبعض يريد الحب والرومانسية، والبعض الآخر ينظر للزواج من أجل الشهوة، والبعض الآخر من أجل طفل يحمل اسمه أو لاشباع غريزه الأمومة.

 

أزدياد حالات الطلاق والمشاكل بين الزوجين خاصة فى السنوات الأولى

وأكمل فخري، أننا نجد أن أزدياد حالات الطلاق والمشاكل بين الزوجين خاصة فى السنوات الأولى من الزواج ترجع لصدمه ما بعد الارتباط، حيث يفاجىء كل طرف أن معلوماته عن الزواج لا ترتبط بالواقع، وأن أى شيء له ايجابيات وسلبيات وتتوقف فكره الارتباط على قدرات وامكانيات ورغبة كل طرف من اطراف العلاقه فى الحفاظ على الرباط المقدس.

ونصح الدكتور أحمد فخري، الأهل بأهمية توعية الأبناء بمفهوم الزواج ومعنى الشراكة الزوجية، كما نصح الشباب علي عدم الاستعجال والتروى عند الاختيار وأهمية فترة الخطوبة للتعرف على الطرف الآخر  وفهمه ودرجه الارتياح والتفاهم والتقارب فى التوجهات الفكرية والمنظور للحياة.