الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوارات

رئيس تحرير "البوابة نيوز" تُحاور وزيرة البيئة: نحتاج استثمارات بقيمة 200 مليار دولار لمواجهة التغيرات المناخية حتى 2030.. ياسمين فؤاد: توفير ٦٠٠ مليون دولار لأفريقيا لمواجهة تغير المناخ

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رئيس تحرير البوابة تُحاور ياسمين فؤاد وزيرة البيئة:

نحتاج استثمارات بقيمة 200 مليار دولار لمواجهة التغيرات المناخية حتى 2030

توفير ٦٠٠ مليون دولار لأفريقيا لمواجهة الآثار السلبية لتغير المناخ

أمريكا والصين تسعيان للالتزام بتعهداتهما لحماية المناخ 

د. ياسمين فؤاد: التحضير لـ«cop27» استغرق 11 شهرًا فقط.. وإنجلترا استعدت فى عامين وسنساعد الإمارات في الإعداد لـcop 28

الأطفال والمرأة الأفريقية لهما نصيب هائل بـcop 27

التظاهر مسموح به بطريقة منظمة وليست هناك دولة مستضيفة لقمة المناخ سمحت بمظاهرات داخل ساحات المؤتمر من قبل إلا مصر

حولنا شرم الشيخ إلى مدينة خضراء خلال 11 شهرًا 

ضيق الوقت وتعطل سلاسل الإمداد بسبب الحرب الروسية الأوكرانية تحديات تغلبنا عليها فى الإعداد للمؤتمر

قدمنا خطة استثمارية بـ15 مليار دولار لمشروعات تواجه التغيرات المناخية

قدمنا مبادرة للزراعة والأمن الغذائي وأخرى للأمن المائي وتقليل آثار تغير المناخ على الموارد المائية

مبادرة للتغذية والمحافظة على الصحة مبادرة لدعم قدرات المرأة الأفريقية لتكون أكثر صمودًا أمام آثار تغير المناخ

قمة المناخ وفرت فرص عمل لعدد كبير من العمالة بشرم الشيخ

لدينا هدف طموح بإنتاج ٤٢% من الطاقة الجديدة والمتجددة بحلول عام ٢٠٣٠

حضور أكبر عدد من الرؤساء و٣٨ ألف مشارك دليل على أن القضية هامة

نساعد الصين في مؤتمر التنوع البيولوجي لأننا سلمنا رئاسته في نوفمبر ٢٠٢١ ولا بد من استكمال رسالة مصر للعالم

كانت استضافة مصر لمؤتمر المناخ cop 27 علامة فارقة في تاريخ قمم المناخ، خاصة أن التحضير لهذه القمة تم خلال 11 شهرًا فقط، فيما تم الاستعداد لقمة cop 26 خلال عامين، وخرجت قمة cop27 بنجاح منقطع النظير، شهد به العالم أجمع، خاصة في ظل حضور 110 دول، وما يزيد على 38 ألف مشارك بالمؤتمر.

داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير «البوابة»، التقت على هامش المؤتمر الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، للحديث عن كيف تم الاستعداد لـcop 27، وكيف كان النجاح خلال الأسبوع الأول للقمة، وحجم التمويلات التي ستحصل عليها الدول الأفريقية.

أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، لرئيس تحرير البوابة، أن مصر قبِلت التحدي وكانت على قدر الموقف بتنظيم القمة على أفضل مستوى في ظل أنه تم الإعلان عن تنظيم مصر للقمة قبل 11 شهرًا فقط، وكان أمامنا تحد كبير هنا، وهو تحويل شرم الشيخ إلى مدينة خضراء خلال هذه المدة البسيطة وهو ما نجحنا فيه بالفعل. 

وأضافت «فؤاد»: أن الحرب الروسية الأوكرانية عطلت سلاسل الإمداد، وهو التحدي الآخر الذي تغلبنا عليه بتعويض هذا النقص سواء باستخدام بدائل مصرية أو تغيير الخطة لذلك.

وأشارت وزيرة البيئة، إلى أن مصر عملت على وضع خطة استثمارية للمشروعات التي تواجه التغيرات المناخية، وقدمنا خطة بـ١٥ مليار دولار وهذا جزء من احتياجاتنا التى تتعدى ٢٠٠ مليار دولار لنستطيع العمل والتصدى لآثار تغير المناخ لـ٢٠٣٠ فقط، فى أول حزمة هي للأولويات العاجلة.. وإلى الحوار.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رئيس تحرير البوابة تُحاور ياسمين فؤاد وزيرة البيئة

 

‎ بداية.. كيف تم التحضير والتنظيم لهذه القمة العالمية.. وما رؤيتك نحو توجه أنظار العالم إلى مصر وأفريقيا؟

‎- الأمر تم من خلال لجنة عليا يرأسها رئيس الحكومة الدكتور مصطفي مدبولي، بصفته رئيس اللجنة العليا للتغيرات المناخية وكانت البداية بـ١٠ وزراء ثم ١٥ وزيرًا، نتج عنها ١٥ مسارًا لشق التنظيم، حيث إن الأمم المتحدة لديها اتفاقية تسمى اتفاقية الدولة المضيفة وهي من التسعينيات، كما عملت الأمم المتحدة جنبا إلى جنب مع الحكومة المصرية لإعداد خطة عمل في المرحلة المبكرة في شهر فبراير الماضي بوضع خطة عمل عبارة عن ١٥ مسارًا، بتشكيل ١٥ مجموعة عمل من الوزارات المختلفة، بالإضافة إلى الاجتماع الأسبوعي برئاسة وزارتي البيئة والخارجية، حيث أنه لم يكن مسموحًا من الجانب المصري بتغيير أي تاريخ تم الاتفاق عليه. 

‎ووزارة البيئة قدمت تقريرًا أسبوعيًا لرئيس الوزراء خاصًا بآخر التطورات للاستعداد بفعاليات استضافة القمة، وذلك بالتعاون مع محافظ جنوب سيناء وكل جهات المحافظة.

‎ ما التحديات التى واجهت البلاد أثناء وقوع الاختيار الأممي عليها لتنظيم قمة المناخ cop27؟

‎- التحدي الحقيقي تمثل في أمرين، الأمر الأول في  الوقت خاصة أن الدورة السابقة في إنجلترا قامت بالتحضير للقمه لمدة سنتين، ودولة الإمارات العربية الشقيقة والتى سوف تنظم cop28 تم الإعلان عن تنظيمها من العام الماضي، فعندها مدة سنتين أيضا للتحضير الكامل، أما مصر كان أمامها فقط ١١ شهرًا ليس لتنظيم المؤتمر فقط، لكن لتحويل كامل مدينة شرم الشيخ لمدينة خضراء ثانيا مشكلة سلاسل الإمداد، حيث إن الحرب الروسية الأوكرانية عطلت سلاسل الإمداد فكنا نحاول أن نعوض النقص سواء باستخدام بدائل مصرية أو نغير الخطة لذلك.

‎ ما التفاصيل الخاصة بمنصة الاستثمارات لـcop27؟

‎- لكي تستطيع أي دولة الحصول على استثمارات لابد أن تكون لديها استراتيجية وأهداف واضحة وتشريعات تجعل العالم يعترف أن خطتها المقدمة هي خطة يمكن تنفيذها على أرض الواقع، ثانيا الرجوع والالتزام باتفاقية باريس للمناخ، ثالثا القطاع الخاص وعمل مواءمة بين الجهات الدولية، حيث إن الحكومة المصرية أخذت على عاتقها مسئولية كبيرة جدا، لأن الدول التى تقوم بعملية التنظيم تعتمد على التحضير اللوجيستي والتحضير الفني والسياسي، لكن مصر في ١١ شهرًا أصدرت استراتيجية وطنية لتغير المناخ، وأصدرت سيناريوهات خفض الكربون، بالإضافة إلى العمل لأول مرة لحزمة من المشروعات التى سوف تحتاجها الدول وهي الطاقة والمياه والتي أساسها منتج من الاستراتيجية الوطنية التى قامت بها وزارة البيئة مع الوزارات المعنية.

يأتي ‎هذا بالإضافة إلى خطة الإسهامات التى قامت بها البيئة مع الوزارات المعنية، وعرض تفاصيل المشروعات التى تمت بين وزارة البيئة مع الوزارات المعنية كما قامت وزارة التعاون الدولي بالتعاون الكبير مع البيئة لجذب مصادر تمويل، وهذا هو الأساس، لأن لو الأساس غير صحيح لن تستطيع الحصول على تمويل لعدم جدية المشاريع أو لانها غير قابلة للتنفيذ".

‎ هل جدية المشروعات المقدمة لصندوق المناخ هى التى تستحق الفوز بـ«التمويل»؟

- جدية المشاريع المقدمة هي التي تسهل أمر التمويل، حيث إن هناك دولًا قدم لها الوعود من أجل تمويل مشاريعها الخضراء والحد من تقلبات المناخ، ولكن لعدم وجود مشروعات واضحة لم تستطع الحصول على التمويل وبالتالي لم تنفذ، الأمر الثانى: نحن قمنا أيضا بالعمل على وضع خطة استثمارية للمشروعات التي تواجه التغيرات المناخية، وهذا الذي أطلقه رئيس الوزراء، منذ أمس الأول، في الجناح المصري، حيث إنه تم تقديم خطة بـ١٥ مليار دولار، وهذا جزء من احتياجاتك، والتى تتعدى ٢٠٠ مليار دولار، وذلك لكى تستطيع العمل والتصدى لآثار تغير المناخ لـ٢٠٣٠ فقط، فى أول حزمة هي للأولويات العاجلة، لكن الباقي سيتم عن طريق تحديد الاستثمارات وماهية الفجوات في التشريعات والسياسات من أجل معالجتها بالتوازي مع صندوق المناخ الأخضر من أجل وجود خطة استثمارية، سواء في قطاع الطاقة الجديدة والمتجددة، وفي الزراعة، المياه، وفي الصناعة، لأن هذه المجالات في فترات تغير المناخ لم تستطع تحقيق الربح، عكس الطاقة التى أصبحت أكثر ربحًا، لذلك فإن القطاع الخاص يبحث دائما عن مناطق الربح ويعمل بها، لذلك نسعى لمعرفة الفجوات لكي نستطيع تشجيع الاستثمار في هذه القطاعات خاصة أنها قطاعات أساسية، ثانيًا نحن نحتاج إلى توفير الطعام والشراب، والتكفل بالحياة الطبيعية وبالتالي لابد من التصدي لآثار تغير المناخ.

‎ ماذا عن أهم المبادرات الرئاسية المصرية دليل شرم الشيخ للتمويل العادل؟

‎- في المؤتمرات المناخية دائما تسعى الدولة المستضيفة لإعلان مجموعة من المبادرات الرئاسية على مستوي الدولة لأنها رئيسة المؤتمر، لذلك كل المبادرات تركز على أفريقيا والدول النامية، لذلك تم تقسيم أيام المؤتمرcop27 فيها يوم واحد للتخفيف، وباقي الأيام تأتى من أجل التكيف، وهذا الاهتمام الأكبر للقارة الأفريقية والدول النامية، ولذلك قدمنا مبادرة للزراعة والأمن الغذائي، ومبادرة للأمن المائي وتقليل آثار تغير المناخ على الموارد المائية، مبادرة للتغذية والمحافظة على الصحة، مبادرة لدعم قدرات المرأة الأفريقية لتكون أكثر صمودًا أمام آثار تغير المناخ، مبادرة لحماية الشواطئ والتكيف مع الآثار الخاصة بتغير المناخ واستخدام حلول من الطبيعة والحفاظ على التنوع البيولوجي والشعاب المرجانية، لأنها من المصادر المهمة للسياحة في قارة أفريقيا وبعض الدول النامية، بالإضافة إلى المبادرة الخاصة بحياة كريمة، ومبادرة المخلفات وتوفير فرص للوظائف بتوفر فرص عمل بحلول عام ٢٠٥٠ وهذ نبذة عن المبادرات التي تقدمها مصر للعالم خاصة الدول النامية وأفريقيا خلال القمة.

‎ ما التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية التى ألحقت الضرر بمصر وتم عرضها بالمؤتمر؟

أولا: تغير المناخ يؤدي إلى ارتفاع شديد في درجة الحرارة أو انخفاضها انخفاضًا شديدًا ما يؤدي إلى: ١- ندرة وجود الطعام لأنها تؤثر على إنتاجية المحاصيل، من أجل ذلك فإن أول حزمة مصر عملتها نتيجة لتغير المناخ هي البدء في إنتاج محاصيل مستنبطة وراثية لتضمن استمرار إنتاجها لحماية الأمن الغذائي.

٢- في حالة وجود مشكلة تغير المناخ مع فيضانات وسيول لم تكن تحدث في الدولة المصرية من قبل، ستغيب الاستثمارات مثل سيول أسوان العام الماضي وسيول راس غارب العام قبل الماضي ونتج عنها تهدم منازل، لذلك يجب مكافحة تغير درجات الحرارة، لأن السكان لم تستطع المواجهة وليس لديها القدرة للعيش في درجات حرارة عالية ووقتها ستؤثر على الطعام والمواصلات والمسكن، ‎لذلك كان يجب أن تكون الدورة الحالية للمؤتمر تمثل أفريقيا والدول النامية مثل جزر المالديف وهي من الدول المتضررة جدًا من تغير المناخ لأنها دولة جذرية واستضافت أول ورش عمل للتكيف وحضرت بنفسي لمؤازرة الوزيرة المالديفية رغم أن اللقاء كان من الممكن ألا يكون على مستوى وزاري، لكن ذهابي هناك كان رساله واضحة من مصر بالدعم والمؤازرة.

‎ ما المكاسب التى ستحققها مصر باستضافة cop27 محليًا وعالميًا خاصة في الاقتصاد والسياحة؟

أولًا: الترويج لمدينة شرم الشيخ ثانيا الترويج للدولة المصرية أنها قادرة على تنظيم مثل هذه المؤتمرات العالمية.

ثانيًا: عرض كل مشاريعها في المنطقة الخضراء. 

‎ثالثًا: السياحة ووصول أكثر من ٣٨ ألف مشارك من كل دول العالم وعرض إمكانية تنظيم مصر لأي حدث عالمي.

‎رابعًا: حزمة المشروعات وتوقيع مصر لتعهدات ومشروعات بقيمة ١٥ مليار دولار والفضل يرجع لخطة المشروعات وللاستراتيجية المعدة بصورة مميزة وتنظيم مصر لمؤتمر المناخ، ‎وكذلك الشراكات مع القطاع الخاص ومنها الهيدروجين الأخضر، وكما هو معروف أن تنظيم مؤتمر المناخ في أي دولة يحدث نقلة نوعية في هذه الدول، وخاصة في الملف البيئي وتلك كانت رسالة الرئيس عبدالفتاح السيسي، التي كان يسعى لإيصالها للجميع، رغم أن مصر قررت تنظم المؤتمر خلال أزمة كورونا، ولم يكن هناك أي بوادر على انتهاء الأزمة، لكن نظمنا المؤتمر حتى لا تضيع الفرصة على القارة الأفريقية.

‎كما أنه تم إعلان محافظة الوادى الجديد عاصمة البيئة العربية قبل قمه المناخ بحوالي ١٠ أيام، لأن هذا الامر تستحقه، بالإضافة إلى مساهمة الدولة في كونها تستضيف قمه أهمية لتغير المناخ، حيث أن وزارة البيئة عرضت الملف الخاص بخطة الدول تجاه المناخ والتصدى للتقلبات المناخية وتقلبات الطقس به، وقاد رئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولي هذا الملف ببراعة.

جانب من الحوار

‎ وماذا عن مكاسب شرم الشيخ بالتحديد من استضافتها لـcop27؟

- قمة المناخ استطاعت أن توفر فرص عمل لعدد كبير من العمالة الهائلة بشرم الشيخ، حيث نشطت السياحة بشكل غير مسبوق، وعادت إلى الازدهار، حيث أغلق البعض محلاتهم التجارية وعادوا إلى محافظاتهم، وبعد الاعلان عن استضافة مصر للقمة عادوا مرة أخرى إلى شرم الشيخ، حيث ان هناك عمالة قامت على توسيع الطرق والمشروعات والمؤتمرات وفي وسائل النقل، هذا بالإضافة إلى «العمالة الخضراء».

‎وهي العمالة التى عملت في منظومة المخلفات الصلبة البلدية للطاقة الجديدة والمتجددة، والتى من خلالها استطاعت بان توفر فرص عمل خضراء، لذلك هناك امل كبير بان القادم أفضل بكثير في تاريخ البلد على كل المستويات وفي كل المراحل، حيث أننا نخطط لنقطة نوعية.

‎ تستضيف مصر حاليا cop27 ويليها الإمارات cop28.. لاول مرة دولتين عربيتين بشكل متتالى.. فما مردود ذلك على العرب وأفريقيا؟

‎- عندما تسلمت مصر ملف ترؤس قمة المناخ من إنجلترا، تم التنسيق وعقد اجتماعات مطولة لمدة شهرين هما يناير وفبراير ٢٠٢٢، لذلك نسقت سكرتارية الأمم المتحدة  بين الدولة المستضيفة والدولة التي سلمت لها ملف المناخ، وتم عقد اجتماعات بالدولة المضيفة وبالفعل حدث ذلك، وتم نقل الخبرة والدروس المستفادة، والأمور التى عليهم تفاديها، وإعطاء تجاربنا من الناحية اللوجستية، وذلك لمدة سته أشهر، ‎حيث أننا سننسق ونتعاون مع الجانب الإماراتي ونسعى لحضور الاجتماعات سويا، وعقد لقاءات عديدة من أجل القمة، حيث أن الاجتماعات التى ستتم ستجرى من أجل متابعة أمر شرم الشيخ، حيث انه في هذه القمه جاء إلى البلاد حوالى ١١٠ دول، وهو عدد ليس بالهين من الناحية الأمنية والتنسيقية واللوجستية وغيرها.

‎ ما مكاسب البلاد من قمه المناخ cop27 بأيام «التمويل»؟

- تم توفير ما يقرب من ٦٠٠ مليون دولار للقارة الأفريقية لمواجهة التكيف مع الآثار السلبية للتغيرات المناخية، وتفعيل المبادرة الأفريقية للتكيف مرة أخرى، التى نوه عنها الرئيس عبدالفتاح السيسي بعام ٢٠١٥، حيث نقوم باحياء هذه المبادرة مرة أخرى في ظل استضافة البلاد لرؤساء وزعماء دول العالم، ومن ضمنهم الرئيس الأمريكي جون بايدن.

‎كما أننا نسعى ونحاول جاهدين لقيام الدول بالوفاء بتعاهدتها تجاه قمة المناخ، من خلال صندوق المناخ الأخضر وصندوق التكيف لهذه التعاقدات.

‎ اطلعينا على ملف المشروعات الخضراء وخاصة ملف الطاقة المتجددة الذي ستعرضه مصر بالقمة؟

‎- هناك ملف طموح وهدف طموح وضعته البلاد في خطة المساهمات الوطنية، وهو إنتاج ٤٢% من الطاقة الجديدة والمتجددة بحلول عام ٢٠٣٠، حيث تم تسريع الوتيرة في هذا الشأن، بالإضافة إلى الاتفاقيات التى تم توقيعها من أجل نشر طاقة الهيدروجين الأخضر، من خلال الهيئة الاقتصادية لقناة السويس وإنتاج الامونيا، هذا بجانب  ملف تحويل المخلفات إلى طاقة، كل هذه الأمور تجعل مصر على رأس الدول الأفريقية من حيث الاستدامة والسعى نحو الوصول إلى الطاقة المتجددة.

‎ في حوار سابق لـ«البوابة» مع وزير النقل أشاد بالتعاون مع وزارة البيئة لتحويل النقل إلى مستدام ويعمل بالطاقة المتجددة.. حدثينا عن هذا التعاون وما الوزارات التي تتعاونون معها في هذا المجال؟

‎- نتعاون مع الوزارات المختلفة لدمج البعد البيئي بخطط القطاعات التنموية، اعتقد وجود ١٥ وزيرًا بعيدا عن وزاراتهم بالقاهرة، ووجودهم بشرم الشيخ أكبر دليل على أن وزارة البيئة تعمل على دمج البعد البيئي بكل الخطط والقطاعات، حيث تم التعاون مع وزارة الري والزراعة والصناعة والبترول والنقل.

‎ ماذا عن مشروعات «نوفي» لمساعدة أفريقيا للتصدى للتغيرات المناخية؟ 

‎- مشروعات نوفي ساهمت في دعم الجانب الألماني والجانب الأمريكي للطاقة من أجل أفريقيا، بالإضافة إلى السعى إلى زيادة الطاقات الجديدة والمتجددة بالبلاد، من خلال إحلال وسائل النقل لتعمل بالكهرباء، والغاز الطبيعي.

‎ ما دور المجتمع المدنى تجاه تطبيق الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050 وبـcop27؟

‎- دور المجتمع المدنى كبير جدا في تطبيق استراتيجية البلاد للطاقة المتجددة، وتم إدخال حوالى ٣٨ جمعية من المجتمع المدنى لحضور مؤتمر قمه المناخcop27 بشرم الشيخ، حيث تم إقامة فعاليات كبرى بالمنطقة الخضراء والزراقاء بشرم الشيخ، حيث أنه عندما زاد سعر الدولار، ولم تستطع الجمعيات الأهلية دفع رسوم الفعاليات وتأجير الجناح لهم؛ قامت وزارتا البيئة والتضامن بتوجيه من رئاسة مجلس الوزراء بتحمل هذه الأمور، حيث أنه يوجد يوم خلال فعالياتcop27 يدعى المجتمع المدني، وهذا اليوم سيعقد على نطاق المنطقة الزرقاء والخضراء لقمة المناخ بشرم الشيخ.

‎ هل تعتقدين أن الالتزام الطوعي وليس الجبري يستطيع بأن يجعل الدول المتقدمة مثل أمريكا والصين بأن تفيا بالتزاماتهما المناخية؟

- ما يحدث بالعالم أصبح يجبر كافة الدول على الوفاء بالتزاماتها، حيث لا يوجد فرص لعدم الوفاء، خاصة أن آثار تغير المناخ أصبحت دامية على الجميع، سواء كانت للدول الغنية أو الفقيرة، أو الدول الأكثر انبعاثا أو الأقل انبعاثا.

‎ كيف وجدت تأثير التغيرات المناخية السلبي على الأطفال بأفريقيا وهم السلالة الأضعف في البشرية؟

‎- أثرت التغيرات على الأطفال بصورة كبيرة وعلى المرأة الحامل، حيث أن مصر بدأت منذ ثلاث سنوات العمل على دمج برامج المناخ في التعليم، كما أننا عملنا يوم خاص بذلك في cop27،  حيث إن هناك مبادرة خاصة بالتغذية بين وزارة البيئة والتربية والتعليم تختص بالأطفال من سن ٦ سنوات إلى ١٦ سنة من أجل ذلك.

 هل ستكون قمة عابرة مثل باقي القمم السابقة أم حاسمة بملف التغيرات المناخية؟

- أتمنى أن يكون مؤتمر شرم الشيخ مؤتمر للتحويل فعليا، وتستطيع الدول المتقدمة أن تضع على الطاولة الإجراءات الفعلية للمفروشات والتنفيذ، وعلى الصعيد الآخر بأن ترضى الدول النامية عن ما تم تحقيقه من خلال هذه القمة، حيث أن نجاح المؤتمر من فشله لا يترتب على الدولة المضيفة إنما الذي يترتب عليه هو توافق كافة الأطراف الموقع على هذه الاتفاقية، حيث لابد من جود تعاون متردد الأطراف، حيث جاءت إحدى الدول بتقديم اعتراض على ثلاث كلمات ظلت طاولة المفاوضات سنوات من أجل عودة الاتفاق.

‎ ما دلائل نجاح قمه المناخ cop27 بمصر؟

‎حضور أكبر عدد من لرؤساء، وهذا دليل على أن القضية هامة، الأمر الثانى وجود ٣٨ ألف مشارك وهذا يعد عددًا كبيرًا جدا مقارنة بمؤتمرات المناخ السابقة، بالإضافة إلى أن عدد الأجنحة الموجود على فعاليات قمه المناخ بشرم الشيخ أكثر من الذي كان موجود بجلاسكو، بالإضافة إلى كمية الأجانب الموجودة حاليا بالمنطقة الخضراء..فإن كل ذلك يمثل مؤشرات جيدة جدا ودليل على نجاح البلاد لاستضافة هذه القمة.

‎ ما موقف أمريكا والصين من قمة cop27 ومشاركتهما بفعالية وهم الأكثر في انبعاثات الغازات على مستوى العالم؟

‎- الولايات المتحدة الأمريكية شاركت بقمه المناخ، والرئيس الأمريكي يقدم كل المساعدات، والمبعوث الأمريكي جون كيري جاء إلى البلاد أكثر من مرة من يناير الماضي إلى مصر، ويقدم الجهد من أجل العمل على تقليل الانبعاثات، والمساعدة في وضع خطة أفريقيا لتقليل الانبعاثات التى تمت الموافقة عليها منذ شهرين، حيث أن الرئيس الأمريكي لظروف بلاده لم يستطيع الحضور يوم ٧ و٨ وهو الشق الرئاسي لقمة المناخ، لكنه حضر بالنهاية وألقى خطابًا أكد فيه التزام أمريكا بكافة تعهداتها الماليه تجاه الدول الأكثر تضررا من تأثيرات التغيرات المناخية، وهناك أكثر من أمر سيتم الإعلان عنه من خلال الرئاسة المصرية؛ فهذا دليل على سعيهم للالتزام نحو دورهم بقمة المناخ، أما بالنسبة للصين، فقد حضرت أعداد كبيرة منهم قمة المناخcop27، وشاركوا بها.

‎ ما تأثير التغيرات المناخية على المرأة الأفريقية وما نصيبها من cop27؟

‎- تأثرت المرأة الأفريقية من خلال السيول، والجفاف، والتصحر، وتضرر المحاصيل، لذلك لابد من عمل فرص عمل للمرأة وفتح مجالات للعمل، وإتاحة النقل والمياه والغذاء لأنها الأكثر تضررا من تغير المناخ

‎ بدأ الرئيس السيسي كلمته الافتتاحية لقمة المناخ cop27 بإطلاق دعوة لوقف الحرب بأوكرانيا، وبعدها أشاد أغلب زعماء العالم بمفتتح كلماتهم بهذا الأمر كيف ترين هذا الأمر؟

‎- يكفي ماهو موجود بالعالم من الأزمات، لأن الأزمة الروسية ساهمت في تغير المناخ، وتهدد وجودنا على البشرية، لذلك جاءت دعوة الرئيس من أجل البقاء على كوكب الأرض، وهي دعوة للإنسانية والتضامن من أجل البقاء على وجه الأرض

‎لماذا تنادي الدول العظمي بحقوق الإنسان وتغفل توفير مقومات الحياة الصحية والتنمية المستدامة للدول النامية  فيما تزال تنهب بعض الدول المتقدمة الثروات التعدينية بأفريقيا دون تعويضها؟

‎- هناك خلط بين قضية حقوق الإنسان، والحقوق المناخية والعدالة المناخية، حيث أن الذي يعمل بالعدالة المناخية فإنه قد عمل لسنوات كبيرة بمجال التكيف، أما قضية حقوق الإنسان فلها المسار الخاص بها، ومن وجهه نظرى فإن هناك أمورة كثيرة تخصصية بهذا الملف ليس لها علاقة ما نتحدث عنه، وأنه إذا تحدثنا عن العدالة المناخية فإنه يكفى فخرًا أن مصر تحدثت عن الأضرار على أجندة المؤتمر يوم الأحد الماضي، وعملنا ذلك من خلال حياه كريمة.

ما رأيك في تحول بعض فعاليات القمة لممارسات سياسية تخص الشأن المصري خاصة ملف السجين علاء عبدالفتاح؟

‎- استغلال المؤتمر لغير موضوعه وغرضه، أعتقد أن وزارة الخارجية ردت علي ذلك، كما أن مصر سمحت بالتظاهر، ولكن بطريقة منظمة، وليس هناك دولة مستضيفة لقمة المناخ سمحت بوجود مظاهرات داخل ساحات المؤتمر من قبل إلا مصر.

‎ما آمالك التى ترجيها من القمة وتطلعاتك كامرأة عربية من جهة ومسئولة بالدولة المستضيفة؟

- أشعر بسعادة كبيرة بما أراه اليوم لأنه حلم يتحقق، منذ أن كنت موظفة صغيرة بوزارة البيئة، وكنت أتفاوض على ملف تغير المناخ والتنوع البيولوجي، وأشهد وأنا على أعيش أكبر مؤتمرين عالميين للبيئة وهما قمة التنوع البيولوجي الرابع عشر ٢٠١٨ وقمة المناخ ٢٠٢٢، وهذا الأمر جاء بدعم من الرئيس عبدالفتاح السيسي، لأنه وضع قضية البيئة ضمن القضايا الوطنية، ورفع أهميته لهذا الحد ساهم في جذب المؤتمرات العالمية نحونا، ‎حيث أننى يكفينى فخرا وأنا وزيرة بهذه الحكومة أشهد هذا الحدث، لأنه حدث تاريخي، وكل علماء البيئة تعلم ذلك جيدًا، ويكفيني أنني كنت جزءً من هذا الأمر، وشاركت به، حيث أن كل العالم يتحدث عن هذا الحدث وهو نقلة نوعية بالبلاد.

‎ ما رسالتك لدول العالم المشتركة حاليا بـcop27 في شرم الشيخ؟

‎- لابد من العمل، وأن نشقى من أجل تحقيق المرجو من قمه المناخ، حيث أن لدينا فرصة لعمل نجاحات تمت بالفعل بدول أخرى بهذا الملف لابد من العمل بها.

‎ماذا بعد cop27 محليا وعالميا؟

‎- سوف أساعد الصين في مؤتمر التنوع البيولوجي لأننا سلمنا رئاسة المؤتمر في نوفمبر ٢٠٢١، ولابد من استكمال رسالة مصر العالم، والتى تتمثل في التعاون، والتكاتف مع الجميع من أجل الحفاظ على كوكب الأرض، حيث من المقرر أن أسافر كندا لمساعدة الجانب الصينى في اعتماد خارطة الطريق، كما أنه بعد ١٩ نوفمبر، فإن مبعوث المناخ سيتم استكمال التشاور معه حتى وصول الأمر إلى الإمارات.

أما عن الخطة الداخلية، فإن هناك استمرار للنهج الخاص بالمخلفات لباقي المحافظات المصرية، والاستثمار بالمحميات، واستكمال ماتم بمحميتى رأس محمد ونبق بجنوب سيناء، بالإضافة إلى استمرار العمل بملف الصناعة واستكمال دور مشروعات تغير المناخ.