السبت 21 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

تعرف على اضطراب ما بعد الصدمة وطرق علاجه

اضطراب كرب ما بعد
اضطراب كرب ما بعد الصدمة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

اضطراب ما بعد الصدمة هو أحد أمراض الصحة النفسية الشائعة تحفزه حالة مرعبة سواء مر بها الشخص نفسه أو حضرها، وقد تتضمن الأعراض، استرجاع الأحداث والكوابيس والقلق الحاد فضلاً عن عدم التحكم في التفكير بخصوص الحدث، ويواجه العديد من الأشخاص الذين يمرون بأحداث صادمة صعوبة في التأقلم والتكيف لفترة من الزمن، لكنهم غير مصابين باضطراب كرب ما بعد الصدمة فبمرور الوقت والرعاية الذاتية الجيدة، تتحسن حالتهم.

 لكن في حالة تفاقم الأعراض أو استمرارها لعدة أشهر أو ربما سنوات والتداخل مع وظائف الأجهزة، فقد يكون الفرد مصابًا باضطراب الكرب التالي للصدمة، والحصول على طرق العلاج الفعالة بعد ظهور الأعراض يمكن أن يكون ضروريًا لتقليل الأعراض وتحسين وظائف الأجهزة، ومن أعراض اضطراب كرب ما بعد الصدمة التي تبدأ أعراض اضطراب الكرب التالي للصدمة في غضون ثلاثة أشهر من الحدث الصادم، لكن أحيانًا قد لا تظهر الأعراض إلا بعد مرور سنوات من الحدث.

 وقد تتسبب هذه الأعراض في مشكلات بالغة في المواقف الاجتماعية أو على صعيد العمل والعلاقات، وتصنف أعراض اضطراب الكرب التالي للصدمة عمومًا إلى أربعة أنواع: “الذكريات الاقتحامية والتجنب والتغيرات السلبية في التفكير والمزاج والتغيرات في ردود الفعل الانفعالية”، والذكريات الاقتحامية هي ذكريات مؤلمة ومتكررة غير مرغوب فيها بخصوص الحدث الصادم، إحياء الحدث الصادم كأنه يحدث مجددًا (استرجاع الأحداث)، أحلام مزعجة عن الحدث الصادم، اضطراب عاطفي أو ردود أفعال بدنية حادة لشيء ما يذكرك بالحادث.
ومنها أيضا كل من التجنب، محاولة تجنب التفكير أو التحدث بخصوص الحدث الصادم، تجنب الأماكن أو الأنشطة أو الأشخاص الذين يذكرونك بالحدث الصادم، التغيرات السلبية في التفكير والمزاج، المشاعر السلبية حول ذاتك أو الآخرين، عدم القدرة على إدراك المشاعر الإيجابية، الشعور بالخدر الانفعالي، عدم الاهتمام بالأنشطة التي كنت تستمتع بها سابقًا، اليأس من المستقبل.
مشكلات بالذاكرة، وتتضمن عدم تذكر الجوانب الهامة للحدث الصادم، صعوبة الحفاظ على العلاقات الوثيقة.
 

ومنها التغيرات في ردود الفعل الانفعالية، الهياج ونوبات الغضب أو السلوك العدواني، الحذر الدائم من الخطر، الشعور المفرط بالذنب أو الخجل، السلوك المدمر للذات، مثل الإفراط في تناول الكحوليات أو القيادة بسرعة بالغة، اضطراب التركيز، اضطراب النوم، سهولة الفزع أو الخوف.
 

ومن شدة الأعراض التي قد تتفاوت بمرور الوقت، فقد تواجه عدة أعراض عند تعرضك للضغط النفسي غالبًا أو عند استحضار ذكريات الأحداث التي مررت بها، وعلى سبيل المثال، قد تسمع صوت انفجار سيارة وتسترجع أحداث الحرب كما لو أنها تحدث من جديد، أو قد تشاهد تقريرًا عن أنباء حول اعتداء جنسي وتشعر بالانكسار حيال ذكريات الاعتداء الذي مررت به.

- زيارة الطبيب:
إذا راودتك أفكار ومشاعر مزعجة بخصوص حدث صادم لفترة تزيد عن شهر أو إذا كانت هذه الأفكار والمشاعر حادة أو إذا شعرت بصعوبة في إعادة السيطرة على حياتك، فتفضل بالتحدث إلى اختصاصي الرعاية الصحية، فالحصول على العلاج بأسرع وقت ممكن يساعد على الوقاية من تفاقم أعراض اضطراب الكرب التالي للصدمة.
وإذا كنت تعاني من أفكار انتحارية، وفي حالة المعاناة الشخصية أو معرفة شخص لديه أفكار انتحارية، فتفضل بالحصول على المساعدة فورًا.

-أسباب اضطراب كرب ما بعد الصدمة:
يمكن الإصابة باضطراب الكرب التالي للصدمة، عند تجربة أو مشاهدة أو معرفة حدث يتضمن خطرًا يودي بالحياة أو يهددها أو إصابة بالغة أو انتهاكًا جنسيًا.

الأطباء غير متأكدين من سبب إصابة بعض الأشخاص باضطراب الكرب التالي للصدمة، كما هو الحال بالنسبة لمعظم مشكلات الصحة العقلية، قد تحدث الإصابة باضطراب الكرب التالي للصدمة نتيجة لمزيج معقد من:
مخاطر الصحة العقلية الموروثة، مثل ارتفاع مخاطر القلق والاكتئاب.
تجارب الحياة، وتتضمن مقدار الصدمة التي مررت بها وشدتها منذ الطفولة المبكرة.
الجوانب الموروثة لشخصيتك وتسمى غالبًا بالحالة المزاجية.
طريقة تنظيم الدماغ للمواد الكيميائية والهرمونات التي يطلقها جسمك استجابة للضغط النفسي.

-مضاعفات اضطراب كرب ما بعد الصدمة:
يمكن أن يفسد الاضطراب الكرب حياتك بالكامل وظيفتك وعلاقاتك وصحتك واستمتاعك بأنشطتك اليومية، وبإمكان الاضطراب أن يتسبب أيضًا في زيادة مخاطر مشكلات الصحة العقلية الأخرى، مثل:
الاكتئاب والقلق.
المشكلات المرتبطة بتعاطي المخدرات أو تناول الكحول.
اضطرابات الأكل.
الأفكار والسلوكيات الانتحارية.

-علاج اضطراب كرب ما بعد الصدمة:
بإمكان العلاج المساعدة على استعادة الشعور بالسيطرة على حياتك، والعلاج الأساسي هو العلاج النفسي، ولكن غالبًا ما يشمل الأدوية، ويمكن أن يساعد الجمع بين هذه العلاجات في تحسين الأعراض وتعليمك المهارات اللازمة لمعالجة الأعراض والمساعدة على الشعور بنفسك على نحو أفضل وتعلّم طرق للتكيف في حال حدوث أي أعراض أخرى.

كما يمكن أن يساعد العلاج النفسي والأدوية أيضًا إذا كنت تعاني من مشكلات أخرى متعلقة بتجربة صادمة، مثل الاكتئاب والقلق أو إساءة تناول الكحول أو العقاقير، ولا يلزم محاولة التعامل مع عبء الاضطراب بنفسك.
العلاج النفسي
يمكن استخدام عدة أنواع من العلاج النفسي، لعلاج الأطفال والبالغين المصابين بالاضطراب،  بعض أنواع العلاج النفسي المستخدم يشمل:

العلاج المعرفي ويساعد هذا النوع من العلاج بالكلام في التعرف على طرق التفكير (الأنماط المعرفية) التي تعيق تقدم حالتك على سبيل المثال، الطرق السلبية أو غير الدقيقة لإدراك المواقف العادية وبالنسبة لاضطراب الكرب التالي للصدمة، غالبًا ما يستخدم العلاج المعرفي مع العلاج التعرضي.
العلاج التعرضي ويساعد هذا العلاج السلوكي على مواجهة ما يخيفك بأمان، وبالتالي يمكنك تعلم كيفية التكيف مع هذه المخاوف بشكل فعّال. يستخدم أحد مناهج العلاج التعرضي برامج "الواقع الافتراضي" الذي يسمح بإعادة إدخال المكان الذي واجهت فيه الصدمة.
إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة (EMDR). 

يجمع منهج إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة بين العلاج التعرضي وبين سلسلة من حركات العين الموجهة التي تساعد على معالجة الذكريات الصادمة وتغيير طريقة التفاعل مع هذه الذكريات.
ويمكن لجميع هذه المناهج المساعدة في السيطرة على الخوف الدائم بعد الحدث الصادم، بإمكان اختصاصي الرعاية الصحية مناقشتك في نوع العلاج أو العلاجات المشتركة التي تلبي احتياجاتك على أفضل نحو.

يمكنك تجربة العلاج النفسي الفردي أو العلاج النفسي الجماعي أو كليهما، ويمكن أن يوفر العلاج النفسي الجماعي وسيلة للتواصل مع الآخرين ممن لديهم تجارب مماثلة.

الأدوية
مضادات الاكتئاب بإمكان هذه الأدوية المساعدة في التغلب على أعراض الاكتئاب والقلق. كما يمكنها المساعدة على تحسين مشكلات النوم والتركيز. 

تمت الموافقة على مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRI) وأدوية سيرترالين (زولوفت) وباروكسيتين (باكسيل) من جانب هيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) لعلاج اضطراب الكرب التالي للصدمة.
الأدوية المضادة للقلق.

 يمكن لهذه الأدوية أيضًا أن تحسن مشاعر القلق والضغط النفسي لفترة قصيرة بغرض تخفيف القلق الحاد والمشاكل المرتبطة بهذا القلق وبما أنه من المحتمل إدمان هذه الأدوية، فلا يتم تناولها عادة على المدى الطويل.