كشفت دراسة حديثة عن وجود صلة بين الحالات العاطفية والخلل في القناة الهضمية(القولون العصبي)، مؤكدة وجود وأهمية ما يسمى "محور القناة الهضمية" في تحديد السلامة العاطفية والتمثيل الغذائي.
وبحسب ما نشر في موقع “العربية”، تم تحديد عدة عوامل تساعد مرضى القولون العصبي على الاصابة بخلل في القناة الهضمية ومرتبطة بالحياة الاجتماعية والسلامة العاطفية ومنها:
1) ضغوط الهزيمة الاجتماعية
توصل الباحثون إلى أن الفئران التي تعاني من الإجهاد النفسي، أظهرت نسبة عبور معوية أعلى وسلوكيات مرتبطة بالألم الحشوي، وهي سمات مميزة للقولون العصبي.
2) ضغط جسدي أو عاطفي
يقول البروفيسور سايتوه إنه تم التركيز خلال الدراسة "على نموذج الهزيمة الاجتماعية المؤقتة المزمنة وتم تقييم تأثير الضغط العاطفي على الأمراض المعوية، بالإضافة إلى تقييم إمكانات النموذج كنموذج حيواني جديد لحالات القولون العصبي ".
3) اختبار التفاعل الاجتماعي
في اليوم الحادي عشر، تم إجراء اختبار التفاعل الاجتماعي لتقييم ظروف الإجهاد لحيوانات التجارب. تم تقدير الإجهاد أيضًا من خلال تقدير كمية الكورتيكوستيرون في البلازما، واختبار مرور وجبة من الفحم عبر الأمعاء. قام الباحثون أيضًا بتقييم الفئران من حيث النفاذية المعوية وتكرار التغوط ومحتوى البراز.
وتبين أن نسبة عبور الفحم، التي تدل على المرور عبر الأمعاء، كانت مرتفعة بشكل ملحوظ في الفئران التي خضعت لضغط عاطفي مقارنة بالفئران في المجموعة الضابطة، التي لم تتعرض للإجهاد. ولكن كانت التأثيرات ضئيلة في الفئران، التي خضعت لضغط جسدي. كما زاد تواتر التغوط ومحتوى الماء في البراز في الفئران المعرضة لضغط عاطفي.
4) أعراض شبيهة للقولون العصبي
استمرت هذه التأثيرات لمدة شهر واحد بعد التعرض للضغط، بالإضافة إلى أنه لم تكن هناك فروق ذات دلالة إحصائية في الحالة المرضية ونفاذية الأمعاء بين فئران المجموعة الضابطة أو المجموعة المجهدة عاطفياً، مما يشير إلى عدم وجود تغييرات على مستوى الأنسجة بسبب الإجهاد.
يقول بروفيسور سايتوه: "تشير النتائج إلى أن الإجهاد المزمن لدى الفئران يثير أعراضًا شبيهة بأعراض القولون العصبي مع الاسهال، مثل التفاقم المعوي المزمن وفرط التألم البطني، دون وجود آفات معوية".
5) ملاحظة مثيرة للدهشة
ومن المثير للاهتمام، أن الباحثون اكتشفوا أن التغيرات في حركية الأمعاء في حيوانات التجارب تحسنت عندما عولجت فئران نموذج الهزيمة الاجتماعية المؤقتة المزمنة باستخدام دواء يستخدم سريريًا لعلاج القولون العصبي.
6) دور القشرة المخية
وفي حديثه عن آليات هذه التأثيرات، يقول بروفيسور سايتوه: "من جانب محور الأمعاء والدماغ، إن هناك ترجيحات بأن القشرة المخية تلعب دورًا مهمًا في تحديد النمط الظاهري للفئران المجهدة عاطفياً". إن القشرة المعزولة هي جزء من الجهاز العصبي المركزي العلوي الذي يتحكم في وظائف الجهاز الهضمي ويشارك في عملية التعامل مع الإجهاد النفسي.