لا شك أن اللعب في كأس العالم وتمثيل الوطن في البطولة الأهم والأغلى علي مستوى العالم، هو الحلم والهدف الأول الذي يراود جميع اللاعبين مهما كان تاريخهم أو أسمائهم، ومهما كانت البطوللات التي حققها اللاعبيين مع أنديتهم. وسعى كثير من النجوم وأساطير في كرة القدم إلى المشاركة في الحدث الكروي الأكبر إلا أن الحظ لم يحالفهم في ذلك، ليعتزلوا اللعبة قبل أن يشاركوا في المونديال حتي ولو لمرة واحدة فقط.
وفي هذا التقرير نرصد أبرز النجوم الذين لم يشاركوا في أي من نسخ كأس العالم:
ريان جيجز
يعد الويلزي ريان جيجز أحد أبرز اللاعبين في تاريخ نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، كما يعتبر من ضمن الأكثر تتويجا بالألقاب في كرة القدم الإنجليزية، وكان رصيده مليئا بالجوائز والإنجازات، وتعذر عليه اللعب في المونديال، إذ لم ينجح منتخب ويلز في الوصول إلى النهائيات عندما كان جيجز لاعبا في صفوف المنتخب، حيث اقتصرت مشاركة منتخب ويلز على مرة واحدة عام ١٩٥٨، أي قبل ولادته. ويبدو أن تفضيل لاعب مانشستر يوتايتد السابق لتمثيل منتخب بلاده ويلز لم يكن بالقرار الصائب رغم أن الفرصة كانت متاحة أمامه لتمثيل منتخب أنجلترا، الذي لبع في صفوفه عندما كان لاعبًا شابًّا، إلا أن جيجز أصبح لاعبًا دوليًا مع ويلز في عام ١٩٩١.
جورج ويا
أفضل لاعب في العالم وأوروبا وأفريقيا في موسم واحد عام ١٩٩٥، لم يستطع التأهل مع منتخب بلاده لكأس العالم على الرغم من أنه كان قريبًا من اللعب في نسخة ٢٠٠٢ في كوريا واليابان. ولا يزال الليبيري جورج وياه هو اللاعب الأفريقي الوحيد الذي فاز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، حيث قدّم إنجازات رائعة خلال مسيرته مع الأندية، ولعب مع فرق كبيرة في أوروبا على غرار ميلان وتشيلسي وباريس سان جيرمان ومانشستر سيتي، ولكن هذا لم يُترجَم حقًا إلى نجاح على المستوى الدولي. خاض وياه أول مباراة دولية له مع ليبيريا في عام ١٩٨٦، وقد لعب خلال مسيرته ٦١ مباراة دولية وأحرز ٢٢ هدفًا، إلا أنه لم يستطع قيادة المنتخب الليبيري إلى نهائيات كأس العالم، وكان أقرب للتأهل للمونديال في عام ٢٠٠٢، عندما حل في وصافة مجموعته بفارق نقطة عن المنتخب النيجيري الذي اقتنص بطاقة العبور للحدث العالمي.
إريك كانتونا
تسببت مشاكل وعصبية أسطورة نادي مانشستر يونايتد إيريك كانتونا في حرمانه من اللعب في كأس العالم ١٩٩٨ مع المنتخب الفرنسي الفائز بتلك النسخة، بعد حادثة اعتدائه على أحد مشجعي كريستال بالاس بركلة "الكونغ فو" الشهيرة عندما كان لاعبًا في مانشستر يونايتد، كلفته مكانه في تشكيلة الديوك، حيث تعرّض للإيقاف لمدة ٨ أشهر من لعب كرة القدم. وكان إريك كانتونا من أفضل اللاعبين الذين لعبوا في الدوري الإنجليزي الممتاز بقميص نادي مانشستر يونايتد، وقد أحرز أكثر من ١٦٠ هدفا في مسيرته الكروية، وكان قريبا من المونديال، إذ كان منتخب فرنسا على أعتاب التأهل في عام ١٩٩٤ إلا أنه خسر من بلغاريا في المباراة الحاسمة.
ألفريدو دي ستيفانو
على الرغم من مشاركته مع ٣ منتخبات مختلفة (الأرجنتين وكولومبيا وإسبانيا)، لم يظهر أسطورة ريال مدريد، ألفريدو دي ستيفانو، في أي نسخة من بطولات كأس العالم، حيث كان ظهوره الأول على الساحة الدولية في عام ١٩٤٧، عندما لعب لموطنه الأصلي الأرجنتين، وسجل ٦ أهداف في ٦ مباريات ليساعدهم في الفوز بكأس كوبا أمريكا، وبعد ٣ سنوات انسحبت الأرجنتين من نهائيات كأس العالم ١٩٥٠ بالبرازيل بسبب خلاف مع الاتحاد البرازيلي، وبالتالي حُرم دي ستيفانو من الظهور بالمونديال. وعقب الأزمة التي هزت كرة القدم الأرجنتينية، قرر دي ستيفانو تمثيل المنتخب الكولومبي، حيث لعب ٤ مباريات غير رسمية، وعند حل الأزمة في الأرجنتين، مُنع الأسطورة المدريدية من اللعب مع منتخب بلاده بسبب مبارياته مع كولومبيا، وهو ما أجبره على الحصول على الجنسية الإسبانية. وغاب دي ستيفانو عن كأس العالم ١٩٥٨ بالسويد بعد فشل إسبانيا في التأهل، ثم ساعد المنتخب الإسباني في التأهل لنسخة مونديال ١٩٦٢ في تشيلي؛ لكن الإصابة منعته من المشاركة.
جورج بست
لم يستطيع جورج بست الصعود بمنتخب أيرلندا الشمالية إلي كأس العالم رغم أنه كان من أفضل اللاعبين حول العالم في مركز الجناح، وركيزة أساسية في نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، كما حصد جائزة الكرة الذهبية عام ١٩٦٨. ولم يحقق بست هدفه بالظهور في كأس العالم ١٩٦٦، ولكن بعد إعتزاله تمكنت إيرلندا من التأهل لنسختين كأس عالم ١٩٨٢ و١٩٨٦. إذ تأهلت أيرلندا الشمالية إلى النهائيات عام ١٩٨٢، وحينها كان قد بلغ عامه الـ٣٦ وشارف على نهاية مسيرته.
محمود الخطيب
على المستوى العربي، يعد النجم المصري السابق محمود الخطيب من أبرز الذين غابوا عن كأس العالم رغم تألقه الكبير على المستويين المحلي والأفريقي على مدار السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، لكنه فشل في الصعود مع المنتخب المصري للمشاركة في كأس العالم خلال فترة وجود في الملعب.