تعد فجوة المهارات الرقمية من أكثر المشكلات الأكثر إلحاحًا على الصعيد العالمي حيث تعاني العديد من الدول من نقص المهارات الرقمية في ظل مضاعفة عمليات الرقمنة وزيادة اعتماد معظم القطاعات الاقتصادية على حلول تكنولوجيا المعلومات، وتسعى غالبية هذه الدول وبالأخص الدول الإسكندنافية لابتكار حلول عاجلة وإطلاق مبادرات نوعية بهدف سد الفجوة بين المهارات المتوفرة بالفعل وتلك التي تحتاجها أسواق العمل سواء في الوقت الحاضر أو في المستقبل.
وترى هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا» أن هذه الفجوة تمثل فرصة واعدة للشركات المحلية العاملة بقطاع تكنولوجيا المعلومات المصري لاختراق هذه الأسواق وكذلك تفتح الباب أمام الشباب المصري من المطورين والمبرمجين للعمل بهذه الدول عن بُعد.
ويؤكد المهندس عمرو محفوظ، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا» على قدرة الشباب المصري على سد هذه الفجوة من خلال تصدير المواهب والمهارات الرقمية من جهة، وجذب الشركات العاملة في مجال خدمات تعهيد تكنولوجيا المعلومات إلى السوق المصري من جهة أخرى.
وأشار «محفوظ» إلى الجهود التي تقوم بها الهيئة في هذا الصدد من خلال الترويج لمصر كمقصد غني بالمهارات الرقمية ووفرة الكوادر المؤهلة عمليًا ونظريًا حيث يتخرج سنويًا نحو 50 ألف مصري بشهادات متخصصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من إجمالي 600 ألف خريج جامعي، بما يعزز من فرص وقدرة مصر على جذب المزيد من الشركات الأجنبية في السوق الأوروبي وخاصة العاملة بالدول الإسكندنافية، مشيرًا إلى شركة «سودر هاب - Söderhub» السويدية المتخصصة في التوظيف والتي أعلنت عن افتتاح مقرًا لها في مصر الأسبوع الماضي في حفل رسمي عُقد بالسفارة السويدية.
وأشار «محفوظ» إلى أن الهيئة بدأت مباحثاتها مع الشركة العام الماضي بهدف تحفيز الشركة على الاستعانة بالمبرمجين المصريين والمطورين للعمل عن بُعد للعمل وتصدير الخدمات للشركات بدول شمال أوروبا، مضيفا أن الشركة تستهدف خلق 1000 فرصة عمل في مصر خلال الثلاث سنوات المقبلة.
ونشر موقع «الكومبس»، وهو موقع سويدي متخصص في الخدمات الإعلامية باللغة بالعربية، تقريرًا عن افتتاح الشركة في مصر تحت عنوان «مبرمجون مصريون لحل فجوة المهارات التقنية في السويد»، القى من خلاله الضوء على فجوة المهارات التقنية التي ستعاني منها السويد في السنوات المقبلة، لافتًا إلى قيام كلا من رائدة الأعمال السويدية أورورا بيلفراج، ورجل الأعمال المصري مجدي شحاتة، بإنشاء الشركة والتي تسعى من خلالها لحل هذه الأزمة والتي حذرت منها الجمعية السويدية لصناعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وأكدت وجود عجز متوقع في عدد المبرمجين بحلول عام 2024 بما يعادل 70 ألف مبرمج.
وتشير العديد من الدراسات المتخصصة إلى أن المهارات المتعلقة بالمجالات الرقمية وتكنولوجيا المعلومات والبرمجة هي المهارات التي ستشهد نقصًا حادًا خلال السنوات المقبلة في حين يتوقع الاتحاد الأوروبي وجود نقص في العمالة المتخصصة في أوروبا في هذه المجالات والتي تصل إلى حوالي 500 ألف متخصص في تكنولوجيا المعلومات، ويشير إلى أن 50٪ من الشركات الأوروبية واجهت بالفعل صعوبة في تعيين موظفي تكنولوجيا المعلومات.