ينفتح الشعر على التجربة الإنسانية اللانهائية، متحركًا في فضاء الخيال والدهشة، محاولا إعادة بناء الوجود عبر أصواته الحميمية القريبة من روح المتلقي، ويُعد الشعر هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس التي تجوب الوعي الإنساني واللاوعي أيضًا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر.
تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.
واليوم ننشر قصيدة بعنوان: "كلمات في الحب" للشاعر الراحل نجيب سرور.
آمنت بالحب من فيه يبارينى
والحب كالأرض أهواها فتنفينى
إنى أصلى ومحراب الهوى وطنى
فليلحد الغير ماغير الهوى دينى
ماللهوى من مدى
فاصدح غراب البين
هذى غمود المدى
أين المداوى أين؟
ألوجد يلفحنى لكنه قدرى
يانار لا تخمدى باللفح زيدينى
أنا الظما إن شكا العشاق من ظمأ
شكوت وجدى إلى وجدى فيروينى
جاء الطبيب وقال:
«أنا العليل .. أنا»
يافرحة العذال
فمن أكون أنا؟
تخذت من وحدتى إلفا أحاوره
من لوعة القلب ترياقا يداوينى
رافقت حتى الفراق لأنه قدرى
فيا رفاقى رأيت البعد يدنينى!
بعدت كى اقترب
وقربت كى ابتعد
ياويحه المغترب
ما للهوى من بلد!
ياقلب بالله لا تسكت فإن مدى
من القرون غراماً ليس يكفينى
صفق وزغرد وقل هاتوا سهامكم
يا ليت كل سهام العشق ترمينى
ما نفع نبضك إن لم يستحل دمى
إن لم ترق يا دمى ماذا سيرقينى
مضى الشباب هباء
يا ليت كنا عشقنا
ها نحن أسرى الشقاء
فى العشق هلا أفقنا!
هجرتكم وشبابى فى الدماء لظى
وجئتكم وحريق الشيب يطوينى
سلوا الليالى هل ضنت بنائبة
سلوا النوائب.. يا دور الطواحين!
آمنت بالحب من فيه يبارينى
والحب كالأرض أهواها فتنفينى