بدأت القوات الصومالية تصعيد عملياتها العسكرية ضد ما تسمى حركة «الشباب» الإرهابية، لوقف نزيف الإرهاب داخل البلاد، لا سيما العمليات النوعية داخل العاصمة مقديشو، إذ لا تزال الصدمة الكبيرة التي عايشها الشعب الصومالي إثر التفجيرين المتتاليين اللذين شهدهما تقاطع «سوبي» التجاري النشط وأوديا بحياة أكثر من ١٠٠ قتيل ملموسة في أحاديثهم وما يطرحونه في وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة أن المكان ذاته شهد حادثة هي الأفظع قبل خمسة أعوام، حيث مر سكان العاصمة الصومالية بكثير خلال العقود الماضية شأنهم شأن مناطق البلاد الجنوبية، لذا طوروا آليات للتكيف والمقاومة تفاوتت بحسب ما تتيحه الأوضاع.
عمليات عسكرية
مع تصاعد العمليات العسكرية التي تنفذها القوات الحكومية الصومالية بمساندة متطوعين من أبناء محافظات جنوب البلاد، يزداد وضع حركة «الشباب» الإرهابية حرجًا، لا سيما مع الهزائم التي تتكبدها وسلسلة الانسحابات غير المسبوقة التي أجبرت عليها، إلا أن الحركة الإرهابية أثبتت أن في جعبتها مزيدًا من الرعب والعمليات الدامية التي يمكنها أن تثبت وجودها عبرها وإن أدى ذلك إلى سقوط مئات الأبرياء قتلى وجرحى وتدمير ممتلكات العشرات وإفقار أضعافهم ممن يفقدون معيليهم وموارد رزقهم.
التصعيد الذي أعلنه رأس السلطة الصومالية تجاه الحركة الإرهابية ونجاحها في تنفيذ عملية بالحجم الذي حصل أخيرًا أثار تساؤلات بعضهم، حيث أكد مراقبون، أنه لم يكن خفيًّا الإصرار الذي أظهره الرئيس حسن شيخ محمود على المضي قدمًا نحو نقل المعركة إلى معاقل الحركة المتطرفة مع التركيز على تجفيف مواردها المالية. وأشار المراقبون إلى أن فرض التزام المؤسسات التي تقدم الخدمات المالية والاتصالات بقرارات تسمح بتتبع مصادر تمويل الحركة لمحاسبة من يسهم في دعمها ماديًّا، والدعوة إلى عدم الانصياع وراء التهديدات التي توجهها للتجار ورجال الأعمال بغرض ابتزازهم والحصول منهم على إتاوات تحت مسميات الزكاة والضرائب.