يعتبر الملك “توت عنخ أمون” واحد من أهم ملوك مصر القديمة، كما أن مقبرته تعد الأهم من حيث الاكتشافات التي وجدها الخبراء ومن بين تلك الكنوز التي اكتشفت في المقبرة 6 عربات حربية للملك، وكانت احدى العربات عبارة عن أجزاء منفصلة، تضم حوالى مئتي قطعة فيها العديد من الكسور، ومعظم الأخشاب ملتفة، بسبب الجفاف الشديد الذي كانت المقبرة تعانيه.
بلغ حجم التفاف العجلات حوالي ربع محيطها، بسبب الفقد التدريجي للماء الموجود داخل جدران خلايا الخشب، مما يؤدي لانكماشها، وبالتالي انكماش الخشب نفسه، وتغير أبعاده وتعرضه للتشوه والالتفاف، وفق لقمة وكانت العربة تعاني من وجود العديد من الشروخ بأجزائها المختلفة، مما أدى إلى إضعافها وانفصال معظم طبقات الزخرفة عن مواضعها، وفقدان العديد من الأجزاء المهمة فيها.
تمثلت أصعب مراحل ترميم العربة في عملية استعدال الأخشاب الملتفة لإعادتها إلى شكلها وأبعادها الأصلية، وبالرغم من أن الإمكانيات والمعدات في سبعينيات القرن الماضي كانت محدودة جدا، فقد لجأت إلى تقنيات كانت لا تزال حديثة في ذلك الوقت لعلاج الخشب الملتف، وفي حالة عجلات العربة، والتي مثلت أصعب عمليات العلاج نظرًا لأنها مشكلة أساسًا في خشب منحن، فاقتضى الأمر عمل إطارات من خشب التيك الذي لا يتأثر بالتغير في ظروف الرطوبة المحيطة، بحيث تتطابق في الشكل والأبعاد مع الشكل والأبعاد الأصلية لكل سدس من الأسداس المنفصلة للعجلة.
زخرفت العربة بأشكال نباتية كاللوتس والمندراك وأشكال هندسية متنوعة واستخدمت في تزيينها أحجار مختلفة الألوان وعجين الزجاج وهي من الخشب المذهب، وكانت تعرض سابقا بالمتحف المصري بالقاهرة، وهي اليوم في المتحف المصري الكبير بالجيزة لتعرض مع جميع مقتنيات الملك الذهبي وكنوزه مستقبلا.
