تحل اليوم الجمعة الموافق 11 نوفمبر ذكرى ميلاد الروائي السوفيتي فيودور ميخايلوفيتش دوستويفسكي، الذي صنف من أفضل الروائيين عبر التاريخ في العالم.
فيودور دوستويفسكي تأثر بشقيقه الكاتب ميخائيل دوستويفسكي الذي روحل في ريعان شبابه صغيرا في عمر الـ43 عاما، وكتب أولى رواية له بعنوان (الشبيه) سنة 1846 تزامنا مع رواية (التعساء) التي نشرها خلال نفس الشهر يناير من ذات العام.
وكتب دوستويفسكي مجموعته القصصية القصيرة الأولى سنة 1846 بعنوان (السيد بروخارشين) عن تجربة حقيقية عاشها ومر بها في حياته الشخصية، وكتب روايته الأشهر عالميا والأخيرة له بعنوان (الإخوة كارامازوف) عام 1880.
وصل إجمالي عدد الروايات التي كتبها دوستويفسكي إلى نحو 16 رواية، بالإضافة إلى 16 مجموعة قصصية أخرى، وذلك خلال 34 عاما في الفترة ما بين 1846 إلى 1880.
كانت لمربية "دوستويفسكى" دورًا كبيرًا فى حبه واهتمامه بالأدب والخيال، حيث اعتادت على قراءة رواية الأساطير له، فقرأ فى الأدب فى عمر مبكر، ثم تخرج وعمل مهندسًا لفترة، وكان يترجم كتبًا من أجل جنى المال.
كتب روايته الأولى "المساكين" فى اربعينيات القرن التاسع عشر، والتى كانت سببًأ رئيسيًا فى دخوله مجال الأدب، بعدها انضم لرابطة بيتراشيفسكى السرية والتى كانت تعمل ضد النظام الروسى حينذاك، فتم القبض عليه عام 1849، وحكم عليه بالإعدام، ثم خفف الحكم للأشغال الشاقة.
انضم "دوستويفسكى" إلى عالم الصحافة، ونشر فى مجلات ادبية عديدة، ونشرت له مجموعة مقالات خلال أعوام 1873-1881 تحت عنوان "مذكرات كاتب"، ثم بعد ذلك واجه صعوبات مالية جعلته متسولا، ليصبح بعدها اعظم واشهر كاتب روسى.
تميزت أعماله بتجسيد جميع أنماط المجتمع، النبيل والفلاح، الغنى والفقير، المتدين والماجن، الطيب والشرير، واهتم بالمرأة فى أعماله فصورها المستضعفة ، وضحية للرجل ، والضعيفة، والمقهورة ، والمستباحة، وصورها ايضا العقلانية التى تركز على مصلحتها الشخصية فقط، وايضا المرأة الحالمة، والمتدينه ، واللعوب .
جسد فى أعماله الصراع النفسى الذى عانى منه المجتمع الروسى خلال حُقبةٍ مضطربة سياسيًا واجتماعيًا، فتناول قضايا الانتحار، والفقر، والخداع ، والأخلاق، كما ركز على الأحلام فى قصّة "الليالى البيضاء"، وعلاقة الأب وابنه فى "المراهق"، وتعد روايته "الإخوة كارامازوف" أطول أعماله على الإطلاق وأعظم إبداعاته.
توفى دوستوفيكى عام 1881، بعد إصابته بنزيف فى الرئة، وننزل خبر وفاته على الجميع كالصاعقة، وكان مشهد جنازته رهيبًا، حيث لم تشهد روسيا يومًا مثل جنازة دوستويفسكى، والتى ضمت حوالى ثلاثين ألف شخص، واضطرت الشرطة حينها الى غلق بوابات سان بطرسبرج، لإيقاف مشاركة محبيه فى الجنازة لكثرة عددهم خشية من الفوضى، ثم تحول منزله الى متحف بعد وفاته.