الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

في ذكراها.. قصة مراهق تسبب في اشتعال الحرب العالمية الأولى

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

برصاصتين من مسدس"براوننغ 9 ملم 1910FN “بلجيكي نصف أوتوماتيكي” سقط وريث العرش الإمبراطوري النمساوي المجري في 28 يونيو 1914 قتيلاً هو وزوجته صوفي حين كانا في زيارة رسمية لمملكة صربيا وبعدها بشهر ولد مع الثأر ما اشتعل به أخطر فتيل وهي الحرب العالمية الأولى.

كل ذلك كان بسبب مراهق لم يكن الظرف ليسمح له باستخدام مسدس كان بحوزته لو لم يكن جائعاً واشترى سندويتشاً من دكان في شارع لم يكن مقرراً أن يمر به موكب ولي عهد النمسا أصلاً لكنه كان"المكتوب"من القدر أو صدفة أفظع وأشرّ من ألف ميعاد ولولاها لا أحد يدري ما كان عليه العالم الآن.

وكان جافريلو وهو رابع 9 أبناء لعائلة من الفلاحين وواحداً من 6 عناصر كلفتهم منظمة "القبضة السوداء" الناشطة ذلك الوقت لاستقلال صربيا أتخذ كل منهم مكاناً مختلفاً عن الآخر وفي حوزته قنبلة يدوية لرميها على سيارة الأرشيدوق حين يمر موكبه أمامه إلا جافريلو الذي اقتصرت مشاركته على المراقبة لذلك تسلح فقط بمسدس وانتظر في منطقة بعيدة كلياً عن التي كان يتجول فيها موكب الزائر الرسمي فرصدوا الأرشيدوق حتى مر الموكب في شارع كان فيه من يرصده بين الستة فرماه بقنبلة وقعت خلف السيارة بعدها قام ولي العهد بزيارة مستشفى نقلوا إليه من أصيبوا بجروح من انفجار القنبلة خلف الموكب وحين خرج وبرفقته زوجته أخطأ السائق بالطريق فانحرف إلى شارع في زاوية منه دكان كان بداخله جافريلو برينسيب يشتري سندويتشاً ليسد به جوعه فسمع ضجة فهم منها أن موكب ولي العهد قادم وأصبح قرب المكان.

نسي جافريلو جوعه ورمى السندويتش على الرصيف ووقف عنده ينظر إلى السيارة المقبلة نحوه وعليها الصيد الثمين وهو الذي كان يعتقد أن أحد رفقائه نجح باغتيال ولي العهد الإمبراطوري لكنه رآه بعينيه في السيارة وقد أصبح أمامه قريباً أقل من مترين فسحب مسدسه وعاجله برصاصة تلاها بثانية قتلت أيضا زوجته.

وأسرعوا لاعتقاله في مسرح الاغتيال فابتلع سم زرنيخ كان بحوزته لكنهم أدركوه وغسلوا معدته وأبقوه حياً ثم زجوا به في زنزانة انفرادية واعتقلوا بقية المتورطين فمثلوا أمام محكمة أدانتهم جميعا بالإعدام إلا طافريلو لأن عمره 19 سنة أي كان لا يزال قاصراً في نظر القانون ببدايات القرن الماضي لذلك أدانوه بالسجن 20 سنة مع حرمانه يوما كل شهر من الطعام وأصبح وزنه 40 كيلوغراماً.
بعد 4 سنوات وقبل أشهر من نهاية الحرب العالمية الأولى استفحل فيه مرض السل العظمي ففتك بمجمل عظامه فاعتل إلى درجة اضطروا معها إلى بتر إحدى ذراعيه بالكامل ثم مات بالمرض من دون أن يدري أنه أحدث انقلاباً في العالم بأسره.

ولم يمر شهر على الاغتيال إلا وانتقمت الإمبراطورية النمساوية - المجرية من مملكة صربيا في 28 يوليو 1914 بإعلان الحرب عليها ذلك اليوم وغزوها فردت ألمانيا بغزو بلجيكا ولوكسمبورج وأصبحت هناك جبهتان متضادتان الأولى تتكون من: صربيا، وروسيا، وبريطانيا، وفرنسا، وانضمت لها بعد ذلك إيطاليا، والثانية تتكون من: إمبراطورية النمسا والمجر، وألمانيا، وانضمت لها بعد ذلك الإمبراطورية العثمانية وابتليت أوروبا بأسوأ حرب دامت 4 أعوام وسريعاً تغيّر العالم فالحرب التي أنهت الإمبراطورية العثمانية والامبراطورية الروسية  انتهت أيضا بهزيمة ألمانيا والهزيمة تسببت بانهيار اقتصادي جعل الألمان يأتون بهت.لر وحزبه القومي إلى الحكم فأوقدها "الفو.هرر" حرباً عالمية ثانية ولدت فيها وبسببها القنبلة الذرية.