من " مصر السيساوية الجديدة " انطلقت دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي ـ في افتتاح "مؤتمر المناخ " المُنعقد على أرضها ــ بالحرب ضد الحرب؛ والدعوة إلى استتباب السلام والأمن ؛ فجاءت دعوته بإيقاف الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا؛ فالبون شاسع بين حربٍ وحرب ! فالحرب التي أعلنها رئيس مصر؛ لاتستخدم الدبابات والطائرات والرصاص والغازات السامة؛ ولكنها الحرب بالعقل والمنطق والحكمة والموعظة الحسنة؛ والإيمان بعظمة روح الإنسان التي خلقها الله العلي العظيم على الأرض؛ ليُكمل الرسالة التي كُلِّف بها لنشر الحُب والأمن والطمأنينة؛ فلم تجنِ الشعوب من حروب الرصاص سوى الخراب والدمار؛ ونعيق الغربان فوق أشلاء الضحايا. ومازالت آثار هيروشيما ونجازاكي؛ تنخر في عظام الشعوب التي ابتُليت بهما؛ ومازالت آثار الإشعاعات النووية تبُث سمومها وتُحدث آثارها السلبية في البشرية جمعاء.
ومن "مصرنا السيساوية" الجديدة؛ المؤمنة منذ فجر التاريخ بالسلم والسلام والأمن والطمأنينة لكل شعوب الأرض؛ انطلقت دعوة الرئيس.. وليُثبت شعبها العظيم في كل الحَقب التاريخية التي مر بها بأنه هو الذي يفرض وجوده وإرادته؛ ولنا في حوادث التاريخ عظة وعبرة ؛ فقد تكأكأت على حكمه العديد ممن ليسوا من بني جنسه وجلدته؛ فمرت عليه ـ دون ترتيب زمني ـ سلطة الدولة الفرعونية والطولونية والعباسية والإخشيدية والفاطمية والأيوبية والمملوكية والعلويَّة والأمويَّة والعثمانية. ففي كل تلك الحِقَبْ الزمنية؛ حاولوا بكل الطرق ـ المشروعة وغير المشروعة ـ أن يغيِّروا من تركيبته الاجتماعية وقناعاته؛ ومحاولة العبث في جيناته الأصلية الأصيلة؛ وحدث هذا بمحاولاتهم المستميتة في ذروة " المد الشيعي " في العالم الإسلامي؛ بتحويل عقيدة المصريين من انتهاج "السُّنة النبوية " إلى "العقيدة الشيعية"؛ لتذهب كل محاولاتهم سُدى؛ ليبقى على إيمانه الذي لايتزعزع بمعنى وقيمة الإنسان.. والإنسانية.
من أجل إيقاف تلك الموبقات ـ كانت الدعوة أمام شعوب العالم؛ لإيقاف نزيف الدم والمال؛ والعودة إلى المائدة المستديرة للتفاوض والتفاهم وإقرار المباديء الإنسانية التي يجب أن تكون عليها السلوكيات البشرية الحضارية.. ونبذ السلوكيات الغوغائية وحُب التملُّك والسيطرة.
وقال الرئيس السيسي: " إن الملايين اليوم يتابعونا كما تابعت قمتـنا العام الماضي، نشترك في مصيرٍ وهدفٍ واحد منهم من يتواجدون معنا هنا ومنهم خارج القاعات وأمام الشاشات يطرحون أسئلة صعبة ولكنها ضرورية، أسئلة يتعين علينا أن نسألها لأنفسنا قبل أن توجَّه إلينا: هل نحن اليوم أقرب إلى تحقيق اهدافنا؟ هل استطعنا خلال عام منصرم أن نتحمل مسئوليتنا كقادة للعالم في التعامل مع أخطر قضايا القرن واشدها تأثيرًا ؟، والأهم هل ما نطمح إلى تحقيقه من أهداف يقع في نطاق الممكن؟ بلا شك أنه ليس مستحيلًا، ولكن سننجح إذا توافرت الإرادة والنيَّة الصادقة لتعزيز العمل المشترك المناخي.
ثم أضاف الرئيس في كلماتٍ صريحة ودون ادنى مواربة ؛ حين قال في كلمته المرتجلة ـ بعد نهاية الكلمة المكتوبة عن مؤتمر المناخ وتوصياته وقراراته ـ حيث أوضح أنه يوجه نداءً من مؤتمر المناخ في شرم الشيخ: "... لوقف هذه الحرب التي تعاني منها الكثير من الدول"، مشيرا إلى أنه "مستعد للعمل على إنهاء هذه الحرب وإيقافها..." ؛ و"... نحن كدول اقتصادها مش قوي.. عانت من تبعات كورونا وتحملناها والآن نعاني أيضا من هذه الحرب الروسية الأوكرانية.. أرجوكم أوقفوا هذه الحرب..."؛ و"... بالمناسبة انا مستعد ومش للبحث عن دور، لا والله! ولكن من أجل العمل على إنهاء هذه الحرب، أتصور ان كثير من القادة يشاركوني الرأي مستعدين نتحرك إذا كان ممكن الحل؛ ومستعد للعمل على إنهاء هذه الحرب...".
لقد وضعت كلمات الرئيس العالم بأسره امام الاختيار الأمثل؛ لإنقاذ البشرية فيما هي مُقدمة عليه من تناحر وشقاق؛ ومحاولة تجنب السير بالكرة الارضية ومن عليها إلى الدمار الشامل.. وطريق اللاعودة !
ترى.. هل يستجيب القادة والسياسيون إلى هذا النداء الصادر من القلب ؟ وهل تضع الحرب أوزارها بتحقيق أحلام السلام والأمن والطمأنينة التي تراود الشعوب؟
إننا نراقب بتلهفٍ وكلنا أمل؛ أن يجد هذا نداء السلام هذا رجع الصَّدى المطلوب؛ فالخلافات السياسية وممارسة العناد باستعراض القوة؛ لن تصل بالبشرية إلى بر الأمان والسلامة؛ فأسلحة الدمار الشامل لن تبقي ولن تذر؛ وستأكل الأخضر واليابس على ظهر البسيطة.
فليستمع العالم من حولنا إلى كلمة هذا الزعيم الوطني المخلص لقضايا وطنه؛ وقضايا الإنسانية؛ حين بعث بهذا النداء الروحي والقلبي والوجداني.. حين قال:
أرجوكم أوقفوا هذه الحرب..."! لتكن الغلبة لصوت العقل.. لا صوت الرصاص والمدافع والدبابات والطائرات .. وبعدها يكون لكل حدثٍ حديث !