اعترفت جبهة ما يسمى بـ "تيار التغيير- جناح الإرهابي محمد كمال"، التابعة لتنظيم جماعة الإخوان الإرهابي، بفشل دعواتها للتظاهر التي مارستها طوال الفترة السابقة لتحريض الناس للنزول إلى الشارع وإحداث نوعا من الفوضى والاضطراب في توقيت حساس يتزامن مع استضافة مصر لقمة المناخ COP27 في شرم الشيخ.
ورغم انشغال فضائيات الجماعة الإرهابية ومنصاتها وأذرعها الإعلامية بالتحريض ضد الدولة المصرية، فإنها قالت في بيان نشرته، مساء أمس، أن الدعوات "لم تخرج عن فصيل أو تنظيم أو جماعة أو ساسة بل كانت من الشعب" وأضافت أن "هذه الجولة ربما ليست الأخيرة لكنها من المؤكد جولة في صراع بدأ منذ عقود".
وتعد هذه العبارات التي تضمنها بيان الجماعة الإرهابية تلميحا أو اعترافا ضمنيا بفشلها، خاصة وأنها عدت الدعوة للنزول اليوم الجمعة مجرد جولة، كما أنها تنصلت من نسبة الدعوات لنفسها ونسبتها للشعب في محاولة للتنصل منها، مع إعطاء طابع أنها شعبية، وهو ما كشف كذبه الواقع والشارع المصري اليوم.
الشعب يسبق نخبته
أكد الكاتب إسلام الكتاتني، الباحث في شئون الجماعات المتطرفة، أن الشعب المصري يسبق نخبته في الوعي وفهم المخاطر، وأنه على جماعة الإخوان الإرهابية أن تعترف أن الشعب لفظهم تماما وتخلص منهم، خاصة وأن الدعوات المتكررة لإحداث فوضى وثورة على النظام الحالي تكررت أكثر من عشرين إلى ثلاثين مرة كلها انتهت بالفشل، ما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الجماعة الإرهابية باتت مكشوفة لدى الشعب.
وأضاف "الكتاتني" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أنهم يشيدون بالشعب المتطلع للحرية ويمدحونه قبل كل دعوة تحريضية، ثم ينقلبون عليه فيسيئون إليه ويسبونه لأنه لا يستجيب لهذه المؤامرات، فعقب كل فشل يلقون دائما باللائمة على الشعب ويسبونه، وهو ما يحدث بعد الدعوات التي يقاطعها الشعب، وهذا لا يجعلهم يفكرون في أن الشعب لا يثق فيهم ولا يصدقهم، وهذا أمر مدهش.
وقال "الكتاتني": إن اليوم فيه الكثير من الدروس أهمها أن الشعب المصري لم يعد ينخدع بالنشطاء، وبات يسبق النخبة دائما في الفهم والوعي، فأنا أندهش مثلا من النشطاء الذين صدعونا بالحديث عن الحريات، لأننا نضطر لأن ندخل معهم في جدل ونقاش في بديهيات مثل رفض الاستقواء بالخارج، هل هذه الفكرة تحتاج لنقاش أو جدل؟
وتابع، أن من الدروس أيضا أنه وضح جليًا أن السوشيال ميديا ليست هي المعيار للحكم على أي شيء، وأن الواقع غير السوشيال ميديا، انظر مثلا للترندات التي روجوها وتحدثوا عنها، البث المباشر الذي تحدث فيه الإخواني الهارب معتز مطر وما عليه من آلاف المشاهدات وهو ما لا يحدث لأعظم القنوات، كل هذا يجعلنا نتساءل عن حقيقة مثل هذه الأرقام التي نقرأها في السوشيال ميديا، ومقارنته مع الحقيقة التي يكون عليها الشارع والواقع.
ولفت "الكتاتني" إلى أن أهم ما نحذر منه، والشعب المصري مدرك هذه النقطة للغاية، هي تغذية كراهية الشعب لقواته المسلحة، وهى فكرة يتم تغذيتها من الإخوان ولجانها والمتعاطفين معها، وهي فكرة خطيرة للغاية، فالجيش المصري هو الجيش الوحيد في المنطقة، ومن مصلحة الغرب تفتيته كما حدث مع الجيش العراقي منذ عشرين سنة.
مستكملا، أن الجماعة الإرهابية علقت آمالا كثيرة على دعوات اليوم وخاب أملهم، لأنهم يريدون استغلال الظروف وخاصة مجيء الوفد الأمريكي أمس، والرئيس الأمريكي اليوم، وهو توقيت مقصود، لكنه في النهاية سيكون اليوم منطلقا للقوة والثقة للدولة المصرية.
واختتم حديثه قائلا: الشعب يشاهد المشروعات في الشارع بنفسه، ويعاني في نفس الوقت من ظروفه المعيشية، لكنه يعاني ويصبر ولا ينجر لدعوات الفوضى وتخريب البلد، خاصة وأن القيادة تدرك معاناته، ومؤخرا تحدث الرئيس عن معاناة الأسر التي يكون دخلها أقل من عشرة آلاف جنية، لذا فبناء البلد واجب يشعر به الشعب، والشعب يسبق النخبة ويقرأ واقعه جديدا.
جناح محمد كمال الإرهابي
يشار إلى أنه في منتصف أكتوبر الماضي، أعلنت جبهة إخوانية تطلق على نفسها "تيار التغيير" وهي جبهة "الكماليون" عن تأسيسها، استعدادًا لبدء جولة جديدة من المؤامرات والمناورات التي لا تنتهي.
ونقلا عن موقع "العين الإخبارية"، فإن مهمة الجبهة الثالثة هو تنفيذ خطة مظاهرات ودسائس بالجملة لضرب استقرار مصر، حيث يعتزم الإخوان أن تكون أولى خطوات التنفيذ تتزامن مع انعقاد مؤتمر المناخ، المقرر في شهر نوفمبر الجاري.
كانت الجبهة الثالثة التي رفعت اسم "تيار التغيير - جناح محمد كمال"، عقدت مؤتمرا للإعلان عن نفسها وعما سمته بـ"وثيقة العمل السياسي" من مقرها في تركيا.
ويطلق المراقبون اسم "الكماليون" على تيار التغيير الإخواني، وهو ما تؤيده صفحة التيار على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك التي تضع صورة لمؤسس الجماعة الإخوانية حسن البنا وبجواره سيد قطب المنظر الأكبر للتطرف، والرئيس الإخواني محمد مرسي، والمرشد السابق مهدى عاكف، بالإضافة للإرهابي محمد كمال مؤسس اللجان النوعية الإرهابية والمخطط لعدد كبير من العمليات ضد الجيش والشرطة، وقد نجحت قوات الأمن في تصفيته العام 2016 خلال اشتباكه مع القوة وإطلاق أعيرة نارية باتجاههم.