شهدت المنصات الرقمية زيادة هائلة في معدلات الإستخدام والمشاهدة من خلال فئة الشباب بمعدلات فاقت التوقعات السابقة نحو التواجد الرقمي، وزادت معدلات الإيرادات طوال عام 2021 بأكثر من سبعة وستين في المئة مقارنة بالسنوات السابقة.
وعلى الرغم من أن شركة فيس بوك أطلقت في عام 2019 عالما افتراضيا باسم هوریزون وورد World Horizon أي عـالـم الأفـق، إلا أن مـارك زوكربيرغ مالك شركة فيس بوك أعلـن فـي عـام 2021 عن تغيـر اسـم الشـركة إلى ميتا بلاتفورمز Meta Platforms وأعلن رسميا التزام الشركة بتطوير ميتا بلاتفورمز وقد ترتب عليها تطوير العديد من تقنيات العالم الافتراضي.
يرتبط تطوير الميتافيرس ارتباطًا وثيقًا بالعملات الافتراضية، وبالتالي القدرة على التسوق وبيع التقنيات والخبرات الرقمية بطريقة آمنة للغاية ومأمونة ويرتبط هذا التحول أيضًا بالقسم التالي من تطوير شبكات الويب الذي ستشهد تحولًا في مقدمة الأمور من حراس البوابة القدامي إلى منصات التكنولوجيا والوسطاء، ومن الممكن حاليًا أن تكون إدارة Web3 في أيدي المستخدمين والمبدعين أنفسهم.
ولكي نفهم سويا ماذا تعني تلك الافسام والمراحل الخاصة بالميتافيرس في المجال الاعلامي والصحفي علينا أن نعرف الميتافيرس بطريقة مبسطة علي انه نوع من الإنترنت الرقمي المتسلل مظهر من مظاهر الواقع الفعلي، ولكنه قائم في عالم افتراضي غالبـا مـا يشبه المنتزه الترفيهي مثل تلك التي تم تصويرها في The Ready Player One.
يشار إليه أيضًا على أنه المكان الذي يلتقي فيه العالمان المادي والرقمي، لأنه يمكن أن يكون مساحة تعمل فيها التمثيلات الرقمية للأفراد والصور الرمزية في الحياة الترفيهة والالعاب الاليكترونية والعمل الاعلامي والاجتماع في مكاتبهم، والذهاب إلى الحفلات الموسيقية وحتى محاولة ارتداء الملابس.
وهناك بعض الخصائص التي تتسم بها الميتافيرس لكي تكون جاذبة للافراد والمؤسسات منها الدوام أو الاستمرارية وهنا ستكون بغض النظرعن المكان والزمان وسيتمكن المشاركون من التفاعل مع بعضهم البعض وأيضًا مع العالم الرقمي في الوقت الفعلي، والتفاعل مع بيئتهم الافتراضية ومع بعضهم البعض تماما كما يفعلون في العالم المادي كما ستوفر التقتيات الحديثة لجميع المشاركون بمـا فـي ذلك الشركات مـن تـوفير السلع والخدمات مقابل القيمة التي يعترف بها الآخرون قد تبدأ هذه القيمة أو تشمل نوع القيمة التي يستخدمها لاعبو ألعاب الفيديو بالفعل الآن، على سبيل المثال، العملة الورقية التي يتم تبادلهـا مقابل الذهب الافتراضـي وعناصر داخـل اللعبة قد يشمل أيضا الرموز المميزة غير القابلة للاستبدال، والعملات المشفرة، والأمـوال الإلكترونيـة، جنبا إلى جنب، مع العملات الورقية التقليدية، قد تعتمد عمليات تبادل القيمة هذه على تقنيات مثل العقود الذكية والتقنيات التي لم يتم التفكير فيها حتى الآن.
قد تضطر الشركات والمؤسسات الاعلامية إلى تجاوز طرق الملكية الحالية لدعم مواقعها في سوق العالم الافتراضي الجديد- على سبيل المثال، يمكن أن تقوم الضوابط الجديدة على تبادل المعلومات وتحديد هوية المشاركون وبالتالي، بدأت بعض الشركات الكبرى في اتخاذ موقف في تلك المنصات الافتراضية التي كانت مقصورة فعليًا على الألعاب، والان أصبحنا نسمع عن شركات أزياءعالمية تعرض نماذج رقمية لمنتجاتها، أمثال: غوتشي Gucci، وشانيل Chanel، وخصصت دور مزادات ومقرات رقمية لها.
وجحز بعض المشاهير أماكنهم على منصات متنوعة إفتراضية، ويدير عدد من المطربين حفلات موسيقية افتراضية لهم هناك، ومن المتوقع أن تحقق الاستثمارات في 800 مليار دولار بحلول عام 2024.
واقتصرت ردود الأفعال في مصر على التغطية الإخبارية والتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي ولكن حتى الآن، لم تتخذ أي وسيلة إعلامية زمام المبادرة لطلب الاستفادة من المنصات الرقمية التي يمكن الحصول عليها والوصول إلى جمهورها وقد قامت جريدة الوطن بإنشاء أول استوديو محدود بتقنية ميتافيرس وهي تجربة جديرة بالاشادة ولكن حتي فيس بوك نفسها عندما اطلقت منصتها التفاعلية حصرتها على عدد محدود من المستخدمين.
ومن المؤكد ان وجود الفيس بوك علي الميتافيرس سيغير الكثير من المعالجات الصحفية والاعلامية الحالية فعبر منصتها الجديدة يتوقع أن تقدم ميتا الفرصة للمستخدمين للقاء والتفاعل مع بعضهم، ولا شك أنها ستطلق بعض المنصات الإعلامية داخل الميتافيرس لجذب أكبر عدد من المستخدمين للشبكات الاعلامية الرقمية الجديدة وفي هذه الحالة ستجبر متيا أصحاب وملاك القنوات الفضائية والمؤسسات الصحفية إنشاء منصات إخبارية وثقافية وغيرها، خاصة بمستخدمي عالم ميتا.
فالعالم الان يتغير ويتشكل للافضل كما أن مطورو "ميتا" يخططون أن يصبح الميتافيرس بديلا للعالم الواقعي في مجالات عديدة كما تشير أحدث استطلاعات الرأي أن حوالي 15 % من ملاك المؤسسات العالمية في مجالات الاعلام يعتزمون الاستثمار في ميتافيرس عن طريق المنصات التي ستوفرها وهي نسبة مرشحة للزيادة بالتأكيد، حيث لنا أن نتخيل أن الشخصيات في ذلك العالم ستستخدم وسائل إعلام مختلفة مصممة لها خصيص
وهنا تطرح عقولنا اسئلة ابعد بكثير مما نتوقع هل ستكون المنصات القادمة مثل الواقعية حاليا في بنيتها ووظيفتها؟ فكل المعلومات المتوفرة حول المجال الجديد بعيدة تماما عما تعيشه الان فجميع الاحتمالات مفتوحة مما يثير العديد من الأسئلة حول الضوابط والقوانين والمعايير التي تعيشها وسائل الاعلام في العالم الواقعي.