أكد الدكتور محمد اليماني رئيس المجلس العربي للطاقة المستدامة، أبرز ما يميز الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف المعني بمكافحة التغيرات المناخية ، هو ارتفاع الآمال والطموحات من أجل تحقيق تطور إيجابي في العمل المناخي والعمل على التوسع في الاقتصاد الأخضر والخروج بنتائج تعبر عما يدور خلال أحداث المؤتمر.
معا لتنفيذ الوعود السابقة ، فالكل يواجه أزمة وجودية ، تستدعي الحد والتخفيف من الانبعاثات ، ومواجهة المخاطر والتكيف ، بعد أن عانت بعض دول العالم من حرائق الغابات والفياضانات والأعاصير والتأثر البيولوجي والزراعي وانتشار الأوبئة والسرطانات ، وزيادة وفيات التلوث ، وتسعى مصر التي عززت خلال السنوات الماضية خططها نحو التكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ باعتباره يشكل تهديدا وجوديا ، إلى تهيئة الأجواء لحث كافة الأطراف على تعزيز الثقة المتبادلة، والتي يمكن من خلالها تحقيق النتائج التي تتطلع إليها الشعوب، فيما يتعلق بمواجهة أزمة تغير المناخ وتفادي كوارثه المدمرة .
"استراتيجيه 2050 "
أيضا عززت مصر قدراتها في مجال مواجهة التغيرات المناخية من خلال إطلاق "الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050″، والتي تركز على عدد من المبادئ من بينها خفض الانبعاثات في مختلف القطاعات، وتحقيق نمو اقتصادي مستدام، وتخفيف الآثار السلبية المرتبطة بتغير المناخ، وتحسين حوكمة وإدارة العمل في مجال تغير المناخ، وبناء المرونة والقدرة على التكيف مع تغير المناخ، وتعزيز البنية التحتية لتمويل الأنشطة المناخية، والبحث العلمي ونقل التكنولوجيا وإدارة المعرفة ورفع الوعي لمكافحة التغيرات المناخية ، وإصدار السندات الخضراء والتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر .
" قضايا العالم "
وقد حازت قضيتا التمويل والخسائر والأضرار على مساحات النقاش الرئيسية، وكذا تضمنت البيانات الصادرة عن الدول المتقدمة، لاسيما الأوروبية، تعهدات خاصة بالالتزام بتقديم إسهامات تمويلية للدول المتضررة من آثار التغير المناخي ، وفي هذا الصدد، يمكن الإشارة إلى التعهد البريطاني بتقديم مبلغ 200 مليون جنيه إسترليني إلى نافذة العمل المناخي التابعة لبنك التنمية الأفريقي، وإعلان هولندا مساهمتها في هذه المبادرة ، وكذا أشار المستشار الألماني إلى أن بلاده ستخصص 170 مليون دولار لدعم الدول الأكثر عرضة للتأثر بالمناخ، ويسعى المؤتمر الى زيادة نسبة تخفيض معدلات انبعاثات الغازات الدفيئة وثاني أكسيد الكربون، بما يتماشى مع النزول بمعدل زيادة درجة حرارة الكوكب إلى أقل من 1.5 درجة مئوية.
" مبادرات على هامش قمة المناخ "
ومن أهم المبادرات الجديدة التي أطلقتها قمة المناخ ما يلي : تم إطلاق مبادرة أسواق الكربون الأفريقية الجديدة ACMI بالتعاون مع التحالف العالمي للطاقة من أجل الناس والكوكب والطاقة المستدامة للجميع ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، بدعم من أبطال الأمم المتحدة رفيعي المستوى لتغير المناخ ، و تهدف إلى دعم نمو إنتاج ائتمان الكربون وخلق فرص عمل في إفريقيا، وتتناول المبادرة إنتاج 300 مليون رصيد كربون سنويًا بحلول عام 2030، و1.5 مليار ائتمان سنويًا بحلول عام 2050 ودعم 30 مليون وظيفة بحلول عام 2030 وأكثر من 110 ملايين وظيفة بحلول عام 2050 مع توزيع الإيرادات بشكل عادل وشفاف على المجتمعات المحلية ، وقد انضمت دول أفريقية متعددة بما في ذلك كينيا ومالاوي والغابون ونيجيريا وتوغو إلى حدث إطلاق هذه المبادرة للإعلان عن التزامها بتوسيع أسواق الكربون الطوعية، وصدر على هامش فعاليات قمة المناخ 27 الكتاب السنوي للعمل المناخي العالمي 2022، والذي يقدم تقريرًا سنويًا عن التقدم الذي تحرزه الكيانات غير الحكومية نحو أهدافها المناخية، أيضا تعد أجندة التكيف أول خطة شاملة ومشتركة لحشد العمل العالمي حول 30 نتيجة تكيف لأزمة لمعالجة فجوة التكيف وتحقيق عالم مرن بحلول عام 2030 عبر الأغذية والزراعة والمياه والطاقة والطبيعة والمحيطات والمستوطنات البشرية وأنظمة البنية التحتية وكذلك التسليم عبر عناصر التمكين الرئيسية، مثل التخطيط والتمويل . وكانت للدول العربية مشاركة فعالة في مؤتمر قمة المناخ حيث تم طرح بعض المبادرات على المستوى المحلي والدولي، وكان للإمارات المشاركة الأكبر على الإطلاق بوفد تحت قيادة، رئيس الدولة سمو الشيخ محمد بن زايد، يضم 4 وزراء، وأكثر من 70 جهة ممثلة لبعض الوزارات والجهات شبه الحكومية وشركات القطاع الخاص، والمنظمات المتعددة الأطراف والمنظمات الحكومية ، وشدد رئيس دولة الإمارات، في كلمته بالمؤتمر، على مواصلة تركيز بلاده على ملف خفض الانبعاثات في قطاعي النفط والطاقة. وتم توقيع اتفاقية لـ"تطوير مشروع لطاقة الرياح البرية" بقدرة 10 جيجا وات في مصر، ليكون أحد أضخم مشاريع طاقة الرياح بالعالم وسيوفر حوالي 100 ألف فرصة عمل وسينتج ميثانول وأمونيا خضراء باستثمارات 15 مليار دولار ، وتشارك المملكة العربية السعودية بوفد من 6 وزراء، إلى جانب مبعوث المناخ، يتقدمهم وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان. وأعلن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، استعداد المملكة لاستضافة "مبادرة الشرق الأوسط الأخضر"، ودعمها بـ 2.5 مليار دولار في السنوات الـ 10 المقبلة.
وقد دشن فخامة الرئيس السيسي والرئيس النرويجي افتتاح أول مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ، وإطلاق المنتدى العالمي للهيدروجين المتجدد كمنصة لشركاء المصلحة من منتجين ومستهلكين بالدول المتقدمة والنامية ، وفي اليوم الثالث للمؤتمر تمت توقيعات لتنفيذ مشروعات باستثمارات تفوق 15 مليار دولار ، وبدأت البورصة المصرية أولى خطوات إنشاء أول سوق لتداول شهادات الكربون؛ لتحفيز الشركات على خفض انبعاثات الكربون وتبني خطط مستدامة للحد من تلوث الهواء، وفي الوقت نفسه تشجيع الاستثمار الأخضر وتنويع الخيارات الاستثمارية أمام المستثمرين، وستعمل إدارة البورصة خلال الفترة المقبلة على إنشاء المنصة لتصبح جاهزة خلال 6 شهور ، و هناك مبادرة السوق الأفريقية للكربون وعدد من المؤسسات تدعم هذه المبادرة من أجل وضع المعايير والقواعد والنظم الرقابية وتطويع القواعد الدولية في أسواق الكربون للاحتياجات الأفريقية حتى تكون هناك إمكانية للاستحواذ على القيمة المضافة داخل الدول الأفريقية.
د.محمد اليمانى
![IMG-20220920-WA0006](/Upload/libfiles/672/4/690.jpg)