السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بيزنس النحافة.. 19 مليون مصري يعانون من السمنة المُفرطة.. "سبوبة".. تقطيع بطون المصريين.. جرائم نتيجة الإهمال الطبي وإغلاق غرف عناية مركزة لمخالفة الاشتراطات الصحية والطبية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في منتصف أغسطس الماضي، عاد محمد الشرنوبي، وهو مواطن مصري، 38 سنة، من أبناء مدينة طنطا بمحافظة الغربية، ويعمل جزار، إلى بيته ليروي لزوجته تفاصيل أول مقابلة مع طبيب متخصص في جراحات السمنة، والذي أقنعه بحتمية الخضوع لعملية جراحية من أجل إنقاص وزنه الذي تجاوز الـ150 كيلوجراما حينها، وبكلمات صبغتها السكينة والراحة قال «الشرنوبي» لزوجته إن قلبه ارتاح لهذا الطبيب، وبالطبع لم يكن يعلم بالقدر الذي ينتظره بعد أسابيع قليلة من هذه الحديث الذي لم يتكرر. فقد مات عقب إجراء عملية تكميم للمعدة. قصة «الشرنوبي» وغيرها من الحالات التى فقدت حياتها تحت وهم النحافة أو تقبيل الوزن فتحت ملف بيزنس النحافة باجراء العمليات الجراحية حيث تناولت «البوابة» القضية من كل أبعادها خلال التحقيق التالي..

في قضية «الشرنوبي» باشرت نيابة أول طنطا، التحقيق في المحضر رقم ٨٨٦٤ إداري أول طنطا لسنة ٢٠٢٢، عقب اتهام أسرة «الشرنوبي» للطبيب بالتسبب في وفاته، عقب إجراء عملية تكميم للمعدة داخل إحدى المستشفيات الخاصة، نتيجة حدوث نزيف ومضاعفات بعد الجراحة استمرت لمدة ٢٢ يومًا من المعاناة الشديدة التي تخللها نزيف داخلي للمريض وارتفاع شديد في درجة الحرارة ليسكن في العناية المركزة حتى انتقل إلى جوار ربه منتصف سبتمبر المنصرم.

النحافة

وكشفت التحقيقات أن «الشرنوبي» أجريت له ٦ عمليات خلال فترة مرضه، من بينها عملية استكشاف وعملية لوضع دعامة، أكد الطبيب أنها ستكون لمدة ٦ أسابيع فقط، وعمليات أخرى، وبعد العملية كان يعاني بشدة، وكانت معدته تؤلمه للغاية، إلى جانب الارتفاع المستمر بدرجة حرارته، حتى تم نقله إلى المستشفى الفرنساوي بواسطة الطبيب نفسه، وهناك تم وضعه في العناية المركزة حتى تم الإبلاغ بوفاته بسبب مضاعفات العملية وما حدث فيها، بحسب روايات أقاربه.

وقررت جهات التحقيق سرعة طلب تحريات المباحث حول الواقعة، واستدعاء الطبيب المشكو في حقه لسؤاله وندب الطب الشرعي لتشريح جثمان المتوفي، وبيان سبب الوفاة وتاريخها وكيفية حدوثها، وبيان عما إذا كان قد أجريت ثمة عمليات جراحية للمتوفي من عدمه، وفي الحالة الأولى ما اذا كانت تلك العمليات قد أُجريت وفق الأصول الطبية المتبعة من عدمه، وعما إذا كان هناك ثمة إهمال طبي قد وقع أثناء العملية وتسبب في وفاة المتوفي من عدمه، وبيان المسئول عنه في الحالة الأولى، وتكليف المباحث بالتحفيظ على كافة الأوراق العلاجية بملف المريض بإحدي المستشفيات الخاصة ومستشفى طنطا الجامعي وتقديمها لجهات التحقيق وتحرير محضر إجراءات بذلك.

وتم التحفظ على جثمانه في مشرحة المستشفى وبتوقيع الكشف الطبي المبدئي عليه، تبين وجود آثار لعملية جراحية بالبطن حيث كان يعاني المتوفي من سمنة مفرطة، وقام الأهالي عقب ذلك بتشييع الجثمان بقرية الكرسة مركز طنطا، فيما طالبت أسرته بمحاسبة الطبيب المتسبب في الواقعة نتيجة إهماله، وتم تحرير محضر بالواقعة بقسم شرطة اول طنطا وباشرت جهات التحقيق التحقيقات في الواقعة وأصدرت قرارها المتقدم.

طنطا معقل ضحايا التكميم

وفي طنطا أيضًا، وقبل عام بالتمام والكمال، تقدمت أسرة فتاة بمدينة طنطا، بلاغًا تتهم فيه مستشفى خاص بطنطا، بالتسبب في وفاتها في أثناء إجرائها عملية تكميم معدة، وقالت أسرة الفتاة الضحية، إن ثلاثة أطباء بينهم طبيب تخدير، تسببوا في وفاتها، بسبب حقنة بنج عن طريق الخطأ.

وشملت لائحة الاتهام بالتسبب في وفاة «شيرين. ا. ه- ٢٤ عامًا»، ثلاثة أطباء بينهم طبيب تخدير، وأكدت أسرة المتوفاة في المحضر رقم ٣٧٨٥ قسم ثان طنطا، والمقيد ٦٨٠ لسنة ٢٠٢١ حصر تحقيقات، ضد «محمد. س. ح- طبيب»، و«حسام. ب- جراح»، و«شادي. ش- طبيب تخدير»، بالتسبب في وفاتها عن طريق حقنة بنج خطأ، أُعطيت لها خلال إجراء عملية تكميم، ما أدى إلى حدوث مضاعفات لها نتج عنها الوفاة، بعدما استقرت في العناية المركزة لمدة ٣٥ يومًا.

حميدة

وعليه، قرر الدكتور عبدالناصر حميدة وكيل وزارة الصحة بالغربية فتح تحقيق عاجل في الواقعة، كما قرر غلق غرفتي العناية المركزة والعمليات بالمستشفى الخاص لمخالفة الاشتراطات الصحية والطبية.

كما شهدت أروقة المحاكم مؤخرًا العديد من القضايا المتعلقة بتسبب جراحات السمنة في وفاة المرضى، حيث قضت محكمة جنح الرمل أول، بالإسكندرية، في مايو ٢٠١٨ بحبس الدكتور «ياسر. ح» ستة أشهر بتهمة الإهمال الطبي الذي أودى بوفاة المواطن علي حسن، في جراحة لقص المعدة لتخفيف السمنة والحد من ارتفاع ضغط الدم في القضية التي حملت رقم ٥٢٤ لسنة ٢٠١٨ جنح الرمل أول.

%70 من أسباب الوفاة فى مصر بسبب أمراض السكر والضغط نتيجة السمنة

وفقًا لإحصائيات وزارة الصحة فإن ٤٣٪ على الأقل من المصريين يعانون من المرض، وأكدت أن أكثر من ٧٠٪ من أسباب الوفاة في مصر، بسبب أمراض السكر والضغط، وأن السمنة تسبب معظم تلك الأمراض.

فيما تؤكد بيانات غير رسمية أن مرض السمنة يصيب ٤٩٪ من المصريين، وقال القائمون على دراسة بحثية خلال مؤتمر علمي أُقيم في القاهرة منتصف أغسطس ٢٠٢١، إن الدراسة جاءت بالتعاون مع حملة ١٠٠ مليون صحة وشملت ٥٠ مليونًا كان الغرض منها معرفة عدد المصابين بمرض السمنة وآثارها السلبية علي صحة الإنسان.

وقالت الدراسة التي حملت عنوان حول الأعباء المتعلقة بمرض السمنة في مصر، إن المرض له آثار سلبية علي المصابين به والذي يدفعهم الي أمراض مزمنة كالسكري والضغط وغيرهما من الأمراض.

وأكد المتخصصون أن السيدات، وفقًا للدراسة، الأكثر الإصابة بمرض السمنة داخل مصر، وأكد المتخصصون إلي أن نمط الحياة للمواطن المصري سبب رئيسي في حدوث إصابات السمنة.

أما المبادرة الرئاسية للكشف عن أمراض الأنيميا والسمنة والتقزم، فرصدت بيانات خطيرة، إذ أكدت أن قرابة ربع المصريين فقط أصحاب وزن طبيعى، و٣٦٪ منهم فوق الوزن، لكنهم لم يبلغوا مرحلة السمنة، بينما ٣٣٪ مصابون بـالسمنة، و٦٪ من المصريين مصابون بالسمنة المُفرطة، أى أن قرابة ٧٥٪ من المصريين فوق وزنهم الطبيعى بدرجات الزيادة المختلفة.

وخلال مسح صحى لـ١٧ مليون مواطن خلال المرحلة الأولى من مبادرة ١٠٠ مليون صحة، تبين أن ٧٥٪ من المصريين يعانون من زيادة الوزن بدرجات مختلفة منهم ٣٥٪ وزنهم فوق الطبيعى و٣٣٪ يعانون من السمنة و٦٪ يعانون من السمنة المفرطة.

بيزنس النحافة

المصريات أكثر عُرضة للسمنة

وكشفت دراسة طبية، قام عليها باحثون متخصصون في مجلة «نيو إنجلاند» الطبية، خلال منتدى إستوكهولم للأغذية، عن أن ١٩ مليون مصري يعانون من السمنة المُفرطة، مؤكدين أن البدانة تشكل تهديدًا كبيرًا على صحة المصريين، وتؤدي للإصابة بأمراض مثل السكري والقلب وحالات متنوعة من مرض السرطان.

وكشفت الخريطة العالمية للسمنة، عن ٣٩٪ من السيدات المصريات، يعانين من السمنة بنحو ١٠ ملايين امرأة، وهي تمثل نسبة ٢.٧٪ في معدلات السمنة العالمية، وهو ما جعل مصر تحتل المركز الثاني عالميًا في معدل سمنة النساء.

وبناء على الدراسة الصادرة في يونيو ٢٠١٧، قام بها الباحثون الأمريكيون، أخضعوا لها ٢٤ دولة إفريقية على مدار ٢٥ عامًا، تُجمع بياناتها كل ٥ أعوام في البلدان النامية، تبين أن نسبة ارتفاع السمنة بين النساء الأفريقيات في المناطق الحضرية، اللاتي تتراوح أعمارهن بين ١٥ و٤٥ عامًا، لافتين إلى أنه بين ٥ مصريين يوجد مصابان بالسمنة، حيث ترتفع فيها نسبة السمنة بنسبة أعلى من ٣٩٪ إفريقيًا.

عمليات التكميم والتدبيس «جراحة محفوفة بالمخاطر»

أكد خبراء جراحة الجهاز الهضمي وأطباء علاج السمنة وخبراء التغذية أن جراحات تكميم المعدة تظل جراحات محفوفة بالمخاطر وتتطلب احترافية عالية من قبل الطبيب الجراح القائم على العملية، وكذلك طبيب التخدير، والتعقيم داخل العمليات، كما تحتاج لسنوات خبرة طويلة وتجهيزات خاصة في المستشفى.

وقال الدكتور أيمن البدراوي، خبير علاج السمنة والأستاذ بكلية الطب جامعة القاهرة، إن عمليات التكميم والتدبيس وجراحات السمنة أصبحت محفوفة بالمخاطر، نظرًا لأن أنصاف الجراحين وعديمي الخبرة أصبحوا يسيطرون على المشهد في السنوات الأخيرة، ونرى كل يوم إعلان عن خبير في جراحات السمنة والنحافة، ولا تتجاوز خبرته عن أشهر معدودة.

وأضاف «البدراوي»، في تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز»، أن هناك مجموعة من الضوابط التي تحكم عملية اللجوء لجراحات السمنة، مُشددًا على أنه بدون توافر هذه الضوابط، من الخطر الإقدام على هذه العمليات الجراحية عالية الخطورة.

وأكد خبير علاج السمنة، أن الضوابط والأسباب التي تدفعنا لجراحات التخسيس تبدأ من الزيادة الكبيرة في الوزن والتي تصل إلى ضعف الوزن المناسب للشخص، وكذلك في حالة حدوث أضرار صحية ناتجة عن السمنة مثل أمراض القلب والمفاصل، كما تتطلب العملية أن يكون الطبيب أستاذ جراحة متخصص في المناظير وأن يكون المستشفى أو المركز الصحي مجهزا لهذا النوع من العمليات التي تتطلب تجهيزات خاصة، فعلى سبيل المثال سرير العمليات في جراحات السمنة بحيث يتحمل أوزان تتخطى الـ٢٠٠ كيلو فأكثر.

إعلانات السمنة

ولفت «البدراوي» إلى أن إعلانات جراحة السمنة أصبحت أكثر من إعلانات الصابون والبسكويت على الرغم من إنها عمليات خطيرة وتتطلب خبرة واحترافية عالية، وأصبح هناك تكالُب من الجراحين الصغار منعدمي الخبرة على إجراء هذه العمليات، وأصبح أنصاف الجراحين يروجون لأنفسهم على أنهم خبراء جراحة، والأدهى من ذلك أن الإعلانات أصبحت مُهينة للغاية، فأصبحت عمليات الجراحة يعلن عنها وعن خصومات على العمليات بمناسبة الأعياد والمواسم المختلفة

وروى «البدراوي» قصة كان شاهدًا على تفاصيلها قبل ٤٠ سنة عندما لجأ فنان شهير لإجراء عملية جراحة السمنة «استئصال أمعاء» وكان وزنه يقارب الـ٢٠٠ كيلوجرام، وبعد إجراء العملية توفى في الحال نتيجة لنقص التجهيزات سقط من أعلى تروللي المستشفى فمات في لحظتها نتيجة للحادث، لأن تجهيزات المستشفى غير مناسبة لهذا النوع من العمليات.

وطالب «البدراوي» بضرورة تطبيق القانون ومعاقبة هؤلاء المخالفين من أجل السيطرة على هذه العشوائية التي أصبحت تسيطر على مهنة الطب بجميع تخصصاتها، فأصبحنا الآن ندخل الصالات الرياضية والتي يديرها غير المتخصصين ويوزعون أدوية قد تتسبب في مشكلات هائلة للقلب تؤدي للوفاة.

وأكمل قائلًا: «مع كامل احترامنا لخريجي التربية الرياضية لكنهم ليسوا أطباء حتى يكتبون أدوية ووصفات طبية لرواد الصالات الرياضية، وهو ما يتطلب عقاب فوري لوق هذه المهزلة».

ودعا «البدراوي» إلى ضرورة اتباع الاشتراطات اللازمة قبل الإقدام على هذه العمليات، لذلك يجب أن نسلك الطرق الصحيحة لعلاج السمنة والتي ترتكز على ألا يلجأ لعمليات جراحة السمنة إلا أصحاب الوزن الزائد والتي تؤدى إلى مخاطر صحية، وهو ما يعني أن أصحاب الـ١٠ والـ٢٠ كيلوجراما يحظر إقدامهم على عمليات جراحة السمنة، لأن هذه الوزن الزائد يمكن علاجه من خلال نظام غذائي منضبط، ويتطلب صبر وعزيمة للوصول إلى الوزن المناسب بطريقة آمنة بعيد عن المخاطرة بإجراء الجراحة.

من جهتها، قالت الدكتورة ليندا جاد الحق، استشاري التغذية العلاجية والسمنة بكلية طب القصر العيني جامعة القاهرة، إن التعديل في السلوك اليومي في الحياة والتغذية السليمة أفضل ١٠٠ مرة من المجازفة والإقدام على عمليات جراحات السمنة والبدانة المعروفة بارتفاع نسبة المخاطر.

وأضافت «جاد الحق» في تصريحاتها لـ«البوابة نيوز» أن عمليات التكميم أو تدبيس المعدة أو غيرهما من العمليات الجراحية التي تستهدف إنقاص الوزن تكون لها مخاطر مثل أي عملية جراحية بل إن جراحات السمنة تزيد فيها نسبة المخاطرة نتيجة للعديد من الأسباب.

جاد الحق

ولفتت استشاري التغذية إلى أن ما يدفع الكثيرين للإقدام على عمليات جراحة السمنة هو أنهم لا يتقبلون فكرة التغيير في نمط الحياة.

وأكملت: «في حالات كثيرة تكون عمليات جراحة السمنة ناجحة ولكن تواجههم مخاطر كبيرة بسبب التعقيم، مما يؤدي إلى حدوث تسمم ومضاعفات خطيرة قد تؤدي للوفاة، ونفس الأمر ينطبق على التخدير، وهو ما يجب أن يعرفه المرضى جيدا قبل الإقدام على الجراحة، ومن هنا نقول إن الالتزام بنظام غذائي والصبر والإرادة يحقق نتائج مبهرة دون أدنى مخاطرة، فنسبة المخاطرة هنا صفر، وهي الطريقة الأكثر أمانًا».

وعن ارتفاع أعداد ضحايا جراحات التخسيس والسمنة، أكدت «جاد الحق» أن نسبة المخاطرة أصبحت عالية في ظل نقص الكوادر والاعتماد على غير المتخصصين، بالإضافة للمخاطر المتعلقة بالعملية من التعقيم والتخدير التي تسببت في وفاة العديد من الحالات في الفترة الأخيرة، لأن الاعتماد على دكتور تخدير غير كفء وعدم ضبط الجرعات يؤدي في النهاية إلى كوارث.

وتابعت: «مهارة الطبيب الجراح القائم على العملية والأدوات المستخدمة في عمليات التدبيس لها دور كبير في نجاح العملية»، داعية إلى عدم الانسياق وراء الإعلانات المخادعة مثل تخفيض التكلفة، لأن هذه العمليات تتطلب تجهيزات عالية التكلفة وتخفيض سعرها يعني عدم جاهزية المستشفى أو قلة خبرة الطبيب وجميعها تؤدي إلى مشكلات التسريب في العمليات وهو بداية للتسمم.

وأكدت أن العمليات مُعترف بها دوليًا ولكن ترتفع فيها نسبة المخاطرة، وبها مضاعفات خطرة مثل أمراض في المرارة أو نزيف حاد أو تسمم وضعف عام في الصحة، وضعف المناعة، لتصل إلى نسب أقل من الطبيعية.

من جهتها وقالت الدكتورة منى شكري، أستاذة جراحة الجهاز الهضمي، إن عمليات التكميم بها نسبة عالية من الخطورة نتيجة لإزالة نحو ٨٠٪ من حجم المعدة، الأمر الذي قد يكون سببًا رئيسيًا لحدوث مضاعفات حادة مثل التسرب الدموي والنزيف الحاد، والجلطات الدموية.

ولفتت «شكري» إلى أن من بين المضاعفات الخطيرة على صحة الإنسان بعد هذه العمليات حدوث اضطرابات شديدة في المعدة، وغثيان مستمر بعد الجراحة، بالإضافة على مشكلات تتعلق بانتقال الطعام والأغذية المختلفة من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة والغليظة، وهو ما يستمر لفترة طويلة بعد الجراحة، وقد يكون سبب في فشل هذه العمليات بعد أشهر معدودة من الجراحة.

  حقائق مرعبة حول السمنة فى العالم

وبحسب بيانات منظمة الصحة العالمية فقد زادت السمنة في العالم بأكثر من الضعف منذ عام ١٩٨٠، وبالتحديد في عام ٢٠١٤ كان أكثر من ١.٩ مليار بالغ، من سن ١٨ عامًا فأكثر، زائدو الوزن، وكان أكثر من ٦٠٠ مليون شخص منهم مصابون بالسمنة.

وأكدت المنظمة أنه في عام ٢٠١٤ كان ٣٩٪ من البالغين في سن ١٨ عامًا فأكثر زائدي الوزن، وكان ١٣٪ منهم مصابين بالسمنة، مشيرة إلى أن غالبية سكان العالم يعيشون في بلدان تفتك فيها زيادة الوزن والسمنة بعدد من الأرواح أكبر مما يفتك به نقص الوزن.

وفي أوروبا يعاني أكثر من نصف البالغين في أوروبا من البدانة المفرطة أو السمنة، بحسب ما ورد في التقرير الإقليمي للسمنة لعام ٢٠٢٢، الذي قدمته منظمة الصحة العالمية

وتظهر بيانات المنظمة العالمية أن حوالي ٥٩٪ من البالغين في أوروبا يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، وتؤثر المشكلة على الرجال أكثر من النساء، حيث يعاني ٦٣٪ منهم من زيادة الوزن، مقابل ٥٤٪ من النساء.

ورصدت «الصحة العالمية» الوضع الصحي لـ٥٣ بلدًا في أوروبا بما في ذلك روسيا وتركيا، وقالت إن معدلات الوزن الزائد والبدانة ارتفع إلى مستويات وبائية في جميع أنحاء المنطقة وهي آخذة في الارتفاع.

أقراص حرق الدهون.. سموم تهدد الحياة 

أكدت نتائج دراسة علمية صادرة عن جامعة «هارفارد»، أن استخدام حبوب إنقاص الوزن وحرق الدهون قد يُسبب اضطرابًا خطيرًا يُسمى اضطراب الأكل، وأكدت أن الإفراط فى استخدام الحبوب يسبب أمراض الكلى والكبد التى قد تنجم عنها الوفاة المبكرة.

واستندت الدراسة على فحص بيانات من ١٠.٠٥٨ من النساء والفتيات اللاتى تتراوح أعمارهن بين ١٤ و٣٦ عامًا، وشاركت عينة البحث فى الدراسة خلال الفترة من ٢٠٠١ إلى ٢٠١٦. وجد الباحثون أن الفتيات اللائى تعاطين حبوب التخسيس أفدن بإبلاغهن عن اضطرابات الأكل بنسبة ١.٨٪ خلال العام الأول من تناول تلك الحبوب.

فيما أكدت دراسة بحثية صادرة عن مؤسسة «تكنافيو» للبحوث والاستشارات التكنولوجية توقعت أن تصل السوق العالمية للمكملات الغذائية لفقدان الوزن إلى ٤.٧٩ مليار دولار. وجاءت أمريكا الشمالية كأكبر سوق لإدارة فقدان الوزن حيث استحوذت على أكثر من ثلث المبيعات مكملات إنقاص الوزن.

وتعد آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية أسرع المناطق نموًا فى سوق إدارة فقدان الوزن. فيما تجاوزت  قيمة سوق مكملات إنقاص الوزن العالمية عن طريق البيع المباشر ٦٢٤.٩ مليون دولار فى عام ٢٠١٥، و بلغت قيمة سوق مكملات إنقاص الوزن العالمية عبر الإنترنت ٦٠٧.٢ مليون دولار فى عام ٢٠١٥، وفقًا لما ذكرته المجلة الأمريكية للصحة العامة «AJPH» ومؤسسة «تكنافيو» للبحوث والاستشارات التكنولوجيا.

نقابة الأطباء: نرفض أى تجاوزات

وأكدت نقابة الأطباء أنها ترفض أي تجاوزات، وتتخذ اللازم حال تقدم أي من أهالي الضحايا بشكوى تفيد بإهمال الطبيب، وأكد أحمد حسين، عضو مجلس نقابة الأطباء: «لن نقف مكتوفي الأيدي أمام أية تجاوزات إلا بعد تقديم شكوى إلى النقابة من قِبل الأهالي باتهام الطبيب بالإهمال»، مُشيرًا إلى أن الواقعة الآن أمام النيابة ولا يوجد لنقابة الأطباء أي وجه اختصاص. نتدخل بعد إثبات إهمال الطبيب، حيث نتخذ مجموعة إجراءات تبدأ بتشكيل لجنة فنية من مجموعة من الأطباء من ذوي الاختصاص، ووكيل للنيابة الإدارية، وفي حال إثبات الإهمال، من الممكن أن يتعرض الطبيب إلى الشطب، كما أن من حقه أيضًا تقديم استئناف على الحُكم، وتقديم ما يفيد بعدم إدانته.