وقعت مصر خلال مؤتمر الأطراف المناخية بشرم الشيخ COP27 عددًا من الشراكات لإنشاء محطات طاقة الرياح مع شركات تتبع كل من الإمارات والنرويج وسلطنة عمان، واعتبرها خبراء الطاقة بأنها خطوات هامة للتحول للطاقة النظيفة، مشيرين إلى أن مصر تملك 8 مواقع واعدة لإنشاء مزارع الرياح موزعة بمحافظات مصر المختلفة كما سيتم تحديد المناطق بحسب أغراض الاستخدام ونوع التكنولوجيا المستخدمة، وطالبوا، بالاهتمام بتقييم الأثر البيئى قبل الانتهاء من المحطات.
قبل أيام قليلة، وقعت شركة مصدر الإماراتية اتفاقية مع شركة إنفينيتي باور - شركتها المشتركة مع شركة الطاقة المتجددة المصرية إنفينيتي - وحسن علام للمرافق، لإنشاء مزرعة رياح برية بقدرة 10 جيجاوات في مصر، والتي من المقرر أن تكون واحدة من أكبر مزارع الرياح في العالم، وجرى توقيع الاتفاقية على هامش مؤتمر COP27 بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد.
الجدير بالذكر، مصر ستمتلك بذلك اثنين من أكبر مزارع الرياح في العالم، يأتي هذا بعد أسبوع واحد فقط من توقيع شركة أكوا باور السعودية مذكرة تفاهم مع هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة المصرية والشركة المصرية لنقل الكهرباء لإنشاء مزرعة رياح بقدرة 10 جيجاوات في مصر. ستأتي مزرعتا مصدر وأكوا باور في المرتبة الثانية بين أكبر مزارع الرياح في العالم بعد مشروع جانسو في الصين الذي تبلغ طاقته المخطط لها 20 جيجاوات. وتعد مزرعة رياح الزعفرانة البالغة قدرتها 545 ميجاوات الأكبر من نوعها في البلاد حاليا.
يقول المهندس محمد السبكي، أستاذ تخطيط الطاقة، والرئيس التنفيذي الأسبق لهيئة تنمية استخدام الطاقة والمتجددة: كل هذه الشركات ستعرض على كافة المناطق التى تصلح لإنتاج طاقة الرياح مثل الفيوم ورأس سدرو مطروح وشرق وغرب سوهاج وغرب أسوان وشمال الواحات والطور.
ويضيف" السبكى": طبقًا للتكنولوجيا المستخدمة للرياح مثل شكل التروبينات وقبولها للعمل بسرعات معينة وعلى هذا الأساس يتم تحديد الأراضي بمناطق مختلفة، مثلًا منطقة خليج السويس تصلح لإنتاج كهرباء لمصنع هيدروجين ويفضل القرب من الموانىء تمهيدًا لتصديره للخارج، وإذا كان الغرض توصيل كهرباء للشبكة فتصلح غرب النيل وأسوان والواحات.
ويواصل "السبكي": يتم تحديد الموقع الجغرافي بحسب الحمل الكهربائي المطلوب ونوع الاستخدامات لإنتاجه، علاوة أن لدينا منطقتين في غاية الأهمية مثل غرب أسوان والواحات ورغم أن سرعات الرياح من السرعات المتوسطة إنما مدى استدامتها في أوقات طويلة يميز إنتاجها للطاقة بكميات كبيرة وتعتمد على تكنولوجيا توربينات رياح تعمل عند السرعات المتوسطة وليست العالية.
كما ستنتج مزرعة الرياح الخاصة بتحالف مصدر وإنفينيتي وحسن علام عند اكتمالها ما يقرب من 48 ألف جيجاوات ساعة من الطاقة النظيفة سنويا، وستسهم في تفادي انبعاث 23.8 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، ما يعادل 9% تقريبا من إجمالي حجم الانبعاثات التي تنتجها الدولة، بكلفة تترواح من 10 إلى 12 مليار دولار خلال 5 سنوات وستوفر المحطة الجديدة لمصر ما يقدر بنحو 5 مليارات دولار من تكاليف الغاز الطبيعي سنويا.
كما تبحث شركة سكاتك النرويجية إنشاء مشاريع جديدة لطاقة الرياح في مصر بقدرة إجمالية تبلغ 5 جيجاوات. ووقعت الشركة مذكرة تفاهم مع الشركة المصرية لنقل الكهرباء وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة لإعداد دراسات الجدوى الخاصة بالمشروع المزمع، وفقا للبيانات الصادرة عن سكاتك ومجلس الوزراء.
بدورها تقول المهندسة علا عبدالله، الباحثة في التحول إلى الطاقة النظيفة: تعتبر الشراكات فرصة هامة للتوسع في توليد الطاقة من الرياح كما حددت بعض المناطق الموجود بها من احتمالية أفضل من طاقة الرياح، ويجب التأكيد على عمل دراسات الآثر البيئى ومعرفة تأثير ذلك على أسراب الطيور المهاجرة، معرفة سرعات الرياح ومدى تحمل التروربينات لهذه السرعات وهل موجودة في إطار الحدود المسموحة، والذبذبات وصوت طواحين الهواء.
وتضيف “عبدالله”: كما ذكروا أن المشروعات ستكون في خليج السويس حيث يوجد أكثر من موقع على ساحل البحر الأحمر ناحية الغردقة وجبل الزيت ولابد من التنسيق هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة مع وزارة البيئة لاهتمام دراسات الآثر البيئى ولدينا في مصر مواقع كثيرة يمكن إنشاء محطات طاقة الرياح.
جدير بالذكر ان سلطنة عمان تعتزم استثمار 150 مليون دولار في مزرعة رياح أكوا باور بخليج السويس، ويمكن أن يستحوذ جهاز الاستثمار العماني (الصندوق السيادي العماني) على حصة قدرها 10% من مزرعة الرياح التي تنفذها شركتا أكوا باور السعودية وحسن علام القابضة في خليج السويس، بتكلفة استثمارية تبلغ 1.5 مليار دولار وبقدرة 1.1 جيجاوات، وذلك بموجب مذكرة تفاهم وقعها الطرفان، بحسب بيان صادر عن أكوا باور.