أكد خبراء وإعلاميون جزائريون على أن نجاح مصر الملحوظ في تنظيم الدورة السابعة والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP27" دلالة على أهميتها غير المسبوقة على الساحة العربية والإقليمية والدولية، مشيرين إلى إسهامات مصر في مجال الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة ومكافحة التغيرات المناخية، وحرص الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، على المشاركة في هذه القمة لمساندة جهود مصر انطلاقًا من التوافق القوي بين البلدين فيما يتعلق بالتصورات والسياسات الخارجية.
اعتبر الدكتور عبدالقادر سوفي المتخصص في الدراسات الاستراتيجية والأمنية والمحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة البليدة 2 الجزائرية - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن نجاح مصر الملحوظ في تنظيم قمة المناخ بشرم الشيخ ونجاح الجزائر في تنظيم القمة العربية الأخيرة دليل آخر على الأهمية غير المسبوقة للدولتين على الساحتين العربية والإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن مصر والجزائر بإمكانهما الدخول بقوة لتجمع "البريكس" الذي يضم البلدان الأسرع نموًا.
أضاف أن مصر والجزائر تمثلان قوة على الساحة العربية والإفريقية والمتوسطية والعالمية، موضحًا أن التوافق القوي بينهما فيما يتعلق بالتصورات والسياسات الخارجية للدولتين، يمكنهما من بناء حلف ثنائي استراتيجي قوي.
استطرد قائلًا إن الجميع شاهد دور مصر في إنجاح القمة وحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى جانب الرئيس الجزائري وهو ما أعطى إضافة نوعية لهذا الاستحقاق العربي الهام.
تابع المحلل السياسي الجزائري قائلًا إن دور مصر والجزائر في الساحة الدولية يعطي إضافة قوية للطرح العربي والأفريقي والسماح ببناء تصور جديد لاتحاد عربي قوي؛ يضمن مصالح العديد من الدول العربية، ويضمن تحقيق التكامل والاندماج في الاقتصاد العربي لتعود هيبة الوطن العربي والقارة الأفريقية، التي تاثرت بالأجندات الأجنبية وتعاني من مصاعب اقتصادية، وتحملت مظاهر التغيرات المناخية من تصحر وغيرها.
أشار إلى أن الحضور المصري والجزائري القوي على الساحة العربية والأفريقية والدولية تجعل الدول الكبرى تبحث عن التقارب مع الدولتين؛ نظرًا للأهمية البالغة التي أضحت تكتسبها الدولتان من موقع جغرافي أو مقدرات أو من ناحية قوة الطرح، وهو ما جعلهما محل إشادة دولية.
من جانبه، أوضح الدكتور إدريس عطية أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن مشاركة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في قمة المناخ تأتي انعكاسًا للعديد من الاعتبارات؛ من بينها اهتمام الجزائر القديم بالمسائل المتعلقة بالبيئة وبتحقيق العدالة المناخية، والدفاع عن الدول الأفريقية أي "دول الجنوب" العالمي التي تعد بريئة من التلوث الذي وصل إليه العالم.
أضاف أن مصر لها مساهمات جلية في تطوير مسائل البيئة، والحق في المياه والتنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن مشاركة الجزائر تأتي انسجامًا مع هذه الرؤى، ومع المطالب الرامية إلى تطبيق أجندة التنمية المستدامة والتنسيق بين الدول لتحقيق عدالة مناخية.
من جانبه، أوضح الخبير الاقتصادي الجزائري هواري تيغرسي أن مصر خطت خطوة كبيرة في مجال الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة ومكافحة التغيرات المناخية من خلال استضافة قمة المناخ بشرم الشيخ، والتي شهدت حضور أكثر من ١٩٥ دولة، بغرض وضع مقاربة للتقريب بين وجهات النظر الدول الصناعية الكبرى والأخرى قيد النمو وأيضًا الدول الفقيرة وتوجيه الاستثمارات في مجال الاقتصاد الأخضر.
أضاف أن حضور الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى شرم الشيخ للمشاركة في قمة المناخ من أجل دعم مصر في إطار تعاون بين دول "جنوب-شمال"، وتسليط الضوء على حقوق الدول الأقل نموًا والفقيرة التي تتحمل التغيرات المناخية الناجمة عن الدول الصناعية الكبرى.
أشار إلى أن قمة المناخ بشرم الشيخ تهدف إلى توحيد الجهود لتصحيح المنظومة المناخية مثل الزلازل، والاحتباس الحراري، وارتفاع درجات الحرارة، مضيفًا أن البشرية جمعاء تتحمل هذه المسؤولية.
فيما يرى الإعلامي الجزائري والمدير العام لجريدة المستثمر يعقوب جيلاني أن حضور الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى قمة المناخ بشرم الشيخ يعد دليلًا على توافق الرؤى بين البلدين من أجل تحقيق التنمية المستدامة وتطبيق الاقتصاد الأخضر وأيضًا من أجل لم الشمل العربي واسترجاع المكانة العربية على الساحة الدولية وفرض القومية العربية في الساحة الاقتصادية من ناحية الأمن الغذائي.
من جانبه، يرى رئيس تحرير صحيفة "لوجون اندبندون" الناطقة بالفرنسية محمد مسلتي، أن مشاهد استقبال الرئيس الجزائري بحفاوة للرئيس السيسي خلال قمة الجزائر وكذلك استقبال الرئيس الجزائري من قبل الرئيس السيسي في شرم الشيخ تعد دلالة واضحة على حجم وقوة العلاقات السياسية والرسمية بين البلدين والتي تأتي امتدادًا للعلاقات الشعبية والتاريخية الممتدة عبر العصور، ودلالة أخرى على الاهتمام الكبير الذي توليه السلطات الجزائرية لتطوير العلاقات الثنائية مع مصر.