"يا ترى التريند انهاردة هيكون على مين!".. سؤال يدور بذهني صباح كل يوم عندما ابدأ في تصفح صفحات السوشيال ميديا، حيث أطالع الأخبار اليومية كعادتي، والفضول يجعلني انتظر "صاحب النصيب" الذي يتصدر محركات السوشيال ميديا.
وبمجرد ظهور خبر ال"تريند" سواء لشخصيات المشاهير أو غير المشاهير، أتابع تفاصيل الموضوع الذي جعله موضع اهتمام السوشيال ميديا، فأنا كغيري من القراء ارغب في معرفة ما يدور في كواليس الموضوع الذي عادة يدور حول شئ غير مألوف إلا أنه في الوقت ذاته يجذب ملايين من القراء والمتابعين، فالخبر هو "الرجل عض الكلب" وليس العكس.
وللآسف الشديد فخلال السنوات الأخيرة أصبحت السوشيال ميديا تصنع من "أبطالا من ورق" بسبب سعي المواقع الإلكترونية المختلفة لاجتذاب القراء مهما كانت الوسيلة، فتارة نقرأ فضائح النجوم وتارة نقرأ مشكلة تحدث لمواطنين عاديين يتحولون لنجوم على الساحة لمجرد تعرضهم لمواقف عادية لا تستدعي كل تلك الضجة حولهم.
ف"التريند" أصبح غاية تبرر الوسيلة يسعى لها كل من يبحث عن الشهرة بغض عن النظر عن أي اعتبارات أخرى، فتصريحات المشاهير جعلتهم يتصدرون محركات البحث خلال الآونة الأخيرة، وجعل القراء يتفاعلون معها باهتمام شديد، وأصبح المضمون الخبري أو المحتوى الإعلامي قائم على مثل تلك "السخافات" وليس ما يهم القارئ من القضايا المجتمعية أو الحياتية.
والسؤال هنا الذي يطرح نفسه، هل وصل بنا الحال لذلك الانحدار الإعلامي والأخلاقي.. وكيف سمحنا لهؤلاء الساعون للتريند أن يجعلونا مدمني لمثل تلك الأخبار؟! وهل أصبحنا "بلد التريندات؟!".
أناشد القائمين على وسائل الإعلام والسوشيال ميديا، بضرورة تحجيم "التريند" بقدر الاستطاعة، فلا يمكن أن يكون اهتمامنا منصب فقط على "غير المألوف" لمشاهير وغير مشاهير ويصبحو أبطالا من لا شيء، فوسائل الإعلام دورها الأكبر قائم على تقديم محتوى إعلامي مفيد يتضمن ما يهم حياة القارئ اليومية، وليس التريند.
من فضلكم ارتقوا بوسائل الإعلام والسوشيال ميديا، ولا تجعلونا "بلد التريندات".