"أنا مش عايز أكون مَلك ولا يكون معايا عربية.. أنا عايز اشتغل والاقي مكسب يعيشني".. كلمات قالها الرجل البالغ من العمر ستين عامًا، أثناء عمله في تصنيع السجاد اليدوي وهو يعاني أشد المعاناة من الأحوال المأساوية التي ألت اليها مهنته الفريدة.
في غرفة ضيقة للغاية بإحد العمائر المتهالكة يواصل سعد وصديقه رضا الرجلان المسنان اللذان بلغ من العمر عتيا، في صناعة السجاد اليدوي الذي يتفنون فيه طوال السنوات الماضية، ولكنهم يحملون جبالا من الهموم على عاتقهم بسبب عدم توفير العائد المادي لهم في هذه المهنة التي يعملون بها.
ويقول رضا إنه يعمل منذ أكثر من خمسين عامًا في تصنيع السجاد اليدوي وكان أجره في العمل ريال في الاسبوع، ولكنه عشها وعمل بها طوال العمر ولا يتمني أن يتركها، ولكن التطور الذي طرأ على المهنة جعله يعاني بسبب السجاد الجديد االذي يصنع في المصانع والماكينات الألية، وما جعل قلة الطلب على شراء السجاد اليدوي.
يتميز الصديقان بحرفية شديدة في العمل حيث يقول سعد:” بنرسم من خيالنا وبنرسم كل الرسومات الفرعونية على السجاد، وكمان لو حد عايز يرسم صورته على السجاد بنرسمها عادي، مهنة كلها فن بس مين يقدر”.
ويضيف رضا: إن المعاناة الحقيقة تتمثل في تسويق هذه المونتاج حيث يعمل كل منهم على تصنيع سجادة لأكثر من ٣ شهور وبعد ذلك لا يستطيع أن يبيعها بالثمن، ولكن يعطي الفرصة للتجار للتلاعب بالأسعار، وذلك لانه لا يوجد مكان حكومي رسمي يبيع صانعي السجاد منتجاتهم اليه، وذلك بالإضافة أن المهنة صارت تسلك طريق الإنقراض، لعدم الاهتمام بها، وليس هناك أشخاص جدد يتعلمون هذه المهنة الفريدة.